تقرير – الأحداث
مرة أخرى يعود وزير الخارجية الامريكي ماركو روبيو ليؤكد اهتمام بلاده بايقاف الحرب في السودان والعمل مع شركاء حددهم هم السعودية ومصر لكنه أشار هذه المرة إلى توقيتات إذ قال إن امريكا تسعى لفرض هدنة وايقاف الحرب قبل نهاية العام أي قبل أيام معدودة من بداية العام الجديد 2026 ما يضع أحمالاً جديدة على كتف كل الاطراف المنخرطة في الصراع.
وكانت وكالات انباء ذكرت الجمعة على لسان وزير الخارجية الامريكي ماركو روبيو أن هدف الولايات المتحدة الفوري هو ايقاف الاعمال القتالية قبل العام الجديد بما يسمح للمنظمات الانسانية بايصال المساعدات واضاف روبيو الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي حسب (رويترز) ان دولا تقدم الدعم والاسلحة والمعدات للاطراف، وقال ان الرئيس دونالد ترامب تواصل مع الامارات والسعودية ومصر بشان السودان وفي السياق تسلم رئيس مجلس السيادة قائد الجيش الفريق اول عبدالفتاح البرهان رسالة من رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي محمود علي يوسف سلمها مبعوث الاتحاد الافريقي لدي السودان محمد بلعيش الذي اوضح ان المفوضية ومجلس السلم والامن الافريقي ملتزمون بدعم وحدة السودان، وقال ( لا مجال لوجود اي مؤسسة موازية علي ارض السودان ) وشدد علي اهمية الحل السلمي عبر حوار شامل من خلال الالية الخماسية المكونة من الاتحاد الافريقي ومنظمة ايقاد والامم المتحدة وجامعة الدول العربية والاتحاد الاوربي).
وتتحرك كواليس اقليمية ودولية الان في الشان السوداني في محاولة لايقاف القتال المحتدم في كردفان والانتهاكات الواسعة التي طالت المواطنين في دارفور وكانت مصادر متطابقة قد اشارت امس الى قصف مدفعي مكثف من قوات الحلو والمليشيا ضد المواطنين في مدينة الدلنج اودي بحياة 16 شخصا واصاب اخرين وضاعف من صعوبة الحياة في المدينة وهو مايطرح تساؤلات حول جدية الضغوطات التي تمارسها الاطراف الدولية والاقليمية على المليشيا التي تواصل انتهاكاتها وتستقبل السلاح من الامارات وتسعى بقوة من اجل تهجير السكان واحداث تغيير ديمغرافي اصبحت معالمه واضحة جدا من خلال الاصرار على التهجير والقتل الممنهج واستقدام قوافل من المستوطنين تصل يوميا من تشاد والنيجر وافريقيا الوسطي والاف المرتزقة الجنوبيين الذين يتدفقون على المنطقة.
يقول العلمي كندة الناشط من جبال النوبة أن ما يحدث هنا هو محاولات جادة من اجل احداث تغيير ديمغرافي كامل الاركان، واضاف (منح المليشيا الوقت بهدنة سيوسع هذا الاستيطان ويجعله واقع لا مفر منهم هم الان يخشون ضربات الطيران المسير ولا يستطيعون البقاء في مناطق مكشوفة دون غطاء لكن لو اوقفت العمليات الحربية فان الوضع سيختلف ستدخل قوافل أخرى وهي امنة وتستقر في المدن التي هجروا اهلها ولن يستطيع احد بعد توقيع هدنة او تسوية اخراجهم منها وهو وضع نراه امامنا يتوسع يومياُ).
وقال الخبير الامني صلاح الدين خالد ان هدنة الان ستكون قبلة حياة للمليشيا صحيح انها تتحرك هنا وهناك ومدفعيتها تنتاش بعض المدن لكنها لن تصمد امام استراتيجية الجيش العسكرية وستضطر للتخلي عن هذا الانتشار لانه جعلها مفككة وجزر معزولة هذا الامر لن يستمر لذا اعتقد ان الهدنة ستكون هدية للجنجويد) وتابع ( لا اعلم لماذا يصر العالم على ان الطرق الانسانية هي العائق الاول مع وجود معظم الفارين في مناطق امنة ولو ارادوا تقديم الدعم الانساني يمكنهم تقديمه بكلفة اقل لماذا الاصرار على الفاشر مثلاً مع علم الجميع ان غالبية سكانها غادروا والمتواجدين الان هم في الغالب من الجنجويد ثم لماذا لا توفر هذه الجهود الدولية والاقليمية الامن للاجئين السودانيين في تشاد مثلاُ وهؤلاء ظلت معسكراتهم تتعرض يومياُ لهجمات من مسلحين تشاديين قتلوهم ونهبوهم ولازالت عمليات النهب هذه مستمرة)، وقال (هم مهتمون بالجغرافيا وليس الانسان).
ويقول عبدالنبي موسي الباحث في تاريخ الصراعات في السودان إن إمكانية حل الازمة وايقاف القتال قبل حلول العام الجديد امر يشرح لك ان امريكا مثلاً تتعامل مع الملف السوداني بفوقية وبمنطق القوة ولا تسعى نحو حلول جذرية تضمن الا تعود الحرب مرة اخرى)، وأضاف (الحرب هذه تعقدت وضربت في جذور اثنية وجهوية وهددت البلاد في هويتها ووجودها لا يمكن بطبيعة الحال ايجاد حلول لمثل هذه التعقيدات خلال ايام اعتقد انها تصريحات فقط من اجل احياء العملية والضغط على الاطراف).
تصريحات ماركو روبيو.. الرقص على أطراف الأصابع
