واشنطن – الأحداث
تتزايد الضغوط داخل الولايات المتحدة لتصنيف ميليشيا الدعم السريع السودانية كمنظمة إرهابية، وسط إجماع نادر بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الكونغرس الأميركي، في ظل الانقسامات السياسية الحادة التي تشهدها البلاد مؤخراً. ويرى مراقبون أن هذا الإجماع يشير إلى تغير واضح في المزاج السياسي الأميركي تجاه الحرب في السودان، وإدراك متنامٍ لخطورة الانتهاكات والانفلات المسلح الذي تقوده قوات الدعم السريع بدعم خارجي، خصوصاً من الإمارات.
ورغم الزخم التشريعي، لا تزال العقبة الأبرز أمام إصدار التصنيف الرسمي تتمثل في موقف وزارة الخارجية الأميركية، التي لم تُعلن حتى الآن موافقتها النهائية، وسط تقديرات بأن النفوذ الإماراتي في واشنطن لا يزال يشكل حاجزاً أمام اتخاذ القرار.
وقال الناشط السوداني في واشنطن ياسر زيدان إن جهوداً تراكمية ومشتركة قادتها مجموعات من الشباب ومنظمات مجتمع مدني سودانية منذ سبتمبر 2023 تهدف لدفع الإدارة الأميركية لتصنيف الدعم السريع كمنظمة إرهابية. وأضاف أن هذه الجهود شملت إطلاق حملة توقيعات وطنية، ولقاءات مباشرة مع أعضاء نافذين في الكونغرس.
وأوضح زيدان أن وفداً سودانياً التقى في يوليو 2024 برئيس اللجنة الفرعية المعنية بإفريقيا في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، النائب الجمهوري مايك ماك كول، حيث جرى تقديم ملف شامل حول جرائم الدعم السريع وخطرها على الأمن الإقليمي. كما جرى التواصل مع النائبة الديمقراطية برياميلا جايبال منذ نوفمبر 2024 للضغط على الإمارات، التي أكدت بدورها استمرار العمل داخل الكونغرس لوقف صادرات السلاح الأميركي إلى أبوظبي إذا استمرت في دعم قوات الدعم السريع.
تأتي هذه التحركات بالتزامن مع إدانة دولية متصاعدة ضد الجرائم التي ارتكبتها قوات الدعم السريع، خاصة بعد التقارير الأممية والحقوقية بشأن عمليات القتل الجماعي، التطهير العرقي، الاغتصاب الجماعي، ونهب المساعدات وسحق المدنيين في دارفور والخرطوم وولايات أخرى.
ويرى محللون أن هذا التوقيت يوفر فرصة تاريخية للضغط على الإدارة الأميركية لاتخاذ خطوة حاسمة، مؤكدين أن جهود السودانيين في الداخل والشتات يجب أن تتواصل لكسر النفوذ السياسي والإعلامي المساند للمليشيا.
وختم زيدان قائلاً: “نحن على أعتاب خطوة مهمة، لكن لا بد من مواصلة الضغط الشعبي والدبلوماسي، وتوسيع الحملات الحقوقية والإعلامية للاستفادة من الزخم الحالي حتى يصدر التصنيف رسمياً.”
يُذكر أن تصنيف الدعم السريع كمنظمة إرهابية سيُعد أكبر ضربة سياسية ومالية وعسكرية للمليشيا وداعميها، وسيُفتح الباب أمام ملاحقة قادتها دولياً وتجميد أصولهم وقطع قنوات تمويلهم وتسليحهم.
