تركيا: نواصل جهودنا لوقف نزيف دماء السودانيين

الأحداث – وكالات
قال سفير أنقرة لدى الخرطوم، فاتح يلدز، إن تركيا تواصل جهودها الدبلوماسية من أجل وقف نزيف الدماء في السودان، وإنها من أبرز الجهات الفاعلة في التخفيف من حجم المأساة الإنسانية.
وفي إطار دعمها الإنساني للشعوب في مناطق النزاع، لا تتوانى تركيا عن تقديم المساعدات للسودان الذي يمر بواحدة من أسوأ الأزمات حول العالم، إلى جانب مساعيها لإنهاء القتال فيه في أقرب وقت ممكن.
وأكد السفير يلدز في مقابلة مع “الأناضول” الدور المهم الذي تؤديه تركيا لمساندة السودان، وأنها ستقدم نموذجا إنسانيا في البلد الإفريقي.
وفق يلدز، فإن 30 ألف خيمة في طريقها إلى السودان، بينما تتفاقم المعاناة الإنسانية فيه جراء الحرب المستمرة بين الجيش و”قوات الدعم السريع” منذ أبريل 2023، بسبب الخلاف حول توحيد المؤسسة العسكرية.
وأسفرت تلك الحرب عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح 13 مليون شخص، وكارثة إنسانية حقيقية وسط محاولات إقليمية ودولية لإنهائها.
واستحضر يلدز مآسي الحرب التي تجاوزت عامها الثاني، وخص بالذكر مدينة الفاشر غربي البلاد، لصعوبة الأحداث التي شهدتها.
وفي 26 أكتوبر الماضي، استولت “قوات الدعم السريع” على الفاشر، وارتكبت مجازر بحق مدنيين، بحسب ما أفادت منظمات محلية ودولية وشهود عيان، وسط تحذيرات من تكريس تقسيم جغرافي للسودان.
وقال يلدز: “رغم مرور نحو 32 شهرا على الحرب بالسودان، إلا أن واحدة من أكثر اللحظات مأساوية وقعت قبل نحو شهرين، عندما انسحب الجيش السوداني من الفاشر، ودخلتها قوات الدعم السريع، ما أدى إلى موجات نزوح هي الأولى من نوعها في البلاد”.
ومتحدثا عن المأساة بالفاشر التي فرضت عليها “الدعم السريع” حصارا منذ مايو 2024، أضاف أنها “شهدت بالفعل نزوح أعداد كبيرة من الأهالي، ووتيرة النزوح ازدادت بعد دخول قوات الدعم السريع إلى المدينة”.
وأردف يلدز أن “المعلومات المتوفرة حاليا حول ما يجري داخل المدينة ومصير الأهالي قليلة جدا، بسبب التعتيم المفروض على الأوضاع هناك (من قبل قوات الدعم السريع)”.
وبشأن موقف بلاده، شدد على أن تركيا “عبرت عن قلقها العميق تجاه هذه التطورات، وأدانت بشدة الانتهاكات والمجازر التي ارتُكبت بحق المدنيين”.
ولفت السفير التركي إلى أن أنقرة “دعت إلى إنهاء القتال في السودان في أقرب وقت ممكن”.
وبيّن أن “تركيا تواصل جهودها الدبلوماسية في هذا الاتجاه، كما تواصل أداء دور مهم في التخفيف من حجم المأساة الإنسانية التي تعد واحدة من أكبر المآسي في العالم بالوقت الراهن”.
كما أشار يلدز إلى أن بلاده بأنها من “أبرز الجهات الفاعلة في التخفيف من المأساة بالسودان”.
وتطرق يلدز إلى الدعوات التي أطلقها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لمساعدة السودان عقب التطورات المأساوية في الفاشر، وقال إنها “لم تكن موجهة إلى تركيا فقط، بل إلى العالم بأسره”.
وأشار يلدز إلى أن هذه الدعوة “حركت جميع قدرات المؤسسات الإنسانية التركية”.



