ترتيبات ماقبل العاصفة.. ضربات نوعية للمسيرات وامدادات متقطعة

تقرير – أمير عبدالماجد
قال عائدون من حقل هجليج وصلوا إلى الخرطوم إن أطقمهم وأطقم الشركات غادروا المنطقة ووصلوا إلى الخرطوم وبقية المدن دون خسائر في الأرواح، وأكدوا أن الحقل تضرر في بعض ملحقاته لكن لا زال بامكانه العمل، وأشاروا إلى أن وحدات من جيش جنوب السودان كانت تستعد للانتشار داخل الحقل، ونفوا في الوقت نفسه وجود معارك، وأكدوا لـ(الأحداث) أنهم انسحبوا بموجب ترتيبات أجرتها الحكومة وتفاهمات مع دولة جنوب السودان وظل عمال الحقل وموظفيه خلال الفترة الماضية يدخلون ويغادرون عبر نفس المسار الذي سلكوه الان في عودتهم إلى عمق الأراضي السودانية، وكشف شهود عيان عن تواجد كثيف لقوات الجيش والقوات المساندة في مناطق بدارفور حيث حشد الجيش قوات كبيرة استعداداً لمعارك ستكون طاحنة هناك حيث حشد المتمردون قوات كبيرة تم تجميعها من دارفور وقوافل المرتزقة التي وصلت حديثاً لخوض المعركة.
ومن المنتظر أن تشهد هذه المناطق عمليات عسكرية مكثفة بعد العمليات الجوية التي نفذها الجيش خلال الاسبوع الماضي مستهدفاُ حركة قيادات المليشيا وطرق امدادها وتمركزاتها وهو استهداف وصف بالمستمر والدقيق إذ كلف المليشيا قيادات وعتاد وقطع طرق إمداد فاتحاُ الطريق امام العمليات العسكرية التي يتوقع أن تنطلق مطلع الاسبوع القادم وهو ما تتحسب له المليشيا بنقل عتاد وجنود لمناطق متفرقة بعد ان اتسعت أرض العمليات وأصبحت ضمن نطاق عمليات واسع وممتد.
يقول الخبير العسكري اللواء م ياسر سعد الدين إن الحديث عن خطط للجيش أمر صعب لان الجيش يضع خططه وفق ما يحدث امامه ووفق مايرغب فيه لكن بالتاكيد هناك انماط متكررة يمكنك باعادة قراءتها الوصول إلى ما يشبه الصورة الحقيقية لكنها بالتاكيد تظل تحليل وليست معلومة مؤكدة، ويضيف (واضح أن الجيش رتب صفوفه والعمل العدائي الذي يتم عبر الطيران الحربي والمسير هو ضمن المخطط العملياتي وكلنا شاهدنا ونشاهد الان ان هذه الضربات موجعة وتم التخطيط لها وليست خبط عشواء صحيح قد تفقد بعض المناطق في الاطار العملياتي العام لكننا سنستعيدها بالتاكيد وهو أمر حدث في مناطق عديدة فقدناها ثم استعدناها وأصبحت محررة بالكامل وتحت سيطرة الدولة)، وتابع (سيستهلكون الاحاديث ويدعون ما يدعون لكنها معارك نخوضها على الارض ونعد لها بصورة جيدة هذا ما يفعله الجيش صحيح ان التوقف يحدث فجوات هنا وهناك لكنها ليست الجواهر في النهاية سنخرج لنضرب في العمق ونحقق ما نرغب فيه نحن نتراجع تكتيكياً هنا وهناك لكننا لا نتراجع استراتيجياً لان الجيش معني بالدفاع عن ارضه وشعبه ولن يتوقف عن اداء دوره)، وقال ( اعتقد أن ترتيبات الجيش اكتملت أو على وشك وسيرى الناس مايسرهم)، وعن الحديث المتصل عن وجود ترتيبات عسكرية تمت بين الجيش والمليشيا من قبل حكومة جنوب السودان في هجليج علي سبيل المثال قال (قد تكون هناك اتفاقات لظروف معينة لكن العمليات العسكرية ستنطلق ولا اعتقد ان الجيش سيقبل بترتيبات او اتفاقات عسكرية الان لان تكريس الوضع الحالي والقبول به وبهدن او اتفاقات يعني انفصال دارفور وجنوب كردفان وهذا امر لن تقبله حكومة السودان ولن يقبله الجيش)، وأضاف( هذا يضعنا في الوضع نفسه الذي تعيشه اليمن وتعاني منه ليبيا الان وهو وجود حكومتين وجيشين وقرارين هذا امر خطير جداً ويهدد مستقبل الدولة لذا ولان قيادات الدولة والجيش تدرك تماماً السيناريوهات المطروحة اعتقد ان الحرب هنا وجودية ولا توجد مساحات اصلاً للتعاطي مع اي مبادرة او تسوية او هدنة تكرس لهذا الوضع ).. الحديث نفسه لكن بصيغة مختلفة وبعض الاختلافات سرده اللواء صلاح محمد خالد الذي يعتقد ان الجيش انتهى من مرحلة الاستنزاف ووضع المليشيا في وضع دفاعي بعد تنفيذه لعمليات كبدت المليشيا خسائر وسط قاداتها وجنودها وعتادها واغلق عدد من طرق امدادها وحدد نطاق انتشارها لذا اتوقع الا يعتمد الجيش على محاور محددة للقتال بل سينفتح عليها جميعا بحيث لا يتيح للمليشيا طريقة للحركة ويقلل المساحات المتاحة امامها للمناورة والالتفاف خاصة وانها الان متواجدة في مناطق معلومة اي حركة منها مرصودة وتحت بصر الطيران الحربي والمسيرات التي تعاملت خلال الاسبوع الماضي مع أهداف نوعية بنجاعة وفاعلية كبدت المليشيا خسائر كبيرة).



