ترامب يدخل خط الحرب..تفاؤل وتحركات منتظرة وترحيب من الحكومة بجهد السعودية وأمريكا

تقرير – أمير عبدالماجد
أثارت تصريحات للرئيس الامريكي دونالد ترامب بخصوص الحرب في السودان جدلاً واسعاً على المستويين العسكري والسياسي وعلى المستوى الشعبي لجهة ان الرئيس الامريكي ابدى استعدادا لمباشرة العمل على حل الازمة واعلن انه سيتدخل من اجل ايجاد حل للحرب التي تعصف بالسودان الان وقال الرئيس الامريكي في مؤتمر استثماري سعودي عقد بعد يوم من لقاءه مع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان في البيت الابيض ان ولي العهد السعودي طلب منه التدخل لحل الصراع واضاف (لقد بدأنا بالفعل العمل ) وتابع (بدأت دراسة الامر بعد نصف ساعة فقط من شرح ولي العهد اهمية القضية وانا انهيت ثمان حروب من قبل صحيح مسالة السودان لم تكن في حساباتي لكن ولي العهد جعلني اهتم بالامر وهو يريدني ان افعل شيئاً حيال السودان وانظر الان لتسوية النزاع بعد ان شرح لي الامير الامور بالتفصيل ومدى اهمية الامر له وقد بدات العمل فعليا استجابة لطلبه وسيكون له دور قوي في مسالة انهاء مايجري في السودان) وقال ( العمل مع ولي العهد كان مذهلا لانه ذكر السودان امس وقال لي الرئيس نتحدث عن حروب كثيرة لكن هناك في مكان على كوكب الارض يدعى السودان مايحصل هناك مريع كنت ارى الصراع هناك يجمع بين مرتزقة مؤجرين وبلا حكومة لكنه شرح لي ثقافة وتاريخ السودان وكان مثيراً للاهتمام ان اسمع هذه التفاصيل قد قال لي انه اعظم شيء يمكنك فعله وسيكون اعظم ماعملته حتى الان كان هذا التعبير هو بالضبط ما استعمله جلالته ).
وكان الامير محمد بن سلمان قد اجرى مكالمة مطولة مع رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان اخبره خلالها انه يتجه إلى طلب تدخل الرئيس الامريكي في مسالة انهاء الصراع وايقاف مد المليشيا بالسلاح كهدف يمكن بعده انهاء الحرب وفقاً لمعادلة تزيل الخطر الذي يتهدد السودان والمنطقة ويحقق تطلعات الشعب السوداني فهل تتجه الامور فعلاً إلى تعامل امريكي جاد مع الحرب في السودان وماذا كان يفعل مسعد بولس اذا كان الرئيس الامريكي لايعلم حتى تطورات مايحدث في السودان خاصة إشاراته إلى ان التدخل لم يكن ضمن اجندته وانه قرر التدخل بعد طلب ولي العهد السعودي واعتقاده ان المسالة مليشيات ومرتزقة ولا وجود لحكومة شرعية؟ واعلن المستشار الامريكي الرفيع لشؤون الدول العربية والافريقية مسعد بولس التزام الولايات المتحدة بقيادة الرئيس ترامب انهاء الصراع المروع في السودان ووضع حد للدعم الخارجي الذي يؤجج العنف ورحبت حكومة السودان بجهود المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة لاحلال السلام العادل والمنصف للسودان واكدت في بيان لها عقب تصريحات الرئيس الامريكي استعدادها للانخراط الجاد معهم من اجل تحقيق السلام الذي ينتظره الشعب السوداني).
من جهته اعتبر الدبلوماسي الامريكي كاميرون هدسون تغيرا في مسار الحرب في السودان قبل ان يضيف ( لانعلم يقيناً ان كانت التغيرات جيدة ام سيئة لكنه تغير مهم) وتابع ( امريكا ليست منظمة لحل الازمة في السودان لان الحل في السودان هدف طويل الامد ويتطلب اعادة بناء الخبرات المفقودة داخل وزارة الخارجية الامريكية) وقال ( وزير الخارجية روبيو مطلع بوضوح على مجريات الصراع لكن سيعين عليه ادارة الصراع من اعلى المستويات) واضاف (شخص مثل توم باراك الذي يتمتع بالخبرة والقدرة على التواصل مع ترامب سيكون خياراً افضل من مسعد بولس الذي تعتبره بعض اطراف الصراع ضعيفاً وهناك ايضا كريس لاندو نائب الوزير وهو خيار محتمل كبديل لبولس الضعيف) وتابع (ايا كان من سيدير الملف من الجهة الامريكية يجب ان يكون حاسماً وان يرسل رسائل واضحة لجميع الاطراف بان الامور الان تدار بوجود ومتابعة من الرئيس الامريكي ترامب وعلى ترامب ان يحرص على عدم الانجرار إلى الصراع الاوسع بين السعودية والامارات لان انخراطه في هذه الحرب تم بطلب من ولي العهد السعودي سيجعله مطالبا دوما باظهار حياده وهو ما اعتقد انه سيكبح جماح اتخاذ خطوات صارمة ضد الامارات خوفا من ان يبدو وكان الامر تم بتوجيه من السعودية رغم الحاجة الماسة لاتخاذ موقف صارم يوقف دعم الامارات لمليشيا الدعم السريع ) وقال ( من المهم التمييز بين حربين الجاريتين في السودان وما اذا كانت امريكا قادرة على حلهما مع سؤال محوري هو اي حرب منهما امريكا قادرة على التاثير عليه .. اعتقد قوة ترامب في الاولى لكن مايحتاجه السودانيون هو حل الثانية ) وعن تعريفة للحربين قال (الاولى هي التي تدور الان بين الجيش والدعم السريع وهذه لترامب تاثير فيها من اجل التوسط لانهاء الحرب بالوكالة التي تشن علي السودان .. هنا اعتقد ترامب في وضع جيد للعب دور حاسم ) واضاف (الثانية التي قصدتها هي انهاء دورة الانقلابات العسكرية للاستيلاء على السلطة ومعالجة الازمة جذرياً وهذه ترامب لايملك ادواتها ).
ويعزو د. الصادق خلف الله من معهد همتي دمتي انستيوت التفاؤل بانهاء الحرب إلى دخول اشخاص من اصحاب النفوذ في الملف يقول ( لطالما قلت ان الادارات الامريكية غير جادة في التعامل مع الملف السوداني الذي اوكل تاريخياً لادارات امنية واستخباراتية بينما ظل الكونغرس والبيت الابيض بمعزل عن الملف وهو ما اسهم في تعقيده) وتابع ( اي معالجات حقيقية وجادة ستتم بترقي الملف إلى اولويات السياسة الامريكية من خلال شخصيات رفيعة مثل الرئيس ترامب او روبيو وزير الخارجية او رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس براين ماست ).
ويري د. أسامة حنفي أستاذ العلوم السياسية بجامعة السودان ان التفاؤل بان متغيرات ستحدث في الملف امر جيد ومنطقي لكن يجب الا نسرف في التفاؤل لان الخطوة التي تمت حتى تحقق مايتطلع له الشعب السوداني تحتاج إلى خطوات ستختبر جدية الامريكيين وجدية ترامب في التعامل مع الموضوع اولها اعلان المليشيا منظمة ارهابية هذا امر مهم جداً حتى يتوقف سيل التسليح الذي يصلها ومن المهم ان يظهر من يتولي قيادة الملف العين الحمراء لابوظبي ووكلائها في افريقيا الذين تسببوا بفعائلهم في الاضرار بالسودان والسودانيين) واضاف ( هناك ملفات ملحقة بالملف الخاص بانهاء الحرب مهمة جداً وتقود اما إلى نجاح الجهد الامريكي او فشله لان اي معادلة تطرح عودة المليشيا وشركائها لن تكون مقبولة ليس فقط من الحكومة بل حتى من المواطنين بعد ما ارتكبته هذه المليشيا بحقهم ) وتابع ( الناس لن يقبلوا بتسوية تعيد حميدتي ومليشيته إلى المشهد السياسي والعسكري او تعيد المجموعات السياسية التي دعمته ووقفت معه وساندته هذا لن يكون مقبولاً ).



