تقارير

تدمير طائرة إماراتية في دارفور – الحقائق والتحليلات

1. خلفية الحادث
في 6 أغسطس 2025، دمرت القوات الجوية السودانية طائرة إماراتية أثناء هبوطها في مطار نيالا بجنوب دارفور، وفقًا للتلفزيون الحكومي السوداني ومصدر عسكري تحدث لوكالة الأنباء الفرنسية (AFP). كانت الطائرة تقل ما لا يقل عن 40 مرتزقًا كولومبيًا ومعدات عسكرية موجهة لقوات الدعم السريع. يأتي هذا الحادث في سياق الحرب المستمرة منذ أبريل 2023 بين الجيش السوداني، بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، والتي تسببت في مقتل عشرات الآلاف ونزوح حوالي 13 مليون شخص، وفقًا لبيانات الأمم المتحدة.
2. الاتهامات بالتدخل الإماراتي
يتهم الجيش السوداني الإمارات منذ فترة طويلة بدعم قوات الدعم السريع بالأسلحة والمقاتلين عبر مطار نيالا. تقارير موثقة تدعم هذه الاتهامات:
• تقرير خبراء الأمم المتحدة: وصف دعم الإمارات لقوات الدعم السريع بأنه ذو مصداقية، مشيرًا إلى توريد أسلحة عبر شبكات لوجستية معقدة.
• مختبر الأبحاث الإنسانية بجامعة ييل: وثق صور أقمار صناعية تُظهر طائرات مسيرة صينية الصنع بعيدة المدى في مطار نيالا، يُشتبه في أنها موجهة لقوات الدعم السريع.
• وكالة رويترز: أشارت إلى أكثر من 86 رحلة جوية إماراتية إلى تشاد، يُرجح أن بعضها نقل أسلحة، رغم تأكيد الإمارات أن الرحلات كانت إنسانية.
• القوات المشتركة في دارفور: أكدت وجود أكثر من 80 مرتزقًا كولومبيًا يقاتلون مع قوات الدعم السريع في الفاشر، مع نشر الجيش مقاطع فيديو تُظهر مرتزقة يُعتقد أنهم كولومبيون، دون تأكيد مستقل من وكالة AFP.
• الحكومة السودانية: اتهمت الإمارات بتجنيد وتمويل مرتزقة كولومبيين، مدعومة بوثائق، كما أفادت تقارير الأمم المتحدة عام 2024 بوجود مقاتلين كولومبيين في دارفور.
3. تحليلات الخبراء
• كريستيان كولمان (باحث في مختبر الأبحاث الإنسانية بجامعة ييل): أشار إلى أن وجود المسيرات في مطار نيالا يعكس بنية عملياتية عسكرية وليست إنسانية.
• أماندا فانكر (خبيرة الأمن بمركز دراسات الشرق الأوسط): وصفت الحادث بأنه “أسلوب لتأجيج النزاع”، مؤكدة أن إسقاط الطائرة يُرسل رسالة واضحة للأطراف الداعمة.
• محفوظ إبراهيم (محلل سوداني مستقل): اعتبر أن استهداف خطوط الإمداد الجوي الخارجية يعكس تصعيدًا يعقد فرص السلام.
4. البعد الإنساني والتداعيات
• الحرب في السودان، المستمرة منذ أبريل 2023، تسببت في أزمة إنسانية هي الأسوأ عالميًا، وفقًا للأمم المتحدة، مع نزوح 13 مليون شخص ومقتل عشرات الآلاف.
• تزايد استخدام قوات الدعم السريع للطائرات المسيرة، بحسب تقارير Financial Times، يعزز فرضيات الدعم العسكري الخارجي.
• السودان رفع دعوى أمام محكمة العدل الدولية، يتهم فيها الإمارات بالتورط في أعمال قد تشكل “إبادة جماعية” من خلال تسليح قوات الدعم السريع.
• في ديسمبر 2024، أعربت وزارة الخارجية الكولومبية عن أسفها لمشاركة مواطنيها في الحرب، حيث يُعتقد أن المرتزقة الكولومبيين هم جنود سابقون أو مقاتلون متمردون، سبق تجنيدهم من قبل الإمارات في نزاعات أخرى كاليمن.
5. التطورات الراهنة
لم يصدر رد فوري من الجيش السوداني أو قوات الدعم السريع أو الإمارات حول الحادث. ومع خسارة قوات الدعم السريع للخرطوم في مارس 2025، تسعى لتعزيز سيطرتها على دارفور، التي تهيمن على معظم أراضيها. استهداف الطائرة يعكس تصعيدًا عسكريًا، مع استمرار الجيش في قصف مطار نيالا، الذي شهد هجمات مماثلة في يونيو 2025

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى