تحقيق يكشف: مطار الكُفرة الليبي غيّر مسار الحرب في السودان

الأحداث – وكالات
كشفت وكالة “رويترز” في تحقيق استقصائي موسّع، أن مهبطا جويا نائيا في جنوب شرق ليبيا لعب دورا حاسما في تغيير مسار الحرب الأهلية في السودان، بعدما تحوّل إلى شريان إمداد لوجستي رئيسي لمليشيا الدعم السريع.
وبحسب أكثر من اثني عشر مسؤولا عسكريا واستخباراتيا ودبلوماسيا، فإن الإمدادات العسكرية التي جرى نقلها عبر مطار الكُفرة، الواقع على بعد نحو 300 كيلومتر من الحدود السودانية، أسهمت في استعادة مليشيا الدعم السريع لزخمها العسكري، عقب استعادة الجيش السوداني السيطرة على الخرطوم في مارس الماضي.
وأوضح المسؤولون أن هذا الخط اللوجستي كان عاملا محوريا في تمكّن مليشيا الدعم السريع من السيطرة على مدينة الفاشر في أكتوبر، ما عزز قبضتها على إقليم دارفور، ومهد لسلسلة من المكاسب العسكرية اللاحقة في جنوب السودان.
ويُظهر تحليل أجرته رويترز لصور الأقمار الصناعية وبيانات تتبع الرحلات الجوية أن مطار الكُفرة، الذي كان شبه مهجور قبل عام 2025، خضع لأعمال تأهيل واسعة، واستقبل عشرات رحلات الشحن، بالتزامن مع تنامي وجود مليشيا الدعم السريع في المناطق الواقعة جنوبه.
وقال مسؤول أممي مطلع على تحركات مليشيا الدعم السريع – طلب عدم الكشف عن هويته – إن استخدام مطار الكُفرة «غيّر قواعد اللعبة بالكامل» في مسار الصراع.
من جانبه، أفاد جاستن لينش، المدير التنفيذي لشركة «كونفليكت إنسايتس غروب» المتخصصة في التحليل، بأنه رصد ما لا يقل عن 105 عمليات هبوط لطائرات شحن في مطار الكُفرة بين الأول من أبريل والأول من نوفمبر، وذلك من خلال مطابقة صور الأقمار الصناعية مع بيانات تتبع الرحلات.
وأضاف لينش أن «نمط الرحلات، ومواقع الإقلاع والهبوط، ونوع الطائرات المستخدمة» يتطابق مع «دعم إماراتي لقوات الدعم السريع»، مشيرا إلى أن «مطار الكُفرة وجنوب ليبيا تحولا إلى مركز لوجستي بالغ الأهمية لهذه القوات».
وفي المقابل، لم تتمكن رويترز من الحصول على تعليق من قيادة الجيش الوطني الليبي، غير أن مسؤولا عسكريا في مدينة الكُفرة – رفض ذكر اسمه – قال إن رحلات الشحن كانت تنقل مدنيين وعناصر من الجيش والشرطة بين مطارات شرق ليبيا، نافياً وجود مقاتلين من قوات الدعم السريع في المنطقة. وأضاف: «لا علاقة لنا بصراعات الدول المجاورة».
ولتحديد حجم ودور عمليات الكُفرة بدقة، قالت رويترز إنها تحدثت إلى 18 مسؤولا دبلوماسيا وعسكريا واستخباراتيا من دول غربية وإفريقية، إضافة إلى 14 خبيرا في الشؤون الإقليمية والعسكرية.
وكان مسؤولون أمريكيون قد كشفوا في أكتوبر أن الإمارات كثفت شحنات الأسلحة إلى قوات الدعم السريع عبر ليبيا والصومال، فيما يُعدّ هذا التحقيق أول كشف تفصيلي لدور مطار الكُفرة في تلك العمليات.



