الخرطوم – الأحداث
كشفت مصادر ميدانية متطابقة عن تحركات عسكرية خطيرة لقوات الدعم السريع في الحدود الجنوبية لغرب كردفان، في ما يبدو أنه إعادة تنظيم واسعة وإعادة تشوين لعناصرها، استعدادا لمرحلة عسكرية جديدة.
وبحسب المعلومات التي نقلها د. مزمل أبو القاسم، فإن قائد المليشيا عبد الرحيم دقلو خاطب قادة ميدانيين خلال اجتماع عُقد أمس، وأكد لهم وصول عتاد ثقيل عبر خط إمداد مباشر من جمهورية إفريقيا الوسطى، وسط ترتيبات تهدف إلى ترسيخ وجودهم في غرب كردفان كنقطة انطلاق رئيسية.
وتشير المعطيات إلى أن الخطة الموضوعة تتضمن شن عمليات متزامنة عقب السيطرة على منطقة هجليج النفطية، باتجاه جنوب كردفان وصولا إلى الدلنج وكادوقلي، بالتوازي مع تحركات أخرى تستهدف مدينة الأبيض، في محاولة لإحداث اختراق استراتيجي يعيد المليشيا إلى دائرة المدن المركزية.
وحضر الاجتماع عدد من نظار وعُمد الإدارات الأهلية لعرب دارفور وكردفان، بينهم ناظر الرزيقات والمسيرية والحوازمة والمعاليا والبني هلبة والهبانية، في خطوة تُقرأ باعتبارها أكبر تحشيد قبلي تسعى إليه المليشيا منذ اندلاع الحرب.
وتشير المعلومات إلى أن قادة الدعم السريع طلبوا من هذه الإدارات تعبئة غير مسبوقة، استعدادا لحملة عسكرية يراد لها – وفق خطاب قادة المليشيا – ألا تتوقف “إلا في الخرطوم مجددا”.
وأكدت المصادر أن الخط الجديد المفتوح عبر إفريقيا الوسطى يأتي برعاية إماراتية مباشرة، في سياق شبكات الإمداد التي تتهم الخرطوم أبوظبي بإدارتها لصالح المليشيا. ويثير هذا التطور مخاوف أمنية واسعة، خصوصا في ظل حالة الهدوء النسبي التي تعيشها ولايات السودان الآمنة، وانشغال المجتمعات المحلية بعيدا عن تقديرات الخطر المتصاعد.
ويرى مراقبون أن رهانات المليشيا لا تزال تنطلق من مشروع توسعي يهدف إلى السيطرة على كامل السودان بدعم لوجستي وسياسي خارجي، في ظل تجاهل كامل لجهود التهدئة والمبادرات الدبلوماسية. ويؤكدون أن أي تغافل عن هذه التحركات قد يفتح الباب أمام فصل جديد من الحرب، يتجاوز ما شهدته البلاد خلال الأشهر الماضية.
