الأحداث – وكالات
أمام الزحف السريع للقوات المسلحة السودانية والقوات المشتركة التابعة لحركات الكفاح المسلح في مختلف الجبهات تثار أسئلة ملحة عن أسباب الإنهيار السريع لمليشيا الدعم السريع, ودوافع هرب الآلاف من الجنود, أو إعلان الاستسلام من دون قتال ما سهل من مهمة الجيش, وليس من باب المبالغة القول إن مليشيا الجنجويد تقوم على دعم كبير من دولة الإمارات التي أن أنفقت عليها أموال طائلة منذ بداية الحرب, هذا الأموال تجعل أي مليشيا مؤهلة لمواجهة المعارك الكبرى، فما الذي حدث معها حتى انهارت بسرعة فاجأت حتى الأماراتيين أنفسهم؟
مصادر السلاح:
تتنوع مصادر أسلحة ميليشيا الدعم السريع, حيث تستخدم الأسلحة الروسية والصينية، بالإضافة إلى الأسلحة المصادرة التي كانت بحوزة المواطنين, ففي عام 2017 تم إرسال (10) آلاف جندي من قوات الدعم السريع إلى دارفور لجمع الأسلحة بالقوة وكشف تحقيق مفتوح المصدر أجرته شركة .Bellingcat
وتشير بعض المصادر إلى أن الأسلحة التي كانت قد اشترتها المملكة العربية السعودية من صربيا, من المحتمل أن تكون قد انتهت في أيدي ميليشيا الدعم السريع، بحكم وجودها على الحدود السعودية اليمنية, وفي صيف عام 2018، أظهرت مقاطع فيديو منشورة على (يوتيوب وتليجرام) قوات الحوثيين
وهي تعرض البنادق الصربية المنتجة من قبل شركة (زاستافا) وهي مأخوذة من جثث المقاتلين، بالإضافة إلى جوازات السفر السودانية وبطاقات هوية مليشيا الدعم السريع, وتشمل الأسلحة الأخرى التي تمت مصادرتها في المداهمة أسلحة رشاشة خفيفة من طراز من إنتاج شركة (زاستافا). M84
وفي مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز بعد وقت قصير من مذبحة 3 يونيو2019، عندما فرضت مليشيا الدعم السريع حظر التجول في السودان، أن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة أغدقتا حميدتي بالمال والسلاح والمشورة وزعم المقال أيضًا أن مركبات مدرعة إماراتية الصنع تقوم بدوريات في شوارع الخرطوم، وأن طائرات شحن سعودية وإماراتية هبطت في مطار الخرطوم قبل وقت قصير من المذبحة، تحمل عتادا عسكريا، وفقًا لصديق أبو فواز، وهو طيار سابق في شركة طيران بالإضافة إلى صواريخ الأرض- جو المحمولة التي يوفرها مرتزقة مجموعة فاغنر الروسية والطائرات المسيَّرة المسلحة.
صادرات الذهب:
واشارت تقارير إلى أن كثير من الأسلحة الحديثة لمليشيات الدعم السريع تأتي من ليبيا, ينبوع الأسلحة لمنطقة الساحل الكبرى قبل وبعد سقوط الرئيس السابق القذافي , وكان الاتحاد الأوروبي قد اتهم مليشيا الدعم السريع باستخدام صادرات الذهب في السودان عبر شركة (الجنيد) المملوكة لعائلة دقلو- لتأمين الدعم العسكري من دولة الإمارات العربية المتحدة, وقال إن ذلك يتم عبر تهريب معظم إنتاج السودان من الذهب إليها، ومن مجموعة فاغنر، وتستخدم عائداته لتوفير الأسلحة التي تستخدمها مليشيا الدعم السريع في حربها على السودان.
وفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على شركات تشارك في شراء المعدات العسكرية لمليشيا الدعم السريع تشمل شركة الجنيد للأنشطة المتعددة المحدودة، وتراديف للتجارة العامة، وشركة جي إس كيه أدفانس المحدودة.
شركة الجنيد للأنشطة المتعددة المحدودة هي شركة قابضة سودانية يسيطر عليها حميدتي وشقيقه نائبه في نفس الوقت وهي مملوكة لعبد الرحيم دقلو وولديه وحميدتي عضو في مجلس إدارتها ويقع مقرها في الخرطوم وتدير شركات في قطاعات اقتصادية متعددة، بما في ذلك تعدين الذهب والتجارة، وتغطي جزءًا كبيرًا من صناعة الذهب في السودان وتمتلك امتيازات تعدين في إقليم دارفور غرب السودان الغني بالذهب، خاصة في جبل عامر (شمال دارفور) وفي منطقة سنغو (جنوب دارفور)، كما أنها تعمل خارج تلك المنطقة وتخضع مناجم الذهب في دارفور لسيطرة الدعم السريع بما فيها موقع جبل عامر منذ العام 2017
ولفت الاتحاد الأوروبي إلى أن تعدين وتجارة الذهب التي تتم عبر شركة الجنيد تعد مصدرًا كبيرًا لتمويل أنشطة عائلة دقلو ومليشيا الدعم السريع، مما يمكنهم من مواصلة الصراع في السودان, وأشارت إلى أن مليشيا الدعم السريع أيضًا تستخدم إنتاج وصادرات الجنيد من الذهب لتأمين الدعم العسكري من دولة الإمارات العربية المتحدة، التي يتم تهريب معظم إنتاج السودان من الذهب إليها، ومن مجموعة فاغنر، وتستخدم عوائده في توفير الأسلحة التي تستخدمها مليشيا الدعم السريع في الصراع في السودان. أما شركة تراديف للتجارة العامة – مقرها في دولة الإمارات- ويمتلكها ويديرها الرائد في مليشيا الدعم السريع القوني حمدان دقلو، الأخ الأصغر لحميدتي وأشار تقرير الاتحاد الأوربي إلى أنها جزء من الشبكة التجارية لمليشيا الدعم السريع والتي تدرعليها إيرادات، مما يمكنها من تمويل ومواصلة الصراع في السودان، وأنه يتم استخدامها كشركة واجهة لمليشيا الدعم السريع، حيث تقوم بتوجيه مبالغ كبيرة من وإلى قوات حميدتي، مما يمكنها من شراء المواد لدعم عمليات مليشيا الدعم السريع, وقال إن الشركة قامت بشراء مركبات لمليشيا الدعم السريع، بما في ذلك شاحنات (البيك أب تويوتا هايلكس ولاند كروزر) والتي غالبًا ما يتم تحويلها إلى (مركبات تقنية) عالية الحركة، وهي مركبات صحراوية مسلحة, وفي النصف الأول من العام 2019، تم استيراد أكثر من ألف مركبة من هذا النوع إلى السودان من الإمارات, وقد استخدمت مليشيا الدعم السريع هذه المركبات المحولة لفترة طويلة وما زالت تستخدمها في الصراع في السودان، خاصة للقيام بدوريات في المناطق الخاضعة لسيطرتها أما شركة جي إس كيه أدفانس المحدودة المتخصصة في تكنولوجيا المعلومات والأمن – مقرها السودان- فهي مملوكة بنسبة 60٪ للشقيق الأصغر لحميدتي القوني حمدان دقلو، وطالتها أيضا الاتهامات باعتبارها جزء من الشبكة التجارية لمليشيا الدعم السريع مما يمكنها من تمويل ومواصلة الصراع في السودان، وأنه يتم استخدامها من قبل الدعم السريع كشركة واجهة، لتسهيل التدفقات النقدية والمشاركة في عمليات الشراء الخاصة بها وذكر الاتحاد الأوروبي أن الشركة تعمل منذ عام 2019 مع شركة أفياترايد إل إل سي، وهي شركة إمداد عسكرية مقرها روسيا، على شراء وتوريد المواد والمعدات لصالح الدعم السريع، بما في ذلك التدريب المقابل، وعلى الشراء وتوريد طائرات بدون طيار ومعدات المراقبة وقطع الغيار, وتستخدم الدعم السريع طائرات الاستطلاع والطائرات بدون طيار كأسلحة في الصراع الدائر في السودان.
الدعم الإماراتي لماذا؟:
ولو سالنا لماذا تتدخل الإمارات في السودان إلى جانب قوات الدعم السريع ضد الجيش؟ وحسب صحيفة انترناشيونال الكورية, أن سبب تدخل الإمارات في السودان، وسبب دعمها لقوات الدعم السريع يعود لحماية استثماراتها في هذا البلد فمنذ أكثر من عقد تستثمر الإمارات في 50 ألف هكتار من الأراضي الزراعية في السودان، ووضعت مشاريع مستقبلية للاستثمار في 160 ألف هكتار إضافي، بهدف تأمين الغذاء والمواد الزراعية للإمارات
ومن المفترض إنجاز البنية التحتية لربط تلك الأراضي الزراعية بمرفأ أبو إمامة الذي بنته الإمارات التي استثمرت حتى الأن 6 مليارات دولار في هذا المشروع.
الجيش يرفض:
وكان الاتفاق مع السلطات السودانية يقضي بأن تحصل الدولة السودانية على 35% مداخيل انتاج هذه الأراضي، مقابل سيطرة أبو ظبي الكاملة على المشاريع، لكن الجيش رفض إعطاء الضمانات التي تطلبها الإمارات، واعتبر أن هذا الاتفاق يتضمن غبنا للسودان ولشعبه، ومن هنا يأتي دعم أبو ظبي للدعم السريع حسب الكوريية إنترناشونال.
نقلا عن موقع “أصداء سودانية”