الخرطوم – رحاب عبدالله
حذر خبراء ومسؤلين بالدولة من عدم ضبط وادارة الهجرة والوجود الاجنبي في السودان، وكشفوا عن ازدياد مضطرد للوجود الاجنبي في السودان من كل دول العالم وليس دول الجوار فقط ، وقطعوا بأنه هو موضوع قرار سيادي “بحت”، وكشفوا عن تسلل من معسكرات النازحين والمهاجرين الى الحضر ، واشاروا الى عدم وجود احصائيات للوحود الاجنبي ،وقال اللواء صلاح الدين ادم ممثل وزارة الداخلية
خلال ورشة ” الهجرة والوجود الاجنبي في السودان.. الواقع والتحديات” والتي نظمها معهد دراسات الهجرة واللجوء والتنمية بجامعة المغتربين بالتعاون مع المنظمة الوطنية لقضايا الهجرة،وجهاز شئؤن السودانيين العاملين بالخارج، اليوم (الاثنين)،عن دخول غير شرعي (تسلل) يتجاوز ال2 مليون شخص، واكد ان ذلك ادى لصعوبة السيطرة على الوجود الاجنبي والانفلات المؤثر على المجتمع والضغط على الموارد والخدمات من صحة وتعليم وسكن ،وطالب المشاركون بضرورة مراجعة قانون الهجرة وصندوق الدعم الدولي بجانب تفعيل دور القوات المشتركة بين الدول الجارة لمكافحة الظاهرة .
وكشف الامين العام لجهاز السودانيين العاملين بالخارج مكين حامد مكين عن إنتهاء الترتيبات للإعلان عن ترفيع الجهاز الي مفوضية للمهاجرين منبهاً الى انه تجرى حالياَ المناقشات في قانون المفوضية وتوقع اكتمال اجراءات اعلان قيامها رسميا في غضون الاسبوع القادم، تكون شاملة لكل الوجود السوداني بالخارج ،مغتربين،مهاجرين، نازحين ،لاجئين هجرة غير الشرعية.
وقال مكين ان تلك الخطوة تعتبر إنجازاً غير مسبوقا وانها ستدفع بالعمل الهجري الي الامام بطرق علمية وتخطيط استراتيجي بعيد المدى، وقال مكين اليوم (الاثنين) ان هناك تحديات كبيرة للهجرة “الصادرة”، والتي القت باثار سالبة علي سمعة البلاد بالخارج خلال الشهور الماضية، وان تلك الآثار والتبعات لازالت قائمة، مشيراً إلى أنهم يعملون على معالجتها وتداركها من خلال إيفاد وفد من الألية الوطنية التي تم تفعيلها مؤخرا لزيارة عدد من الدول الأكثر “هشاشة” وستبدأ بالدول الاكثر هشاشة بدءت بالسعودية في اكتوبر المقبل .
وشدد مكين، على ضرورة الاهتمام الجهاز بقضايا الهجرة والمهاجرين، وان تولي الدولة هذا الامر اهتماما مقدرا ، وانتقد عدم وجود سياسة وطنية للهجرة تراعي كل المعطيات والتحديات التي تواجه ظاهرة الهحرة، وقال ان جهاز المغتربين ادرك اهمية الهجرة من حيث البعد الاقتصادي والاجتماعي ما جعله يهتم بقضايا الهجرة ، لافتا الى ان الدولة اولت اهتمام اكبر لتوظيف الهجرة ،
وقطع مكين ، باهتمام الجهاز بالعودة الطوعية خلال الفترات السابقة وجهود ما تزال متواصلة لاستقبال العائدين، وذكر ان دعم الجهاز للعائدين في ادماجهم في المجتمع وتقديم تأمين صحي ل10الف اسرة ، الى جانب اعادة 5 الف مهاجر غير شرعي ،
واشار مكين ، الى عمل لجنة مختصة لمعالجة الظواهر السالبة للوجود السوداني بالخارج ، من خلال وضع اجراءات وضوابط لمعالجة السلبيات التي ظهرت من البعض ، والتي اثرت على سمعة السودان والسودانيين بالخارج ،منوها الى ان الانسان السوداني بالخارج يمثل رأس مال السودان ولابد من المحافظة عليه، وتابع انه تمت اجازة 17 توصية ، واعلن مكين، عن تحرك وفد برئاسة وزارة العدل والخارجية وديوان الزكاة سيصل السعودية والامارات ومصر لمعالجة الاشكاليات القانونية للمهاجر السوداني ، متطلعا ان تخرج الورشة بتوصيات، تدعم أسس وضوابط معالجة مشكلات المهاجرين.
من جانبها كشفت الامين العام للمجلس القومي للسكان ممثل وزير التنمية الاجتماعية ، د. وصال، عن تكليف مجلس السكان باعداد استراتيجية قومية وطنية عن الهجرة والوجود الاجنبي في
السودان ، توقعت ان ترى النور في غضون التسعة اشهر القادمة،
وسيتم تدشين وثيقة خاصة بهذه الاستراتيجية الاسبوع القادم،
لافتة الى ان السودان مقصد ومعبر ومنشأ لكثير من الهجرات، واشارت الى ان الهجرة اصبحت تأخذ انماط جديدة ،وذكرت ( بعد ان كانت هجرة رب الاسرة او النساء اصبحت كل الاسر تهاجر) ،وأضافت: توجد اشكال جديدة للهجرة بالسودان والنزوح وصار يوميا يشهد هجرات “شبه يومية”، في ظل الظروف التي يعيشها من عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي ، وافادت ان السودان ولفترة طويلة كان يشكو من قلة الاهتمام بقضايا الهجرة
واكدت وصال ، وجود اهتمام الان من الدولة السودانية لانها اصبحت “منزعجة ” ، ونوهنت لاعدادهم موجهات للهجرة، إضافة الى ضرورة التنسيق بين الشركاء للمساعدة في اعداد الاستراتيجية الوطنية ،ثم الى قيام المجلس باجراء مسح بكل الاستراتيجيات للهجرة مع كل الولايات المتأثرة بالهجرة واعتبرته واحد من المعينات لاعداد الاستراتيجية .
واشارت وصال، الى ان التركيز على قضايا الهجرة لتأثيرها على التغيير والضغط على الموارد الاقتصادية ، وزادت ( السودان معروف بلد مضياف) ، واعتبرت ان الاستراتيجية لا تعني ان السودان ضد الهجرة فقط، انما لتعزيز الايجابيات وتقليل المخاطر وتابعت (السودان ليس ضد الهجرة بل سياسة تدير الهجرة لتعظيم الفائدة منها اقتصاديا وهذه هي الفكرة التي تتبناها حكومة السودان) .
الى ذلك اشار رئيس منظمة الوطنية لقضايا الهجرة عوض محمد بخيت، الى ان ظاهرة الهجرة صارت القضايا التي برزت على السطح بقوة ، بسبب مالآت سياسية واقتصادية واجتماعية “ملحة” تتطلب معالجة قضايا الهجرة، وقال إن هذه التحديات تحتاج إلى جهد جماعي، لان مواعين الدولة مهما اتسعت تظل قاصرة، وتحتاج الدعم وجهود المجتمع المدني، واضاف: تطمح المنظمة في تفعيل الشراكة مع جهاز المغتربين، موضحا ان الورشة تسعى لتحريك المجتمع وتفاعله، وإدخال شريحة الشباب في مناطق متنوعة تستوعب طاقاتهم،الى جانب توظيف الهجرة في التنمية المستدامة، داعيا لإغلاق مبادرة لتعزيز القومية السودانية،وإنشاء شبكة وطنية لمعالجة كل قضايا الهجرة.
واشار مدير جامعة المغتربين بروف عبدالوهاب احمد، الى التأثيرات الكبيرة الناجمة على المجتمعات من الهجرة، في الامن والاستقرار والسلم المجتمعي، خاصة ان معدلات الهجرة في تصاعد، وقال ان السودان اكبر مستقبل للاجئين في أفريقيا رغم انع يعاني أزمات اقتصادية وحالة عدم استقرار، داعيا للخروج بخارطة تفصيلية تنهد للمؤتمر يدرس الظاهرة، متوقعا ان تنظيم المؤتمر قبل نهاية العام الجاري،وذلك بالتنسيق مع كل الجهات المختصة بالبلاد.
من جهته شدد نائب رئيس جامعة المغتربين بروفيسر عبد الوهاب احمد عبد الرحمن علي ضرورة التركيز علي قضية الوجةد الاجنبي في السودان ودراسة الامر من كافة الجوانب في ظل تصاعد معدلات الهجرة وتزايدها فضلا عن التحركات الكبيرة للسكان في السنوات الاخيرة وقال عبد الوهاب ان الأزمات العديدة التي يشهدها العالم بعد كوفيد 2019 والتي لها تداعياتها الخطيرة فيما يتعلق بالامن والاستقراربجانب التوقعات بازمة في الغذاء بسبب الحرب الروسية الاوكرانية منوها الي تاثير كل ذلك علي الوجود الاجنبي سواء تمثل في العمالة الاجنبية واللاجئين والنازحين اضافة للهجرة غير الشرعية.
واشار الي ان ظاهرة الوجود الاجنبي في السودان تكتسب اهمية استثنائية في ظل الظروف التي تعيشها البلاد خاصة وان السودان يعتبر اكبر دولة افريقية استقبالا للاجئين ومعاناته ازمات افتصادية حادة فضلا عن عدم الاستقرار السياسي .
واكد عبد الوهاب ان معهد دراسات الهجرة واللجوء والتنمية بجامعة المغتربين ينتظر ان يكون المرجعية العلمية لقضايا الهجرة بالبلاد لجهة إهتمامات وإنشغالات المعهدالذي يمنح درجات علمية في مجال الهجرة ” الدبلوم العالي” الماجستير” الدكتوراة”.