تقرير – رحاب عبد الله
التقارير التي ظلت تطلقها المنظمات الدولية والتي تبث فيها جرعات تحذيرية من حدوث مجاعة بالسودان بسبب تداعيات الحرب بل اعلانها انها ستكون أقسى مجاعة في تاريخ البلاد ، وستبلغ ذروتها بين أغسطس وديسمبر القادم ، ويطابقها حديث اخرين داخل السودان بانه لأول مرة في تاريخ السودان تتعرض منطقة الجزيرة المروية للمجاعة رغم أنها لم تتأثر بدرجة كبيرة بمجاعة (سنة 6) الشهيرة، وحسب تقرير الفاو واعلان مارتن غريفث مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية “سيتأثر بالمجاعة فى السودان حوالى 25 مليون نسمة منهم 18 مليون حالة نقص حاد للطعام وحوالي 3 ملايين ونصف طفل سيتعرضون لسوء التغذية المرحلة الحرجة حد الموت”.
تقارير مقلقة
ولعل ان هذه التقارير المقلقة خلقت نوعا من الخوف والهواجس لدى مواطني السودان خاصة المتواجدين في المناطق الملتهبة، لكن الشاهد انه رغم هذه التقارير العالمية المقلقة هنالك تطمينات وتأكيدات تطلقها الحكومة السودانية على رأسها تصريحات عضو مجلس السيادة الفريق إبراهيم جابر وتصريحات وزيري المالية والزراعة التي تستبعد مواجهة البلاد خطر المجاعة.
تطمينات وتأكيدات
وبشر الفريق مهندس بحري إبراهيم جابر عضو مجلس السيادة ومساعد القائد العام للقوات المسلحة الشعب السوداني أن إنتاجية القضارف وحدها تجاوز 6 ملايين جوال من الحبوب الغذائية، وقال جابر خلال زيارته لأسواق المحاصيل بالقضارف إنه لا مجال للحديث عن مجاعة في السودان ومطمورة السودان حققت إنتاجية عالية هذا الموسم، وأشاد جابر بوالي القضارف لإنجاحه للموسم الزراعي الذي كان يترأس لجنته العليا هذا العام، ووجه جابر رسالة للذين يتحدثون عن شبح مجاعة في البلاد أن المخزون الاستراتيجي للحبوب الغذائية يكفي للعام القادم.
موقف الغذاء
بالمقابل استبعد وزير الزراعة د. بوبكر البشرى حدوث مجاعة، واطلق تطمينات بشأن الموقف الغذائي في البلاد، وأوضح أن إنتاج الذرة لهذا العام بلغ ٣.٣ مليون طن وأن الحوجة الحقيقية هي ٣.٩ مليون طن ما يعني أن هنالك فرق طفيف في الحوجة.
وأشار ايضا الى أن إنتاج الدخن لهذا العام ٦٨٣ ألف طن وغيرها من المنتجات الزراعية، مشيرا إلى المخزون الاستراتيجي الذي تجاوز ٤.٧٨٦.٠٠٠ طن من الاحتياطي الغذائي، وأقر بأن المشكلة هي كيفية إيصال هذه المواد الى المحتاجين المغلقين داخل المدن وبعض الولايات.
فيما اوضح والي القضارف محمد عبد الرحمن محجوب أن إنتاجية هذا العام من الذرة والدخن والسمسم تكفي حاجه البلاد للموسم المقبل، مشيداً برعاية الدولة وتوفيرها لاحتياجات المزارعين وتسهيل عملية الزراعة، وأكد محجوب أن استعدادات الولاية للموسم القادم قد اكتملت وان المساحات الزراعية ستزيد هذا العام مقارنة بالعام الماضي، مؤكداً أن متبقي الحبوب الغذائية للموسم الماضي تقدر ب 4 ملايين جوال.
في السياق دحض محافظ مشروع الجزيرة السابق د. عمر مرزوق توقعات منظمات خارجية بتعرض السودان لأزمة غذاء بسبب الحرب منذ منتصف أبريل العام الحالي، وقال في حديثه ل(الاحداث) ان السودان لن يجوع، وعزا ذلك لأن السودان يتمتع بأراضي زراعية خصبة ويحصد نسبة جيدة من المحاصيل والحبوب الغذائية، لافتا الى ان مشروع الجزيرة وحده يزرع (٣٥٠٠٠٠) فدان ذرة تساوي ٣٥٠٠٠٠٠ جوال ذرة
، فضلا عن التخطيط لزراعة (٣٠٠٠٠٠) فدان قمح خلال الموسم الشتوي للعام الحالي ٢٠٢٣، بالإضافة إلى انتاج بقية المشاريع.
تحذيرات مبررة
غير ان رئيس تنسيقية إعلام معركة الكرامة حسبو دفع الله السناري، أعرب عن أمله في ان يتم تحرير مدني قبل حلول فصل الخريف وذلك لقوله ان وقوعها تحت قبضة مليشيا الدعم السريع يعني حدوث مأساة انسانية حقيقية في سنار والنيل الابيض وشمال كردفان وكل ولايات دارفور لإنها ستصبح مثل الجزر المعزولة التي لن يصلها الغذاء والوقود والدواء لان الطريق الذي تسلكه الشاحنات الان طريق زراعي ومع أول هطول للأمطار لن تسير فيه الشاحنات،
مشيرا لمناقشتهم خلال اجتماعات التوأمة التي تمت بين القضارف وسنار قضية وصول وقود الموسم الزراعي ،واكدوا على اهمية وصول الوقود الى ولاية القضارف وسنار والنيل الأبيض لإدخال وقود الموسم الزراعي قبل الخريف ، عن طريق بورتسودان الذي يصل الجزيرة، وأشار السناري إلى أن الطريق مغلق حاليا ، مضيفا ان المتنفس الوحيد اصبح طريق ترابي يمر بمناطق ترابية ليست بها طريق او ردمية، محذرا من انقطاعه حال هطول الأمطار ، واعرب عن أمله في انتصار القوات المسلحة وتمكنها من تحرير ولاية الجزيرة ونظافة الطريق الرابط بين سنار ومدني وبين مدني والشرق حتى لا ندخل في أزمة حقيقية للوقود والتي ستلقي بظلالها السالبة. وأردف “اتمني ان يتم تحرير مدني قبل حلول فصل الخريف لان وقوعها تحت قبضة الدعم السريع يعني حدوث مأساة انسانية حقيقية في سنار والنيل الابيض وشمال كردفان وكل ولايات دارفور لأنها ستصبح مثل الجزر المعزولة التي لن يصلها الغذاء والوقود والدواء بسبب أن الطريق الذي تسلكه الشاحنات حاليا طريق زراعي ومع أول هطول للأمطار لن تسير فيه الشاحنات”.
ميزات تفضيلية
في السياق ذاته قالت د. نجلاء حسين المكابرابي إن السودان سيجوع اذا انهزمت الروح المعنوية للسودانيين و”ركنت” للخمول والكسل وارتهنت للإحباط وأصابها الهلع والخوف ورفضت العمل في كل ما يسهم في اكتفاءها ذاتيا من محاصيل زراعية ورعي وصيد واسماك ، لافتة إلى ان السودان يمتلك مقومات لا تصيبه بالجوع ويمتلك عقلية بشرية ناهضة ويمتلك محفزات ايمانية يملؤها الامل دوما بالأفضل القادم مهما اشتدت الحرب، وتابعت “ولن يجوع السودان مادام به محارب مقاتل لا يخاف ومادام به جيش يحميه “، فيما اكدت الاعلامية رجاء مصطفى ان السودان لن يجوع لأنه سلة غذاء العالم، واضافت ان من المؤشرات الجيدة عودة كثير من المواطنين للزراعة بسبب الهجرة إلى المدن والقرى في الولايات.