رأي

تحالف إزهاق الأرواح للسلام.!!

في ما أرى

عادل الباز

1
أستثني المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية اللتان لم تساهما في إزهاق أرواحنا، ولكنهما لم تحافظا عليها بالقدر الكافي كان ذلك هو (العشم). هذا التحالف الذي أسموه (التحالف الدولي من أجل السلام وإنقاذ الأرواح في السودان) يضم (الولايات المتحدة والسعودية ومصر والإمارات والأمم المتحدة، والاتحاد الأفريقي)، ولد هذا التحالف ميتا مؤخرا في جنيف وهو (جنا حرام) بلا شك لأن أباه لم يفوض أحد بصنع السلام ولإنقاذ أرواحنا !! .كيف يصنع هذا التحالف السلام وثلاثة من أركانه منخرطون في دعم الجنجويد حتى شوشتهم.؟ كيف الكلام ده؟ أي والله.. لو مش مصدقنّي تعالوا نشوف المواقف العملية لهم جميعا منذ أن بدأت الحرب.
2
لنبدأ بأمريكا، ماذا كان موقفها، سارعت أمريكا في الأسبوع الثاني للحرب بتأسيس منبر جدة وضغطت على الحكومة السودانية لكي تلتحق بمنبر جدة لوقف الحرب، ونشط جنجويد أمريكا (مولي في، والسفير جود فردي) في الدفع باتجاه اتفاق سلام سريع، وكان لها ما أرادت وتجرعت الحكومة السموم وهي تقبل في اتفاق جدة بإعادة الدعم السريع إلى الساحة مرة أخرى، رغم ذلك ماذا جرى؟ حين وقع إعلان جدة وقتها كانت لا تزال آمال المليشيا عريضة وهي تزحف نحو المقار الحكومية والثكنات العسكرية، بل وتحاصرها حصاراً مطبقاً، ولذا توهموا أن الانتصار قادم وسريع، وبالتالي الاستيلاء على الدولة كلها، فلم الإسراع بتنفيذ اتفاق ينسف كل خططهم، ويبدو أن جنجويد أمريكا صدقوا هذه الأكاذيب ولذا لملموا أوراقهم وغادروا السعودية دون أن يصبروا ليضعوا آليات لتنفيذ إعلان جدة وذلك لم يكن سهوا إنما لإتاحة الفرصة للجنجويد بالاستيلاء على الدولة. ولما طال انتظارهم تذكروا السودان وإعلان جدة فسارعت منفردة بتأسيس منبر (جنيف) حددت فيه المضيفين والمراقبين وأطراف الحوار، ودعت السودان دعوة مراكبية.. استغفر الله مراكبية شنو دعتنا كعبيد للذهاب فوراً لجنيف.!!
3
قبل جنيف سارعت هى ومستعمرننا القدامى (بريطانيا حاملة القلم) في مجلس الأمن لدعوة عاجلة ساعية لوقف إطلاق نار مستعجل، وبناء عليه دخلت الأزمة السودانية ردهات مجلس الأمن وأصبح ليس هناك شغلة عاجلة ومهمة مثل أزمة السودان (نسوا غزة وأوكرانيا) فعقد مجلس الأمن لهذه الأزمة الكونية أكثر من عشر جلسات حتى الآن.!! ولكن ذات مجلس الأمن رفض إدانة المليشيا رغم أن لجنة الخبراء التي كونها هو نفسه أصدرت تقريرا مفصلا عن انتهاكات الجنجويد ودولة الإمارات!! ولم تكتف بذلك بل علقت بريطانيا متحالفة مع أمريكا شكوى السودان ضد الإمارات ولا تزال معلقة لشهور رافضة هي وحاملة القلم بريطانيا أن يتخذ المجلس قرارا حولها رغم أنها استندت على نتائج بعثة الخبراء الأممية.!!
4
إذن هذه هي أمريكا، عجزت عن إلزام المليشيا باتفاقها في جدة ثم عرقلت إدانتها في مجلس الأمن، وأوقفت تقدم قانون ماغنيسكي في الكونغرس
وبدون حياء تعرض الآن نفسها وسيطا لحفظ الأرواح وحمامة سلام ضمن التحالف المشبوه.!! على مين يا اليانكي؟!.
5
هذا من أمر رأس التحالف الميت، ماذا عن أذنابه.؟. لننظر في أمر الاتحاد الأفريقي.. ماذا فعل هذا المرتشي؟. كان هذا الاتحاد قد سارع خلال يومين بتجميد عضوية السودانية الذي هو ضمن مؤسسة، وبعد ذلك ورغم ذلك بعد أن اندلعت الحرب هرول مبعوثيه إلى السودان يطالبون بوقف اطلاق النار وسارع بتكوين ما أسماه (الآلية الموسعة) لإدارة أزمة السودان، جمع فيها كل الدول المعادية للسودان، وأصدرت تلك الآلية بيانا طالبت فيه بوقف إطلاق النار فورا، متجاهلة إعلان جدة والتزاماته على المليشيا، فرفضها السودان وماتت الآلية في مهدها فتبعثرت المؤامرة.
من يومها لا يدري الاتحاد الأفريقي ماذا يفعل، تارة يجمع القوى السياسية السودانية لوضع مشروع لحل سوداني/سوداني وبعد أن رفضت (تقدم) لقاء القوى السياسية باعتبارهم فلول، سارع الاتحاد الأفريقي لإرضاء كفيله فأسس له منبر وحده تمخض عن لا شيء.!! ولا يزال محتارا، هل يمضي في مشروع الحوار السوداني السوداني أم يرضى الكفيل بنسيان الموضوع.!! الآن وأخيراً تم الحاقه (الاتحاد الأفريقي) كجسم زائد في لقاءات جنيف، ولكن لم نسمع له حسا ولا ذكرا هناك، هل يصلح خيال المآته هذا مدفوع القيمة أن يكون في تحالف للسلام ووقف ازهاق الأرواح؟.!!
6
نأتي للركن الثالث في تحالف وقف ازهاق الأرواح وهى دولة الإمارات.!!. غايتو لا تعرف تضحك أم تبكي أم الإثنين معاً. لو أن الإمارات ترغب في وقف إزهاق أرواحنا فلتوقف إمداد السلاح ودعم الجنجويد فتسلم أرواحنا دون تحالف، وتكون بذلك قد ساهمت في السلام حقاً، كيف تغذي الإمارات الجنجويد بالسلاح وهي ترغب في وقف إزهاق أرواحنا… تنشد السلم وتركب عمداً قطارات الجنون أو الجنجويد.
7
ياجماعة بصراحة كده أنا زهقت من الاستهبال الدولي ده، هل يعتقدون أننا طراطير يسهل خداعنا أم أننا ضعفاء فيستهينون بنا لهذا الحد بأن يفرضوا علينا التعامل مع تحالف متآمرين يرفعون شعارات السلام وهم يغذون الحرب، يقتلوننا عيانا بيانا بأسلحتهم وقراراتهم وفي ذات الوقت يدعون لوقف إزهاق أرواحنا.!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى