لندن – أصدر تجمع روابط دارفور بالمملكة المتحدة بيانًا شديد اللهجة اتهم فيه جهات دولية وإقليمية بالمسؤولية المباشرة وغير المباشرة عن الإبادة الجماعية التي شهدتها مدينة الفاشر في الأسابيع الأخيرة، مؤكداً أن ما جرى هو “واحدة من أبشع الجرائم في التاريخ المعاصر” وفق توصيف المحكمة الجنائية الدولية.
وقال التجمع في بيانه إن مليشيا الدعم السريع هي الجهة المنفذة للجرائم، وإن الإمارات العربية المتحدة تتحمل المسؤولية بصفتها “الداعم الرئيسي للمليشيا بالأسلحة والمعدات والموارد”. لكنه شدد على أن الفشل في منع الإبادة لا يقتصر على الأطراف المسلحة، بل يمتد إلى الأمم المتحدة والحكومة البريطانية ودوائر دولية تجاهلت تحذيرات موثقة.
الأمم المتحدة… تحذيرات مُهمَلة وقرار لم يُنفّذ
وحمّل البيان الأمم المتحدة “مسؤولية تقاعسها عن تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم (2736)” الذي كان يقضي بفك الحصار عن الفاشر وتوفير الحماية للمدنيين. وقال التجمع إن جامعة ييل – مختبر الأبحاث الإنسانية أخطر الأمم المتحدة ست مرات بخطر وشيك لوقوع إبادة جماعية، “لكن المنظمة لم تُبد أي اهتمام، في تقصير يرقى إلى الإهمال المتعمد”.
بريطانيا… علمت ورفضت التدخل
وفي لهجة غير مسبوقة، اتهم التجمع الحكومة البريطانية بأنها كانت “على علم” بما سيحدث في الفاشر لكنها لم تتخذ أي خطوة لمنع الكارثة. واستشهد بتقارير صحيفة الغارديان التي أكدت في 7 نوفمبر أن بريطانيا “رفضت خططًا لمنع الفظائع رغم تحذيرات استخباراتية واضحة”.
كما أشار إلى تقرير آخر للغارديان في 28 أكتوبر 2025 كشف وجود “معدّات عسكرية بريطانية الصنع في يد الميليشيات المتهمة بارتكاب الإبادة الجماعية”، وهو ما اعتبره البيان دليلاً على تقصير خطير يستوجب تحقيقًا عاجلاً.
دعوات للتحقيق والمحاسبة
وحدّد تجمع روابط دارفور قائمة المسؤولين عن الإبادة في أربع نقاط رئيسية:
1.مليشيا الدعم السريع ودولة الإمارات الداعمة لها.
2.الأمم المتحدة لفشلها في تنفيذ قرارها والتحذيرات التي تلقتها.
3.الحكومة البريطانية لتقاعسها رغم امتلاكها المعلومات والقدرة على التدخل.
4.جهات داخل المجتمع الدولي “اختارت تجاهل الحقائق”.
وطالب التجمع بـ:
•تصنيف الدعم السريع منظمة إرهابية فوراً.
•وقف الإبادة في الفاشر وتسهيل دخول المساعدات دون عراقيل.
•فتح تحقيق دولي مستقل حول تقاعس الأمم المتحدة.
•تحقيق بريطاني رسمي بشأن دور لندن واحتمال استخدام معدات عسكرية بريطانية في الإبادة.
نداء للصمود والتحرك
وأكد التجمع أن ما يحدث في الفاشر “ليس نزاعاً مسلحاً، بل إبادة جماعية موثقة يشاهدها العالم لحظة بلحظة”، داعيًا أعضاءه والجاليات السودانية وأصدقاء السودان إلى تنظيم مظاهرات واعتصامات سلمية في المدن البريطانية “للضغط من أجل تصنيف الدعم السريع إرهابية ولضمان المحاسبة عبر المحكمة الجنائية الدولية”.
واختتم البيان بالتأكيد على أن صوت الضحايا سيظل حاضرًا:
“لن نصمت… ولن نتوقف حتى تتحقق العدالة.”
