ثقافة وفنون

بين السينما والسباحة… سارة جادالله.. إبداع بالوراثة

الأحداث – ماجدة حسن

احتفى موقع (ملهمات سودانيات) بعرض مسيرة (السباحة) السودانية سارة جاد الله جبارة، وتتبع مسيرتها في مجال السباحة الذي كان نادراً دخول النساء فيه، غير أننا هنا يمكن أن نقدم قصة (سينمائية) وبطلة دولية جعلت  للمرأة السودانية اسماً يتردد صداه عالمياً ومحلياً.

 

حب منذ الصغر

قالت سارة في حديث سابق إنها أحبت السينما منذ نعومة أظافرها وأنها تجري في دمها بالميلاد، فهي إبنة جاد الله جبارة، وهو أحد رواد السينما السودانية، وأكثر السينمائيين غزارة في الإنتاج، وثق تاريخ السودان منذ استقلاله في منتصف الخمسينات وحتى وفاته في 2008، وكان له دور في نشأة السينما الأفريقية وتمثيلها في المحافل الدولية.

 

إنتاج أفلام

وعلى درب والدها مضت سارة بل وأنتجت فيلماً عن والدها، مثلما أنتج والدها فيلماً عن حياتها هي، فجبارة هو صاحب   الإنتاج الأكثر حيث يحفظ سجله السينمائي أكثر من 300 فيلم وثائقي و4 أفلام روائية تنوعت بين القصيرة والطويلة، كما ارتبط الفن السابع في السودان باسمه حتى بعد رحيله، وقالت سارة إنها استوحت تجربتها من والدها الذي تريد إكمال مسيرته.

وقصة سارة مع الفن السابع لا تقل شجاعة وجرأة ومثابرة عن مسيرة والدها الذي كان من مؤسسي الفدرالية الأفريقية للسينمائيين التي رأت النور عام 1970 بعد اجتماع الجزائر للسينمائيين الأفارقة، وكان دورها تبني سياسة جريئة لمساعدة السينما والسمعي البصري في القارة السمراء، وخلق آليات تنظيمية لفائدة القطاع وتمويل البنية التحتية لتكوين جيل من السينمائيين.

 

بطلة دولية

بطلة دولية وسينمائية،

رحلتها مع التحدي طويلة، بدأتها، حيث كان عمرها عامين فقط، فرغم إعاقة رجلها، دخلت جبارة أحواض السباحة متحدية الإعاقة أولاً والمجتمع السوداني المحافظ، الذي “تغاضى” عن ذكوريته التي تحكمه ثانياً، بعدما كبرت البنت الصغيرة وصارت أحلامها أحلام بلد بأكمله مثلته في الكثير من المحافل العالمية وتحولت إلى بطلة دولية حازت على أكثر من خمس وثلاثين ميدالية، ونالت بطولة الجمهورية تسع عشرة مرة متتالية.

 

رحلة علمية

ولأنها تشبعت بالسينما وهي صغيرة مع والدها، دخلت سارة كذلك عالم السينما وهي شابة. وبعد رحلة لمصر دامت سنوات لتلقي دروس أكاديمية في السينما والإخراج، عادت بعدها لتكمل مسيرة والدها الذي شاركته في إنتاج فيلم البؤساء بلمسة سودانية، لتصبح واحدة من السينمائيات السودانيات النادرات، في مجال يبسط فيه الرجال سيطرتهم رغم قلة الإنتاج.

 

توثيق تاريخ السودان

وأنجزت سارة عدداً من الأفلام الوثائقية والأشرطة القصيرة حول وضع المرأة في السودان والعادات المجتمعية الضارة التي تمارس ضدها، حيث ترى أن هنالك العديد من العادات التي لا تزال تمارس على المرأة في مختلف المناطق السودانية، فلا تنصفها كامرأة أولاً، ولا كفرد يمكنه المساهمة في بناء بلده ثانياً، كختان الإناث الذي يعود للحضارة الفرعونية، والذي خصصت له ثماني أفلام، كانت وسيلة لتوعية السودانيين خاصة الذين يعيشون في المناطق النائية حول مخاطرها”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى