بعد لقاء كباشي والحلو: اتفاق المساعدات الإنسانية.. آليات وعقبات
الأحداث – عبدالباسط إدريس
يواجه الاتفاق المزمع توقيعه بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية شمال بقيادة عبدالعزيز الحلو خلال الأيام القليلة القادمة العديد من التحديات فضلاً عن عقبة آليات تنفيذه على الأرض، الخطوة تحتاج لإحكام عالي للتنسيق بين الطرفين وإنفاذ نصوص الاتفاق المرتقب بصرامة لضمان وصول الإغاثة للمواطنين في مناطق سيطرة الحكومة والحركة.
لقاء جوبا
وكان عضو مجلس السيادة نائب قائد الجيش الفريق أول ركن شمس الدين كباشي قد أطلع رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت في لقاء ثاني بجوبا على نتائج محادثات أجراها مع رئيس الحركة الشعبية شمال عبدالعزيز الحلو، بما في ذلك التوافق على توقيع اتفاق يسمح بتمرير المساعدات الإنسانية لمناطق الحكومة والحركة، من المنتظر التوصل إليه الأسبوع المقبل، وطبقاً لتعميم صحفي لمجلس السيادة دعا الرئيس سلفاكير ميارديت كباشي إلى ضرورة الإسراع في توقيع الاتفاق لنقل المساعدات الإنسانية.
واقع مؤلم
ويعيش الآلاف في ولاية جنوب كردفان أوضاعاً إنسانية بالغة السوء بعد توقف حركة نقل الغذاء والبضائع إلى مدن وأرياف الولاية خاصة الواقعة تحت سيطرة الحكومة في أعقاب هجمات مليشيا الدعم السريع على عدد من أرياف جنوب كردفان وسيطرتها على جزء من الطريق الرئيسي الرابط بين الأبيض وكادوقلي عند منطقة “الدبيبات”، والشهر الماضي وقعت اشتباكات عنيفة بين قوات مليشيا حميدتي وحركة الحلو على تخوم مدينة الدلنج كبرى مدن ولاية جنوب كردفان.
وقالت حواء إسماعيل ل(الأحداث) إن المعارك بين حركة الحلو مع الدعم السريع من جهة وحركة الحلو مع الجيش من جهة أخرى دفعت آلاف الأسر للنزوح إلى المناطق الآمنة، وقالت إن سكان المدن الكبرى والنازحون يفتقدون للغذاء والأمن، وأضافت أن ارتفاع درجات الحرارة وانعدام المياه الصالحة للشرب تسبب في عدد من الأمراض خاصة وسط الأطفال.
من جهته قال التاجر الطيب أندلي ل(الأحداث) إن مدينة كادوقلي تشهد حصاراً محكماً ويعاني سكانها من الخدمات في ظل قلة الموجودات الغذائية بالأسواق بجانب شح المياه والأدوية وانقطاع الكهرباء بسبب توقف انسياب الوقود.
تحدي الأمن
ويواجه الاتفاق الإنساني المزمع توقيعه بين الحكومة والشعبية قيادة الحلو بتحديات أمنية كبيرة أبرزها انعدام الأمن بالطريق القومي وحصار مليشيا حميدتي لمناطق النهود وريفي الأبيض، ويتطلب انسياب المساعدات إزالة العوائق الأمنية من على الطرق وتعزيز ضمانات الأمن والسلامة لعمال وموظفي الإغاثة بالمنظمات المحلية والأجنبية، فضلاً عن ضمان تأمين محيط مطار كادوقلي.
فك حصار
وتسعى الحكومة عبر الاتفاق الإنساني المرتقب، لإحداث اختراق داخلي في الأزمة يمكنها من إغراق ولاية جنوب كردفان بالمؤن الغذائية وإقناع الكوادر الطبية بالعمل، كما تسعى لتقليل حدة المطالب الخارجية الداعية لفتح الطرق والمعابر لإيصال المساعدات للمحتاجين، في ظل تقارير الأمم المتحدة التي تتحدث عن تعرض 18 مليون سوداني لشبح الجوع بسبب الحرب.
بدوره يسعى الحلو بهذا الاتفاق تأكيد التزامه بوقف العدائيات المعلن من قبل كل طرف منذ 6 أعوام تقريباً، وكانت الحركة الشعبية شمال قد عزت تحركاتها الأخيرة في جنوب كردفان لحماية المواطنين الذين يتعرضون لانتهاكات قوات حميدتي بأجزاء واسعة من جنوب كردفان.
يذكر أن اتفاق المساعدات الإنسانية ظل عقبة أمام أي مفاوضات.