تقارير

بعد قصف جنوده.. ديبي و الخيارات الضيقة

تقرير – الأحداث

قدم الجيش اللسوداني التعازي لدولة تشاد في مقتل اثنين من عناصر الجيش التشادي إثر قصف مسيرة اطلقتها مليشيا الدعم السريع استهدفت معسكرا للجيش التشادي بمدينة الطينة.
وكانت قيادة الجيش التشادي قد اتهمت مليشيا الدعم السريع باستهداف بلدة الطينة بالمسيرات ووصفته بـ (غير المبرر) مؤكدة ان الحادثة سابقة لم تحدث منذ اندلاع الحرب في السودان، ونقل البيان عن ضابط في الجيش قوله انها المرة الاولى التي يتكبد فيها الجيش خسائر بشرية نتيجة تداعيات الصراع السوداني، مشيرا إلى أن التطورات الاخيرة تثير مخاوف جدية بشان امن الحدود، وشددت القوات التشادية على احتفاظها بحق الرد على هذه الهجمات وفقا لميثاق الامم المتحدة والمادة (51) من الميثاق في حال تكرار مثل هذه الاحداث. وياتي التصعيد في اعقاب توتر امني متزايد على الحدود السودانية التشادية بعد شكاوى قدمها سكان المناطق الحدودية من اعتداءات لمليشيا الدعم السريع على السكان والاسواق في المنطقة وخشية النظام الحاكم من انتقال الصراع الاثني بين القبائل العربية وقبائل الزرقة من دارفور إلى تشاد التي تتواجد بها الاثنيات نفسها وتعيش حالة صراع مكتوم يتأثر بطبيعة الحال بما يجري في السودان من تصفية لقبائل الزرقة على يد القبائل العربية. وكانت مصادر اعلامية تشادية قد تحدثت عن مخاوف متزايدة من انقلاب على سلطة الرئيس محمد ادريس ديبي بواسطة جنرالات في الجيش ما دعا الرئيس إلى تقييد حركة كبار الجنرالات ومنع سفرهم إلى الخارج مع حديث وتسريبات بان محاولة الانقلاب باتت مكتملة بترتيب خليجي.
وتقول المصادر ان بعض الضباط التقوا في وقت سابق بشخصيات خليجية متهمة بالتامر على نظام ديبي وتسعي لابعاده عن السلطة واستيلاء عرب تشاد على البلاد بقيادة وزير الامن التشادي علي احمد اغبش المنتمي لحواضن الجنجويد ويسود توتر بدا واضحاً بعد دخول الجنجويد إلى الفاشر وارتكابهم للمذابح بحق الزغاوة وهو ما عده جنرالات بالجيش قتل وتهجير لاهلهم وانعكس مباشرة على معسكرات القوات التي تضم ضباطاً من الزرقة والعرب بعد احتفال المنتمين لحواضن الجنجويد داخل المعسكرات بدخول المليشيا إلى الفاشر وتقتيل اهلها ما عده الزغاوة المسيطرين على الجيش رسالة موجهة لهم خاصة وان زملاءهم انطلقوا في حملات تباهي بانواع السلاح المتقدم الذي وفرته دولة الامارات للمليشيا وهي أسلحة قادرة على تغيير السلطة في تشاد بنزع محمد ادريس ديبي المنتمي لاثنية الزغاوة وتنصيب حاكم من حواضن الجنجويد ومع تطورات الاحداث ارسل ديبي المتوتر من الاوضاع حوله فرقاً من الجيش لمساندة حرس الحدود على حدوده مع السودان خوفاً من تسلل المقاتلين ودخول السلاح وتطميناً لاثنية الزغاوة التي باتت متململة وبعضها حانق على ديبي الذي ظل يدعم مليشيا تقتل اثنيته في السودان وهؤلاء يؤكدون ان انخراط تشاد في الحرب سيكون وبالا عليها لان الاثنيات التي تقاتل الان في دارفور موجودة وتشكل ما لا يقل عن (90%) من تكوين الحكومة والجيش.
ويقول الناشط السياسي حامد التشادي المؤيد لحركة ( المتحولون) التي يقودها المعارض سكسي ماسرا ان ما يحدث الان للنظام التشادي هو ما حدث طوال التاريخ لحكامنا الذين ظلوا يتجاهلون الواقع ويعيشون على اوهامهم واخرهم ادريس ديبي وشقيقه صالح وغيرهم والان محمد ديبي يرتكب في الاخطاء نفسها صحيح قد تحقق فوائد اقتصادية سريعة من حرب السودان ومن دعم فصيل تمرد على الدولة في السودان لكنك لن تسلم وستاتيك النيران وتلتهمك ولن تجد احد يسندك لانك اولاً خذلت اثنيتك ووقفت مع قتلتهم ونقلت اسلحة ستعود وتقتلك وانت لا تملك لها قدرة ولا تستطيع ايقافها ودعك من قصة سنرد على الجنجويد لانه يعلم انها مجرد نكتة هو لا يملك السلاح ولا القدرات التي يرد بها ولو وصلت هذه المسيرات إلى المعارضة التشادية وهناك حديث عن امتلاك بعضها لمسيرات حديثة لو حدث هذا فان القصر الرئاسي في انجمينا لن يسلم وديبي لن يسلم) واضاف (تحالف ديبي مع الامارات كان خطأ استراتيجي يدفع الان ثمنه ومع الوقت اتوقع ان تدعم الامارات انقلاباً لتسلم السلطة إلى الجنجويد وتتخلص من اثنية محمد ديبي الذي اعتقد ان خياراته اصبحت ضيقة جداً لانه محاصر بين غضب الزغاوة وطموحات الجنجويد الذين اصبحوا اقرب من اي وقت مضي للسيطرة على تشاد وحكمها بسبب الخيارات الخاطئة لمحمد ادريس ديبي وتسليمه مقاليد الامور الى اشخاص يعملون فعلياً من اجل مشروع الامارات في دول الساحل وهو مشروع اداة تمكينه واضحة في حرب السودان).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى