تقارير

بعد انتهاكاتها.. هل سيقبل السودانيون عودة المليشيا للواجهة مجدداً؟

بعد انتهاكاتها.. هل سيقبل السودانيون عودة المليشيا للواجهة مجدداً؟

وزير: الدعم السريع باع حاضره ومستقبله بنفسه.

وفاء غندور: كيف نقبل بمليشيا تنتهج الفوضى وتستبيح كل شيء؟

قيادي بالعدل والمساواة: لن يقبل الشعب السوداني بالتمرد وحاضنته (تقدم)

تجمع المهنيين: الشعب لن يقبل بأي حل يؤدي إلى عودة أي قوة مسلحة ذات طموح سياسي

أحمد المفتي: أي مواطن أغتصبت حرائره ونهبت أمواله لا يمكن أن يقبل عودة المليشيا

أبوبكر الشيخ: الشعب السوداني لن يقبل بالمليشيا حتى كبشر

مواطنة: أعيش مع أطفالي أسوأ أيام حياتي بالجريف بفعل المليشيا

بعد دخول العام الثاني على تمرد مليشيا الدعم السريع على القوات المسلحة السودانية يستمر المواطن السواني في مواجهة معاناته التي تعتبر الاسوأ في العالم بفعل الانتهاكات التي مارستها المليشيا ولازالت بدءً باحتلال منازل المواطنين ونهب وسرقة ممتلكاتهم وعمليات الاغتصاب والتعذيب والتهجير قسراً مروراً باستهداف البنى التحتية وتأثير ذلك على الخدمات الضرورية للمواطن من مياه وكهرباء واتصالات وغيرها… (الأحداث) أجرت استطلاعاً وطرحت سؤالاً مفاده هل سيقبل الشعب السوداني بعودة المليشيا إلى الواجهة مجدداً؟ وخرجت بالإفادات التالية.

استطلاع – آية إبراهيم

قال وزير التنمية الاجتماعية المكلف بولاية الخرطوم د. صديق فريني إن الشعب السوداني إختبر الدعم السريع كواجهة للحكم وراءه وعايشه كقوة متمردة على الدولة إسماً ورسماً.
وأضاف فريني “عملياً كانت حربه بصورة أعمق ضد الشعب السوداني في قيمه وأملاكه وممتلكاته وثراثه الحضاري والقيمي، وأن حربه كانت ضد المرأة في شرفها وعفتها واعتبرتها سلعة تباع وتشترى. وأكد فريني أن الدعم السريع باع حاضره ومستقبله بنفسه وحرى به ألا ينتظر من الآخرين ما باعه برعونة لا يحسد عليها أن يعيدوه له.

صعوبة قبول :

تقول خديجة محمد وهي من سكان حي الجريف بالخرطوم وأم لطفلين تتراوح أعمارهم بين 10 – 15 سنوات إن من الصعوبة تقبل مليشيا الدعم السريع في حياتهم مجدداً بعد الممارسات والانتهاكات التي قامت بها تجاه سكان الحي.
وتشير خديجة إلى أنها وطفليها يقضون أسوأ أيام حياتهم بفعل ممارسات المليشيا التي تسببت في غلاء المعيشة وانقطاع الإمداد المائي والكهربائي وهم يعانون من ذلك طيلة شهر رمضان حتى وصل برميل المياه إلى 7 آلاف جنيه، وقالت إن مليشيا الدعم السريع وصل بها الحال خلال الساعات الماضية إلى مطالبة سكان المنطقة مغادرتها ما أضطر عدد كبير منهم إلى الخروج من المنطقة فيما لازالت هي وطفليها تبحث عن ما يكفيها من المال لتوفيق أوضاعها والخروج بعد أن قضت أكثر من عام بالجريف لكنها مضطرة لمغادرتها خوفاً على حياتها وأولادها.

هجمات مختلفة:

وفي مارس المنصرم أفادت تقارير ميدانية للجان مقاومة ود مدني والحصاحيصا أن مليشيا الدعم السريع قتلت عشرات المدنيين في هجمات على 53 قرية بولاية الجزيرة، سبق ذلك تقرير آخر للمرصد المركزي لحقوق الإنسان قال فيه إن المليشيا هاجمت 39 قرية خلال فترة انقطاع الاتصالات والانترنت بالولاية وأسفر ذلك عن مقتل 46 مدنياً وإصابة 90 آخرين.

تعدد معاناة:

وتتفاوت القصص المأساوية التي خلفتها مليشيا الدعم السريع بفعل ممارساتها ضد الإنسانية إذ يروي محمد أحمد حسن وهو من سكان منطقة العزوزاب مأساة وفاة زوجته التي قام بنقلها بعد معاناة مع المرض عبر قارب للوصول إلى إحدى المستشفيات بمدينة أم درمان بعد أن ساءت حالتها بدخول المليشيا للمنطقة وانعدام الدواء وإغلاق المراكز الصحية خوفاً من أفعال المليشيا.
ويتابع حسن حديثه والغصة تقف على حلقه بأن زوجته فارقت الحياة بعد ساعات من نقلها إلى المستشفى وأنه إضطر إلى مواراتها الثرى لوحده، وقال إنه لم يستطيع إخبار أسرته بالوفاة بسبب عدم توفر الرصيد وسوء الشبكة إلى جانب عدم تمكنه من العودة إلى المنزل إلا بعد عدة أيام وإخبار أسرته، وعزا كل هذه المأساة إلى مليشيا الدعم السريع التي قال لولا تمردها على الجيش لما حدث ماحدث لهم ولغيرهم، وأضاف: لذلك من المستحيل أن يقبل أي مواطن بعودة مليشيا الدعم السريع إلى الواجهة بعد أن تضرر منها جميع الشعب السوداني.

انتهاج فوضى:

بدورها ترفض نجلة القيادي بالمؤتمر الوطني بروفيسور إبراهيم غندور ، د. وفاء غندور القبول بعودة المليشيا إلى الحياة والمعادلة السودانية من جديد، وتتساءل “كيف نقبل بمليشيا تنتهج الفوضى وتستبيح كل شيء؟”.
وقالت وفاء إنه لايمكن القبول بعودة مليشيا الدعم السريع التي مارست جميع الانتهاكات من تدمير وقتل وتشريد ونهب كل أبناء الشعب السوداني، وختمت حديثها بالدعوات لنصرة القوات المسلحة السودانية وإعادة الأمن والاستقرار للسودان.

طلب عقوبات :

وقبل يومين طالبت لجنتا العلاقات الخارجية في مجلسي النواب والشيوخ الأميركيين الرئيس جو بايدن بالنظر بشكل عاجل في فرض عقوبات على مليشيا الدعم السريع وقائدها محمد حمدان دقلو (حميدتي) جراء إرتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، سبق ذلك فرض الولايات المتحدة الأمريكية في سبتمبر الماضي عقوبات على قيادات في مليشيا الدعم السريع، منها عبدالرحيم حمدان دقلو نائب قائد القوات، وقائدها في ولاية غرب دارفور عبدالرحمن جمعة.

تبرير رفض:
بالمقابل أكد المتحدث الرسمي بإسم قوات حركة العدل والمساواة عضو الغرفة الإعلامية لقوات الكفاح المسلح العميد حامد حجر على عدم قبول الشعب السوداني بالتمرد مرةً أخرى أو بحاضنتهم السياسية تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية (تقدم).
وبرر حجر حديثه بأن المليشيا و(تقدم) هم من أشعلوا الحرب في البلاد ودفع بسببهم الشعب السوداني الثمن موتاً ونزوحاً وتشرد.

جبر ضرر :

ويرى مدير مركز الخرطوم الدولي لحقوق الإنسان د. أحمد المفتي أن من الصعب قبول أي مواطن بوجود المليشيا في حياتهم من جديد
وقال “لا أعتقد أن أي مواطن اغتصبت حرائره أو نهبت أمواله ولو كان ذلك لم يحدث له شخصياً بل حدث لمن يهمه أمره يمكن أن يقبل عودة المليشيات للواجهة”.

وحول مواجهة ذلك في حال عودة المليشيا وفتح بلاغات في مواجهتها قال المفتي “في تقديري هذه جرائم سياسية ومعالجتها عن طريق البلاغات الجنائية غير ممكنة لاستحالة توفر الشهود لمختلف الأسبااب وأضاف” هكذا علمتنا تجربة رواند وتجربة جنوب أفريقيا، لذلك تكون المعالجة عبر العدالة الانتقالية بحيث تكون أولى أجندة الحكومة القادمة جبر الضرر والتعويض ثم إعادة الإعمار”.

طموح سياسي:

المتحدث الرسمي بإسم تجمع المهنيين السودانيين د.الوليد علي أكد أن الشعب السوداني لن يقبل بأي حل يؤدي إلى عودة أي قوة مسلحة ذات طموح سياسي إلى الواجهة مرة أخرى.
وأضاف علي “بمعنى أن مليشيا الدعم السريع والمليشيا المرتبطة بها بالإضافة إلى المليشيات الحالية أو قيد التكوين لن يستقيم لها دوراً سياسياً في سودان المستقبل.
وقال من ناحية أخرى فإن الشعب لن يقبل أيضاً أن يكون هنالك أي دور سياسي للجيش في سودان ما بعد الحرب، ورفض الاعتراف بأي مجموعة سياسية ترعى أو تساند أي فصيل مسلح، ولفت إلى أن سودان الثورة
سيشترط حل الفصائل المسلحة (أولاً) قبل الدخول في أي عملية سياسية.

تجاوزات لا محدودة:

يقول الممثل والمخرج أبوبكر الشيخ إن من الطبيعي أن يرفض الشعب السوداني عودة المليشيا للواجهة مجدداً حتى من ساندوها من الأحزاب والحواضن السياسية.
وأشار الشيخ إلى أن ما فعلته مليشيا الدعم السريع بالشعب السوداني فاق حد الخيال من
تجاوزات وانتهاكات واغتصاب، سرقة، نهب وقتل، تشريد وتصفيات عرقية وتهجهير، وأكد أن الشعب السوداني لن يقبل بها نهائياً وأنه لن يكون لها دور أو مكان في السودان حتى كبشر وليس كقوة أو تنظيم.

اتفاق رفض:

من خلال ماورد في حديث من استطلعتهم (الأحداث) حول مستقبل مليشيا الدعم السريع بالبلاد فإن الجميع اتفق على عدم قبولها من قبل الشعب السوداني مجدداً بعد الانتهاكات الواسعة التي قامت بها في مناطق التي سيطرت عليها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى