تقرير – أمير عبدالماجد
خلال ساعات معدودة حقق الفنان عبدالوهاب وردي نجل الهرم الغنائي السوداني الكبير محمد وردي ما عجز عنه خلال سنوات عبر اطلاقه أغنية قد تبدو ساخرة لكنها حققت مشاهدات عالية وأصبحت تريند ربما لان عبدالوهاب وردي حول المشاعر التي تملكت الشارع إلى غناء عبر ثلاث كلمات مفتاحية هي (هدنة بتاع فنيلتك) وهي كلمات على بساطتها أو ربما ملمحها الساخر تحول إلى ساحة عراك بين السودانيين وحققت للفنان ما عجز عنه طوال مسيرته الفنية وعبرت ربما عن السودانيين الذين استبقوا أي اعلان عن هدنة او مفاوضات بين المليشيا والجيش بالتاكيد علي الرفض خصوصا بعد ماحدث في الفاشر بعد دخول المليشيا والمجازر التي ارتكبت هناك.
ارتكاب مجازر :
لكن هل كانت هناك هدنة فعلا بمعني أن الوسطاء طرحوا فعلا هدنة على الأطراف المنخرطة في الحرب ؟ من الذي طرحها وماهي بنودها والى أين انتهت ولماذا انتهت إلى ما انتهت إليه؟ كلها تساؤلات لازالت مطروحة حتي الان؟.
يقول د.حمزة العاجب استاذ العلوم السياسية إن المبادرة التي تحدث عنها الاعلام حقيقية وطرحت تحت ضغوط عالية جداً على مستوى الاقليم والعالم وهي على كونها مبادرة مطروحة كانت برأي ربما اختبارا لمعرفة ما اذا كانت الحكومة قادرة على التحكم في مسار الحرب ام ان قوى اخرى قادرة على تغيير المسار واعتقد جرت مناقشات موسعة بين امريكا والوفد السوداني الذي ذهب إلى واشنطن بالاضافة الى ما ما جري تناوله مع الاوروبيين الذين زاروا بورتسودان وسلموا الحكومة المبادرة للنقاش النهائي حولها)، وأضاف (الحكومة ردت على المقترح سريعا على غير عادتها عندما اجتمعت في الخرطوم ولالتئام الاجتماع الذي ناقش الورقة في الخرطوم رمزية لا تخفى على من يديرون المخابرات في العالم وجاء ردها كما راي الجميع.. قبول مشروط، رحب بالمبادرة وطرح رايا لا يغلق الباب بتمديد عمرها وتجميع المليشيا في اماكن معينة)، وتابع ( اعتقد أن الضغوطات على البرهان وفريق عمله خفت بعد دخول المليشيا للفاشر وارتكابها للمجازر والفظاعات التي شاهدها العالم هذه المشاهد التي صورها اعضاء المليشيا خففت الضغط على الحكومة واصبحت عنصر ضغط على المليشيا جعلتها في مرحلة ما ترحب بمبادرة الرباعية وتعلن انها جاهزة للتنفيذ وهي محاولة لاسترضاء الراي العالمي الغاضب مما حدث في الفاشر وربما لتهدئة الوسطاء الذين غضبوا بلاشك لظهور هذه المشاهد الفظيعة التي جعلت الوصول إلى تسوية سريعة أمر صعب في ظل غضب شعبي عارم في الداخل والخارج على المليشيا وما ارتكبته في الفاشر).
رفض شعبي:
وعلى نسج د.حمزة العاجب يقول الخبير الأمني مدني الحارث إن ما طرح من الولايات المتحدة والرباعية من الصعب القبول به في ظل حالة الرفض الشعبي الواسع لاي تفاوض مع الدعم السريع وهذا امر تعلمه القيادة جيداً وتتحسب له وفي الوقت نفسه لا تريد ولا يبدو مناسباً الدخول الان في حرب مكشوفة مع القوي الدولية والاقليمية)، وأضاف (الامور تقاس بماء الذهب الان واعتقد أن الامر متجه الى الحسم العسكري أكثر من الميل للتفاوض كما أن اقتران البيان الذي أصدره مجلس الأمن والدفاع بفتح المعسكرات يشئ بوضوح أن الامور متجهة إلى الميدان وأن السودان في هذه المرحلة لن يقبل باملاءات تعيد المليشيا ومسانديها للمشهدين السياسي والعسكري هذا الامر بات معلوماً وأكد عليه البرهان في اكثر من مناسبة قبل وبعد طرح مبادرة الرباعية).
ويقول د. العاجب إن الاتجاه نحو تسوية هو في النهاية أمر مطلوب والحرب في النهاية لا يجب ان تستمر إلى الابد لكن لايمكن باي حال من الاحوال توقيع اتفاق يؤدي في النهاية إلى مزيد من التشظي ويحرك حروب أخرى في البلاد هنا وهناك هذا ما يتغافل عنه المجتمع الدولي الساعي لاعلان اتفاق سلام أو هدنة سياسية لا مكان لها على ارض الواقع، ويضيف ( لا اعتقد أن الرهان على توقيع هدنة سريعا الان أمر موضوعي بالنظر إلى خارطة المعارك وبالنظر إلى الوضع بعد دخول المليشيا للفاشر والجرائم التي ارتكبت وجرى تصويرها وتوزيعها على نطاق واسع واحدثت حالة من الصدمة عالميا، وكما قلت لك المليشيا خففت الضغط على البرهان باصرارها على ارتكاب المجازر و ها هي تكذب نفسها كل يوم وتقدم الدليل على صحة أقوال من يتهمها بعدم المصداقية فالمليشيا أعلنت استعدادها للهدنة بارسال مسيرات إلى عطبرة والدامر وام درمان.. هذا هو استعدادها للهدنة)، وكان مركز دراسات العلاقات السياسية الدولية (معالم) قد طرح عبر وحدة قياس الراي العام استطلاعا بشان مقترح هدنة الرباعية شارك فيه 9820 مستطلعا طرح عليهم سؤال هل انت مع فكرة التفاوض مع الدعم السريع ام ضده وكانت النتيجة كما نشرها المركز كالاتي .. 83.2% رفضوا فكرة التفاوض مع الدعم السريع واعتبروها مرفوضة فيما رحب بها 16.2% يظهر مرة أخرى عبدالوهاب وردي وهو يغني ( هدنة بتاع فنيلتك).
