الاحداث -متابعات
في أقل من 24 ساعة على إعلان قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” هدنة أحادية الجانب – وهي الخطوة التي سارع إعلام الإمارات ووكلاؤها إلى الترحيب بها واعتبارها “فرصة للسلام” – عادت الميليشيا لتشن هجمات واسعة على المدنيين في ولايتي غرب كردفان وجنوب كردفان، في خرق مباشر لالتزاماتها المعلنة.
وبحسب معلومات وثّقها الباحث السوداني أمجد فريد وشهادات محلية متطابقة، فقد قصفت طائرات مسيّرة تابعة للدعم السريع مناطق نزوح في بابنوسة بولاية غرب كردفان، مستهدفة تجمعات للمدنيين الفارين من القتال، ما أثار حالة من الذعر وسط الأسر النازحة.
وفي هجوم منفصل، اقتحمت قوات الدعم السريع منطقة تبسة – العباسية تقلي بولاية جنوب كردفان، حيث اختطفت عشرات الأطفال والشباب، في خطوة تهدف – وفق مصادر محلية – إلى التجنيد القسري لتعويض خسائرها البشرية أو ابتزاز أسر المختطفين عبر طلب فدية مالية مقابل إطلاق سراحهم.
ويأتي هذا التصعيد بعد ساعات فقط من إعلان حميدتي هدنة إنسانية من طرف واحد، ما يعزّز – وفق محللين – الانطباع بأن الإعلان كان “مناورة إعلامية” لامتصاص الضغوط الدولية المتزايدة، خاصة بعد تقارير أممية وغربية تؤكد تورط الميليشيا في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
ويؤكد شهود من المنطقة أن الوضع الإنساني يزداد سوءًا مع تزايد الانتهاكات بحق المدنيين، فيما تتواصل الدعوات الدولية لوقف الإمدادات العسكرية إلى الدعم السريع وإخضاع مسؤوليها للمساءلة.
ويحذر مراقبون من أن استمرار الهجمات على المدنيين في غرب وجنوب كردفان يشير إلى غياب أي نية حقيقية للالتزام بالهدنة، ويعكس نهجًا ممنهجًا لقوات الدعم السريع في استخدام العنف والاختطاف والترويع كأدوات للسيطرة والضغط على المجتمعات المحلية.
