بحضور عدد من رؤساء الدول .. هل تفلح جهود السيسي في وقف إطلاق النار بالسودان؟
الأحداث – عبدالباسط ادريس
بهدوء يشبه سمته يتحرك الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عبر ثلاثة مسارات لإنهاء الحرب في السودان، بدأت المساعي المصرية في الظهور للعلن مع وصول الرئيسين الإماراتي والتشادي إلى القاهرة وسط أنباء قوية عن مشاركة البرهان ورؤساء آخرين في القمة.. فماذا هناك؟.
وصول رسمي:
أمس الأول أكدت وسائل إعلام مصرية وصول رئيس دولة الإمارات محمد بن زايد إلى مطار العلمين الدولي في زيارة لعدة أيام، في وقت أعلن رسمياً أمس استقبال الرئيس السيسي للرئيس التشادي محمد ديبي حيث توافقا على أهمية إنجاح جهود وقف إطلاق النار في السودان.
ثلاثة مسارات مصرية:
وقالت مصادر دبلوماسية مطلعة ل(الأحداث) إن مصر حددت ثلاثة مسارات لإنهاء الحرب في السودان، وأشارت إلى أن المسار الأول قد أعلن عنه وهو استضافة مصر لمؤتمر القوى السياسية والاجتماعية الفاعلة والتي ستشكل ملامح العملية الانتقالية الجديدة التي يجرى تصميمها، أما المسار الثاني هو ترميم العلاقات بين السودان والإمارات على خلفية اتهام السودان للإمارات بالمشاركة في حرب 15 أبريل من خلال دعم مليشيا حميدتي عسكرياً ومالياً ودبلوماسياً، وفي وقت سابق نقلت (الأحداث) عن مصادر دبلوماسية تأكيداً بأن مصر تعتزم إطلاق مبادرة لتصفية الخلافات بين السودان والإمارات، أما المسار الثالث تقول المصادر إنه يهدف للدفع بوقف إطلاق النار واستعادة مبادرة دول جوار السودان لإيمان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بالدور المحوري الحاسم لدول الجوار وتحييد الأطراف الإقليمية الفاعلة في الحرب على السودان في إنجاح وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب. وقالت المصادر إن المسار الثالث قد استغرق وقتاً أطول نسبة لإجراء مصر مشاورات بشأنه مع مسؤول اميركي رفيع زار القاهرة بداية الشهر الجاري فضلاً عن مشاورات مستمرة بين مسؤولين مصريين مع المبعوث الأمريكي للسودان توم بيرييلو، وأكدت زيارة مسؤول رفيع من مجلس السيادة عقب مشاورات جرت بين وزير الخارجية السوداني مع نظيره المصري حول تفاصيل الخطوات المقبلة.
صفقة أم تشاور ؟:
يعتقد المحلل السياسي عمر عثمان ل(الأحداث) أن الجهود المصرية أسفرت عن صفقة مع البرهان، ورأى عثمان أن هذه الصفقة تتضمن حزمة من الحوافز التعويضية والضمانات التي ستقدم للسودان، وأضاف “بحسب معلوماتي هي صفقة تقوم على تعويض إماراتي خليجي للأضرار التي لحقت بالسودان عبر تمويل إماراتي خليجي فضلاً عن تأكيدات بطي ملف الدعم السريع وتصفيته”.
بالمقابل يذهب المحلل السياسي محمد الامين الحارث في حديث ل(الأحداث) لوصف الحراك المصري الحالي بأنه لا يمكن أن يسمى بصفقة، مؤكداً أن المشهد سينتهي بالمشاركة في محادثات جنيف، عبر هذا اللقاء الرئاسي التمهيدي الذي دعت له مصر.