بحري.. نهاية أحلام آل دقلو في السودان
الأحداث – وكالات
أعلن الجيش السوداني، الأربعاء، تنظيف كامل مدينة بحري القديمة في انفتاح هو الأوسع من نوعه في تاريخ المعارك البرية بالسودان، حيث نجح الجيش خلال أربعة أشهر ويومين من تاريخ عبوره الجسور في 26 سبتمبر الماضي من تنظيف كامل مدينة بحري بدءاً من مناطق حجر العسل بنهر النيل جنوباً وحتى كوبري المك نمر شمالاً ومن البحر غرباً وحتى شارع الإنقاذ شرقا، فيما تبقت فقط أماكن بأحياء كوبر وكافوري والعزبة.
الانهيار الكبير:
وبينما كان الجيش قبل نحو شهر يتقدم في اليوم الواحد في محاور بحري عدة أمتار فقط، نجح في توسيع تقدمه من المستشفى الدولي وحتى كوبري المك نمر.
بما فيها أحياء حلة حمد وخوجلي والديار القطرية والمحطة الوسطى في ساعات فقط، ما يعني أن الاستراتيجية التي وضعها الجيش لتحرير المدينة كانت تعتمد بالأساس على تدمير قوة المليشيا بدلاً من كسب نقاط على الأرض، بينما وجه تركيزه بصورة أدق على ربط الجيوش المتقدمة مع سلاح الإشارة، ويعتبر مراقبين أن هذا الربط كان كلمة السر في معركة تحرير بحري، وهو الذي عجل بشكل خاص بانهيار المليشيا، التي سارعت في مغادرة المدينة مع وصول القوات لسلاح الإشارة.
أهمية بحري:
تمثل مدينة بحري أهمية كبرى للقوات المسلحة وتعتبر بحسب مراقبين مدخلاً صحيحاً لخنق المليشيا بين النيلين داخل مدينة الخرطوم، كما أنها تساهم في زيادة تأمين أم درمان، وتقليل القصف المدفعي الذي كان ينطلق معظمه من شمبات والحلفايا. كما أن تحرير بحري بحسب مراقبين يؤدي إلى تحرير شرق النيل، حيث لن تجد المليشيا هناك، مكاناً آمناً، سيما بعد تقدم الجيوش شرق الخرطوم والسيطرة على كوبري المنشية من جهة بري.
القصر في الإنتظار:
مع إعلان تحرير بحري ووصول الجيش لكوبري المك نمر، بدأت الأنظار تتجه للقصر الجمهوري الذي يبعد أمتاراً قليلة عن الجسر، يأتي ذلك بينما تواترت أنباء مؤكدة عن هروب المليشيا من جزيرة توتي، في وقت رجح خبراء أن يعبر الجيش البحر من جهة بحري ويسيطر على الجزيرة، الأمر الذي يسهم في خنق المليشيا في منطقة وسط الخرطوم، ويسهل للقوات دخول القصر الجمهوري، بينما يري مراقبون أن الجيش يمكن أن يتقدم للقصر غرباً عبر السيطرة على توتي وشرقاً عبر القيادة العامة بشارعي الجامعة والنيل وجنوباً عبر البحر
نهاية معركة الخرطوم:
بفقدان المليشيا لمدينة بحري وقبلها أم درمان، يبدو من ناحية عسكرية التمركز في مدينة الخرطوم لوحدها أمر غير واقعي لعناصر المليشيا، حيث أن بقاءهم في رقعة جغرافية ضيقة ومحاصرة بشكل طبيعي من ثلاثة جهات مع وجود جيش داخل وخارج هذه الرقعة تعتبر مهلكة ومكاناً غير جيد عسكرياً للاحتفاظ به بحسب خبراء عسكريون، ورجح خبراء أن تحرير مدينة بحري مؤشراً لتحرير كامل ولاية الخرطوم في وقت وجيز نسبياً، مشيرين إلى أن ما يحدث من استلام سريع للأراضي من قبل الجيش هو ليس بسبب انسحاب المليشيا، وإنما لأن الجيش كان قد سيطر وفق خطط مدروسة على الأماكن الحاكمة والأوكار الصعبة التي كان بها وجود مقدر للمليشيا، الأمر الذي سهل للجيش دخول المناطق الأخرى، مستدلين على ذلك بالمعارك الشرسة التي خاضها الجيش من أجل ربط سلاح الإشارة، حدث ذلك لأن الجيش يدرك أن هذا الربط يقود لتحرير المدينة، وهو ما حدث فعلاً بأقل الخسائر، من هذا المنطلق يُفسر مراقبون تحرير مدينة بحري كخطوة جبارة في طريق تحرير مدينة الخرطوم، والتي تبدأ بالسيطرة على القصر الجمهوري.
نافلة القول أن تحرير بحري، الذي أعلنه الجيش أمس، سيمثل رأس الرمح في معركة تحرير كامل ولاية الخرطوم، التي قد لا تتجاوز بحسب مراقبين شهراً واحداً، نظراً لتفاصيل كثيرة أبرزها الروح المعنوية العالية للجيش والرعب الذي يلف عناصر المليشيا، ذلك الرعب الذي دفعهم للهرب بشكل هستيري ناحية جبل أولياء ودفع ملايين الجنيهات للعبور للضفة الأخرى، معلنين دون إعلان نهاية أحلام آل دقلو في حكم السودان.
نقلا عن “أصداء سودانية”