عبدالعظيم عوض
*ونحن صغار ماكنا نعرف من الأوطان غير بحري وحيها العريق المنسوب تبركا لأسم الشيخ حمد ود أم مريوم حلة حمد ، لاحقا تعرفنا على بقية السودان والدنيا من خلال مناهج الجغرافيا التي وضعها عباقرة تعليم ذلك الزمان ، فزرنا القولد و بابنوسة ويامبيو وغيرها من مدن السودان الواسع ونحن في مقاعدنا داخل الفصول ، بل تعرفنا على كل العالم من خلال ذلك المنهج العبقري المتفرد.
*بحري التي دنست أرضها الطيبة مليشيا آل دقلو الإرهابية مثلها مثل كثير من مدن السودان ، تشهد حاليا ملاحم بطولية بقيادة فرسان قواتنا المسلحة بدأت منذ فجر يوم السبت الماضي ولن تنتهى بإذن الله إلا بتنظيف المدينة من رجس الخونة والعملاء ، شاركَت في تلك الملاحم البطولية كل وحدات القوات المسلحة بما في ذلك الطيران والمدفعية ، إضافة الي قوات المشتركة والعمل الخاص والمجاهدين من شباب المدينة.
*بدأ الهجوم على حصون المرتزقة وفق خطة محكمة وفي وقت كان فيه الكل يتحدث عن حصار مدني ودنو أجل تحريرها، وبدا الأمر كمن يرمي الإشارة شمالا ثم يتجه جنوبا بعكس التوقعات ، لذلك كانت المفاجأة التي أربكت دفاعات العدو وجعلته يتخبط ويولي من نجا منهم الأدبار.
*تمكنت قواتنا على أثر هذا الهجوم المباغت من تحرير ما تبقي من مناطق شمبات وشرقا تم تطهير مناطق السامراب والعِزبة وقد كانتا من الاوكار المهمة للمليشيا كما تم تحرير منطقة كافوري وتتجه قواتنا حاليا شرقا لتنظيف كل مدن شرق النيل.
*معلوم أن منطقة بحري بموقعها الاستراتيجي بحسبانها قاعدة مثلث ماكان يعرف بالعاصمة المثلثة مابين الخرطوم وأم درمان وفيها اكبر معسكرات العدو في موقع سلاح المظلات … نعم سلاح المظلات الذي انتُزِع يوما ما من ايام الفوضى والغفلة وتم تسليمه لمليشيا الدعم السريع ليصبح إحدى البؤر التي انطلقت منها المليشيا لاحتلال بيوت مواطني بحري وترويع الآمنين بعد أن كانت إحدى أهم نقاط الدفاع الوطني ليس عن بحري فقط بل كل العاصمة.
*ويذكر أهالي بحري قصة أرض المظلات هذه التي خصصتها بلدية بحري لسلاح المظلات عند نشأته منتصف الستينات ، بعد أن اخلتها شركة ريكي الإيطالية بمجرد فراغها من إنشاء كبري شمبات ، حيث كانت مقرا مؤقتا لمكاتب الشركة ومستودعاتها ، بالإيجار من اصحابها أسرة اسطفانوس مقار ، ورات بلدية بحري أن تستجيب لطلب القوات المسلحة لتكون مقرا للسلاح الجديد علي أن يتم تعويض ملاك الحيازة لاحقا ، لكن تسارع الأحداث بعد ذلك في مايو 69 التي كانت المظلات احدى منظوماتها الضاربة جمدت إجراءات التعويض المستحق.
*جالت تلك الذكريات البحراوية بخاطري وانا اتابع انتصارات جيشنا الباسل في بحري ، آملا أن تكون منطقة المظلات الوكر الرئيسي للمليشيا قد تم تحريرها تمهيدا لعودة المظلات الي موقعها الذي اختارته لها بلدية بحرى وما كانت تعلم انه سيأتي يوم يسكن فيه الأوباش تلك الديار العزيزة في بحري الهادئة الوديعة التي وصفها شاعرها بأنها (بحري سرّ الهوى).
*وبحري بموقعها الفريد تعتبر بوابة تحرير كل الخرطوم وما تبقي من ام درمان, والنصر حليف أبطال جيشنا العظيم بحول الله.
نقلا عن موقع “أصداء سودانية”