رأي

ببساطة العلاقات مع مصر في ظل الحرب

د. عادل عبد العزيز الفكي

adilalfaki@hotmail.com

اسباب إتخاذ مصر قرارات متعلقة بتشديد الدخول اليها يعود بالأساس لإفرازات الحرب،  لقد أدت الحرب لإطلاق كل المساجين بالسودان، وفيهم مدانين في جرائم إرهابية، وجرائم قتل، وتجار مخدرات، وتجار أعضاء، وزعماء عصابات تهريب البشر، وغيرهم، من ذوي السوابق الخطيرة، وهؤلاء يعدون بالآلاف. وفي المعابر مع مصر ظهرت عصابات محترفة تزور ختم تأشيرة الدخول لمصر، وتبيع التأشيرات المزورة بمبالغ طائلة.

إزاء كل هذا لا يستطيع عاقل لوم مصر عما قامت به من إجراءات لتأمين نفسها.

هناك جانب آخر مهم وهو اتجاه مصر للتعامل الواقعي مع الاعداد الضخمة من القادمين من السودان تحت وطأة الحرب كلاجئين وليسوا كالسابق سياح، هذا يمنح مصر فرصة الاستفادة من المعونات الإنسانية الدولية التي تقدم للاجئين، علماً بأن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة طلبت 3 مليار دولار للمساعدات الإنسانية للسودان، من الطبيعي أن تطلب مصر جزء منها لترميم الأضرار الناجمة عن 175 الف قادم جديد، فضلاً عن 5 ملايين سوداني مقيمين أصلاً بمصر .

هل تتضرر مصر من موقفها حيال السودانيين العابرين إليها؟  أرى عدم الركون لما يثار احياناً في الوسائط أن مصر تعتمد على السودان في الغذاء، وأنها ستجوع في حالة منع السودان التصدير اليها، هذا فهم قاصر، مصر لا تعتمد إطلاقاً على السودان في الغذاء، إنها تنتج جزءً كبيراً من غذائها من أراضيها، وتستورد من الخارج بقيمة 100 مليار دولار، واستيرادها من السودان نصف مليار دولار، أي أن تأثيرنا عليها يساوي نصف بالمائة من مائة بالمائة.

إن القول بأن مصر تعتمد علينا في غذاءها، وفي صناعتها التحويلية، أوهام يجب أن نبعد عنها، علينا أن نبني على الاستراتيجي، حيث من مصلحة مصر والسودان أن يكونا سنداً لبعضهما البعض، ويمكن للسودان في المستقبل، وليس الآن، أن يكون مصدراً للغذاء  لمصر، فيما لو تمكنا من استثمار مواردنا الطبيعية الهائلة من خلال التعاون والمصلحة المشتركة مع كثير من الدول وعلى رأسها مصر .

نناشد فخامة الرئيس السيسي إعادة النظر في جانب من القرارات الاخيرة، واعني هنا تحديداً القرارات المتعلقة بالسودانيين من كبار السن والنساء والأطفال، فضلاً عن المقيمين إقامة شرعية في دول أخرى، أو لهم تأشيرات دخول لدول أخرى، فهذه الفئات تستحق أن يتم تسهيل إجراءات دخولها لمصر حتى لا تتجه للخروج عبر دول أخرى. والله الموفق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى