باكستان تجبر عشرات الآلاف من اللاجئين الأفغان على مغادرة العاصمة
![](https://i0.wp.com/alahdaathnews.com/wp-content/uploads/2025/02/IMG-20250208-WA0009.jpg?fit=1280%2C853&ssl=1)
أصدرت الحكومة الباكستانية قراراً يُلزم عشرات الآلاف من اللاجئين الأفغان بمغادرة العاصمة إسلام آباد والمناطق المحيطة بها بحلول 31 مارس. جاء هذا القرار بعد أيام من تعليق الرئيس الأميركي دونالد ترمب لبرنامج قبول اللاجئين في الولايات المتحدة، مما زاد من حالة عدم اليقين لدى هؤلاء اللاجئين، بحسب تقرير لـ«نيويورك تايمز»، الجمعة.
وتدفقت أعداد كبيرة من اللاجئين الأفغان إلى إسلام آباد وروالبندي نظراً لوجود السفارات والوكالات الدولية المعنية باللاجئين هناك. وتسعى الحكومة الباكستانية من خلال هذا القرار إلى الضغط على الدول الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة، لتسريع عملية إعادة توطين اللاجئين.
ووفقاً لإعلان الحكومة الباكستانية الصادر الأسبوع الماضي، فإن اللاجئين الذين لا يتمكنون من العثور على بلد يستقبلهم سيجري ترحيلهم إلى أفغانستان التي تسيطر عليها «حركة طالبان»، من دون تحديد إطار زمني واضح لعملية الترحيل بعد انقضاء المهلة المحددة التي ستتبع الموعد النهائي في 31 مارس.
أثار هذا القرار قلقاً واسعاً بين اللاجئين، لا سيما بين 15 ألف شخص تقدموا بطلبات لإعادة التوطين في الولايات المتحدة. ويأتي هذا في ظل تعليق إدارة ترمب استقبال اللاجئين، مما زاد من مخاوفهم بشأن مستقبلهم.
يُذكر أن عدداً من هؤلاء الأفغان عملوا مع البعثة التي قادتها الولايات المتحدة في بلادهم، أو مع منظمات غير حكومية أو وكالات أخرى ممولة من دول غربية قبل أن تستولي «حركة طالبان» على السلطة في أغسطس 2021. ويشمل ذلك أيضاً أقارب الأفغان الذين كانوا يعملون مع هذه الجهات.
وقد حذّرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة من أن الترحيل قد يعرض الكثير من الفئات المستضعفة، مثل الأقليات العرقية والدينية، والنساء والفتيات، والصحافيين، ونشطاء حقوق الإنسان، والفنانين، إلى مخاطر الاضطهاد من قِبَل نظام «طالبان». وفي بيان مشترك، دعت المنظمتان السلطات الباكستانية إلى مراعاة معايير حقوق الإنسان في تنفيذ هذا القرار.
سارة أحمدي، البالغة من العمر 26 عاماً، طالبة سابقة في كلية الصحافة بجامعة كابُل، أعربت عن خوفها الشديد من العودة إلى أفغانستان. وقالت: «لقد خاطرنا بكل شيء لمغادرة أفغانستان، لكن هذا القرار يجعل خوفنا واقعاً».
كانت والدتها تعمل في منظمة غير حكومية ممولة من الولايات المتحدة تدعى «أطفال في أزمة». وصل أفراد أسرتها الستة إلى إسلام آباد في نوفمبر 2021، على أمل إعادة توطينهم في الولايات المتحدة. إلا أن تعليق ترمب لبرنامج قبول اللاجئين وإعلان الحكومة الباكستانية الأخير عمّقا معاناتهم.
وأعلنت وزارة الخارجية الباكستانية أن نحو 80 ألف لاجئ أفغاني غادروا البلاد إلى دول أخرى، بينما لا يزال نحو 40 ألفاً بانتظار إعادة التوطين. ومن بين هؤلاء، هناك 15 ألف شخص كانوا ينتظرون موافقة برنامج اللاجئين الأميركي عندما تم تعليقه في 27 يناير.
وقد شهدت الأشهر الأخيرة ارتفاعاً في عمليات الاعتقال والترحيل بحق اللاجئين الأفغان في إسلام آباد وروالبندي، حيث تم ترحيل أكثر من 800 شخص، بمن فيهم أطفال، منذ بداية العام.
تتهم الحكومة الباكستانية «حركة طالبان» بإيواء مسلحين ينفذون هجمات عبر الحدود، بينما تتهم اللاجئين الأفغان بالتورط في أنشطة إرهابية، وهو ما تنفيه «حركة طالبان».
تعاني الكثير من العائلات الأفغانية من ارتفاع تكاليف المعيشة والمضايقات الأمنية في باكستان. تحكي سارة أحمدي عن حادثة اقتحام الشرطة لمنزلها في منتصف الليل، وتعاملهم الخشن مع أفراد أسرتها، واصفة التجربة بأنها «مرعبة».
وتختتم حديثها بحزن: «لقد عشنا في أفغانستان لعقدين، ثم فقدنا كل شيء في يوم واحد. كنا نأمل أن نبدأ حياة جديدة في الولايات المتحدة، لكن يبدو أنها قد تخلّت عنا».