باحث أمريكي: الإمارات تمارس النفاق في مواقفها تجاه حرب السودان

 

الأحداث – متابعات 

اتهم الباحث الأميركي المتخصص في الشأن السوداني، إيريك ريفز، دولة الإمارات العربية المتحدة بممارسة ما وصفه بـ”النفاق المذهل” في مواقفها الأخيرة تجاه الحرب في السودان، وذلك بعد أن انضمت أبوظبي إلى دول أخرى في الدعوة لوقف “تأجيج الصراع، ولا سيما عبر تزويد الأطراف بالمعدات العسكرية والدعم المالي”.

وقال ريفز، في تغريدة على منصة إكس، الخميس، إن هذه الدعوة تفتقر إلى المصداقية طالما أن الإمارات نفسها تُعتبر ـ وفق تقارير صحفية وحقوقية دولية ـ الداعم الأبرز لمليشيا الدعم السريع المتهمة بارتكاب جرائم إبادة جماعية وانتهاكات واسعة ضد المدنيين.

وأشار إلى تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز في 21 سبتمبر 2024، والذي وثّق دور الإمارات في دعم قوات الدعم السريع خلال حصارها الوحشي لمدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، وهو الحصار الذي أدى إلى تفاقم الكارثة الإنسانية على مدى أكثر من عام. وأضاف أن مجرد “الحث” الأممي على وقف تدفق السلاح لا جدوى له إذا كانت إحدى الدول التي تطلق هذه الدعوات متورطة بالذات في خرق قرار مجلس الأمن رقم 1556، الصادر عام 2004، والذي يحظر توريد السلاح إلى الأطراف المتحاربة في دارفور.

 

ولفت ريفز إلى أن منظمات حقوقية كبرى لم تتردد في تسمية الإمارات بشكل صريح. فقد كشفت منظمة العفو الدولية في تحقيق نشرته بتاريخ 8 مايو 2025، أن أسلحة صينية متطورة وصلت إلى قوات الدعم السريع عبر الإمارات، في خرق واضح للحظر الدولي على السلاح المفروض على السودان.

ويأتي هذا الاتهام في ظل تصاعد الانتقادات الدولية للدور الإماراتي في النزاع السوداني، حيث تواجه أبوظبي اتهامات متكررة باستخدام نفوذها المالي والسياسي لتعزيز طرف بعينه في الحرب، ما يقوّض فرص التوصل إلى تسوية سلمية ويعمّق الأزمة الإنسانية.

وبحسب محللين، فإن تجاهل تسمية الدول المتورطة بشكل مباشر في تزويد الأطراف المتحاربة بالسلاح يفرغ بيانات الأمم المتحدة من مضمونها، ويمنح غطاءً سياسياً لاستمرار الانتهاكات الميدانية، وهو ما يعمّق المأساة التي يعيشها ملايين المدنيين السودانيين.

Exit mobile version