انهيار الفاشر في ساعات صامتة: تشويش مجهول يقطع الاتصالات ويفكك الدفاعات قبل سقوط المدينة

الاحداث-متابعات
كشف تحقيق موسّع نشره موقع Middle East Eye عن تفاصيل خطيرة بشأن سقوط مدينة الفاشر في أواخر أكتوبر، موضحًا أن الدفاعات انهارت خلال ساعات قليلة بعد قطع شامل ومفاجئ للاتصالات وتشويش إلكتروني معقد عطّل كل وسائل التواصل بين القوات الحكومية وقادتها.
وبحسب شهادات جنود وقادة ميدانيين، فقد تعطلت في يوم 26 أكتوبر جميع أجهزة الاتصال، من الراديو إلى هواتف الثريا وخدمة “ستارلينك”، بالتزامن مع هجوم واسع شنته قوات الدعم السريع على خمسة محاور بقيادة عبد الرحيم دقلو.
قالت المصادر إن غرفة العمليات فقدت الاتصال تمامًا بخرطوم وبالقوات الأمامية، ما أجبر القادة على اتخاذ قرار الانسحاب ليلاً، لكن الأوامر لم تصل لمعظم الجنود الذين تُركوا يقاتلون دون دعم، فسقط الكثير منهم بين قتيل ومفقود.
ورغم شبكة دفاع متعددة الطبقات من خنادق وأنفاق ووحدات مسيّرة دفاعية، نجح الدعم السريع في اختراق النظام الدفاعي، فيما رصد المقاتلون أنظمة تشويش وتحكم في الاتصالات وطائرات مسيّرة يُعتقد أنها قدمت من الإمارات، ما رجّح كفة الهجوم وأفشل خطة كانت تعتمد على استدراج المهاجمين داخل الفرقة السادسة لضربهم.
وأكد مدنيون وناجون وقوع مجازر وانتهاكات واسعة عقب سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة المحاصرة منذ 18 شهرًا، بينما غادرت القيادات الميدانية الفاشر بعد تأمين انسحابها وإخلاء الأسلحة الثقيلة.
ويشير التقرير إلى أن الحرب الإلكترونية أصبحت عنصرًا حاسمًا في المعركة السودانية، وسط اتهامات متصاعدة بتورط أطراف إقليمية في دعم الدعم السريع، ما يجعل سقوط الفاشر لحظة محورية في مسار الصراع وميزان القوى في دارفور



