بسم الله الرحمن الرحيم
إلى أبطال السودان أصحاب الصبر والعزة،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
ألف ألف مبروك هذا النصر العظيم،
وما النصرُ إلا من عند الله،
وما النصرُ إلا صبرُ ساعة،
وقد صبرتم، واحتسبتم، وقدمتم أغلى ما تملكون — فلذات الأكباد، فداءً للوطن، ونصرةً للحق، ورفعةً للكرامة.
منذ أن بدأت هذه المعركة، أيقنّا أنها ليست كغيرها،
هي معركة بين الحق والباطل،
معركة كُتِب فيها النصر لمن ثبت وصبر،
وها أنتم اليوم، تُسطرون أروع فصول المجد.
الخرطوم تزهر من جديد،
وتشرق شمسها على وطن يتجدد،
تنهض من بين الركام،
وتعود كما عهدناها — أرض الكرم، أرض الأبطال، وأرض القيم والثبات.
لقد هزّت مشاعرنا تلك اللحظات التاريخية،
حين سجد القائد، فخامة الرئيس الفريق أول عبد الفتاح البرهان،
سجدة الشكر لله في مطار الخرطوم،
فكانت سجدة نصرٍ، وشهادة صِدقٍ، وركعة وفاءٍ لكل قطرة دم طاهرة روت تراب هذا الوطن العظيم.
لكم مني أجمل التهاني، وأصدق المشاعر،
بهذا النصر المشرّف،
وبعودة الخرطوم إلى حضن الوطن،
ولا أقول إلا:
اشتقنا إليكِ يا خرطوم… رغم الجراح،
واشتقنا لبطولات أبنائك الذين كتبوا التاريخ بدمائهم الطاهرة.
رحم الله شهداء السودان،
الذين رحلوا من أجل الكرامة — رأس المال الحقيقي الذي لا يعادله مال،
وبهم، ومن بعدهم، تُبنى الأوطان وتُخلّد الأجيال.
كل التقدير والاحترام،
أخوكم ومحب السودان الأبدي،
د. عبدالله الدوسري
26-3-2025
