بابكر إسماعيل
يصادف اليوم ١٩ يوليو الذكرى الرابعة والخمسين للمحاولة الانقلابية الفاشلة التي قام بها الحزب الشيوعي وتحالف أحزاب اليسار (البعثي والناصري والقوميين العرب) للاستيلاء على السلطة في السودان .. ودامت المحاولة ثلاثة أيام قاموا فيها بارتكاب مجزرة بيض الضيافة حيث صفّوا بدم بارد كل ضباط الأبُلْدا الأسرى لديهم ببيت الضيافة وما أشبه الليلة بالبارحة .. وربما نعود لذلك في مقال منفصل ..
المهام التي تنتظر حكومة الدكتور كامل إدريس الانتقالية هي مهام جليلة وعديدة ولكن نلخص أهمها في النقاط أدناه:
١// قيام حملات أمنية وصحية لجمع مخلفات الحرب والجثث وحملات رش المطهرات وإصحاح البيئة وعودة الوزارات إلى مقارها بالخرطوم وإصلاح خدمات المياه والكهرباء والصحة وعودة الخدمات الشرطية والمصرفية
٢/ تفويج النازحين من الحرب إلى مدنهم وقراهم وبيوتهم وإعانة اللاجئين بالخارج ليعودوا إلى حضن الوطن .. مع إعطاء أولوية العودة لمحليات الخرطوم وجبل الأولياء وبحري وشرق النيل.
٣/ عودة الجامعات وفتح المدارس في خلال ثلاثة أشهر من الآن (بحلول أكتوبر ٢٠٢٥) وفي خلال هذه الفترة تكون قد أقيمت كل امتحانات الشهادة المؤجلة كما وتُوجَّه إدارات الجامعات بالعمل بنظام دوامين صباحي ومسائي مع إلغاء عطلة السبت .. على أن يتم العوض المالي المناسب لأساتذة الجامعات وإلزام كل الجامعات الحكومية والخاصة بتأسيس نظام التدريس الإلكتروني ورقمنة الخدمات والمكتبات الخ .. وكذلك توجيه كل الجامعات التي انتقلت إلى خارج السودان بالعودة إلى مقارها في خلال ٦ أشهر من الآن. وتشجيع قيام روابط الخريجين alumni) ليساهموا في إعمار جامعاتهم والتواصل مع اليونسكو والدول الصديقة للمساهمة في إعادة إعمار وتأهيل الجامعات السودانية.
٤/ تكوين لجنة قومية عليا لإنجاح الموسم الزراعي الحالي وتخصيص محفظة نقدية لتمويل الموسم الزراعي وتوفير المعينات من وقود وتقاوى وآليات زراعية وإعطاء الأولوية في التمويل لزراعة القمح والذرة وتأمين مناطق إنتاج الزراعة المطرية وتوجيه مزارعي مشروع الجزيرة وامتداد المناقل لإعطاء الأولوية لزراعة القمح والذرة على أن يخصص محصول هذا العام من الذرة والقمح للاستهلاك المحلي وما يفيض يتم تخزينه كمخرون استراتيجي.
٥/ إنشاء صندوق إعادة إعمار السودان بتمويل من الدول الصديقة والصناديق الدولية ومساهمات المغتربين ورجال الأعمال وفرض ضريبة تعدين بتوريد نسبة ٢٠٪ من الذهب المستخلص من كل الأراضي السودانية (في القطاعين الأهلي والشركات) لصالح صندوق إعمار السودان واعتماد دمغة إعادة الإعمار على كل الخدمات الحكومية (قيمتها ١٠ جنيهات) بقوم صندوق إعادة الإعمار بتمويل إعادة تأهيل المنشآت الصحية والتعليمية والصناعية وأصحاب الحرف اليدوية والأعمال الصغيرة عبر قروض ميسرة تسترد خلال ٥ أعوام وتقديم منح نقدية لتعويض المتضررين من عامة الشعب وعلاج الجرحي وإعالة أسر الشهداء
٦/ إصلاح وتأمين الطرق القومية خاصة التي تربط مواقع الانتاج بالميناء (طرق الصادر العابرة للولايات) خاصة طريق الصادرات (أمدرمان – بارا) بعد تحرير مدينة بار وطريق شريان الشمال وطريق عطبرة – هيا – بورتسودان .. وأقترح كذلك توقيع اتفاق جمركي مع جمهورية مصر العربية على استخدام الموانيء المصرية بدون أعباء جمركية إضافية وذلك لمدة ستة أشهر إلى عام ..لحين إعادة تأهيل ميناء بورتسودان والطرق القومية الكبري .. وطرح عطاء لبناء ميناء أبو عمامة أو إيجاد تمويل استثماري عن طريق نظام البوت التشغيلي من بعض الدول الصديقة (قطر وتركيا على سبيل المثال)
وإعادة تأهيل مطار الخرطوم الدولي والسعي للحصول على قروض لبناء مطار الخرطوم الجديد وبناء مطارات جديدة تعرض لنظام البوت التشغيلي وذلك بمدن مدني والقضارف والدمازين والأبيض وحلفا ومروي وزالنجي والضعين (الأخيرين بعد التحرير) وتأهيل مطارات عطبرة ودنقلا والأبيض وكسلا وبورسودان والفاشر ونيالا والجنينة (الأخيرين بعد التحرير).
٧/ الحملة القومية لمكافحة الفقر: وهي خطة عشرية مصممة لمكافحة الفقر في السودان وإقامة دولة الكفاية والرفاه باستحداث مشاريع قومية لهذا الغرض وسنفصلها في مقال منفصل لاحق.
٨/ إعادة دمج وتأهيل القوات المساندة لقواتنا المسلحة في حرب الكرامة وإنشاء قوات احتياط دائمة من القادرين على حمل السلاح من عمر ١٨ إلى ٥٠ عاماً من الجنسين وإخراج معسكرات الجيش والمنشآت العسكرية خارج المدن وإنشاء شبكة رادار حديثة تغطي كل أجواء السودان وإنشاء منظومة دفاع جوي حديثة وتكوين سلاح الحدود وتزويده بالمعينات اللازمة من المركبات السريعة ومناظير الرؤية الليلية والشبكات الاستخبارية المحلية
كما أدعو لتأمين المدن السودانية من خطر انهيار سد النهضة بحفر مسار طواريء احتياطي للنيل الأزرق (تنفيس) بعمق يستوعب كميات المياه المتدفقة من السد ويمكن إعادة توجيهها إلى المناطق غير المأهولة أو إعادة استيعابها في حوض المياه الجوفيه السوداني
٩/ إعادة تأهيل الخدمة المدنية وتخفيض القوة العاملة وإعادة توزيعها على ولايات السودان ورقمنة الخدمات والتحصيل ومحاربة الفساد والواسطة والمحسوبية واعتماد نظام الاختيار الوظيفي الإلكتروني يدار عبر بيوت خبرة معتمدة وبإشراف اتحاد الجامعات السودانية.
١٠/ ضبط الوجود الأجنبي عبر الضبط الإلكتروني والجوي للحدود وعدم إعطاء تصريح عمل للأجانب إلا في الوظائف التي لا يوجد من يقوم بها من السودانيين وإصدار عقوبات رادعة على أصحاب العمل المخالفين مع فرض رسوم إقامة شهرية على الأجانب وإعفاء المصريين والإريتريين ومواطني دولة جنوب السودان من هذه الرسوم تقديراً لدورهم في إيواء مواطنيننا في فترة الحرب. وكذلك إنشاء وحدة شرطية وأمنية للضبط وتسجيل ومراقبة الوجود الأجنبي بالسودان .
فائمة المهام لا تنتهي وما ذكرته قابل للزيادة والتعديل والاستدراك .. ونسأل الرفعة والسمو لبلدنا الغالية
