عبد الله علي إبراهيم
قال النور حمد في الفيديو أدناه أنه سبق أن التمس من الكيزان أن يبتعدوا عن الفترة الانتقالية ويعدوا نفسهم لما بعدها وأنه نشر ذلك في سودانايل لمن يريد مطالعته.
قال قلت لهم” اعقلوا. اقبلوا بالفترة الانتقالية. خلوها تمر سنتين ثلاثة تنتهي تعالو راجعين. وانتو عندكم القروش، وعندكم الأمن، وعندكم التنظيم، وقعدتو ثلاثين سنة، وعندكم قواعدكم في كل السودان، وما في زول بشتغل قدركم. تعالو نظمو نفسكم وتعالوا ببرامجكم وأدعو الناس للانتخابات. (لكين الكيزان) ما بخلو الفترة الانتقالية تنتهي (يعني زي) كيف تشيلونا من السلطة!”
بدا لي أن النور حمد وقع بعبارته هنا في حبائل “صفقة فاوست”. صفقة فاوتس هي صفقة يعقدها المرء مع فاوست-الشيطان يبذل للشيطان-فاوست إشراقة من القيم الأخلاقية او الروحية لقاء منحه، في جانبه من الصفقة، بعض متع الحياة الدنيا مثل الحكم الآمن الناعم بلا ضرر ولا ضرار (فاوست مسرحية شعرية لجوته الألماني).
فعرض النور على الكيزان صفقة تنازل فيها عن القيام بواجب حمل التغيير بعد الثورة إلى غاياته كما ينبغي لثوري لقاء أن يأذنوا له بفترة انتقالية ناعمة يرتبها من موقع السلطان ووجاهته وجاهه كما اتفق له. واختلفت صفقة النور عن صفقة فاوست في أمر جلل: لم يقبل الشيطان بعرضه فأصلى الثورة ناراً وجاء بالنور ملوماً حسيراً.
ولا أعرف أن قبلت الثورة المضادة، التي يمثلها الكيزان هنا، في التاريخ بمثل العرض الذي بذله النور لهم.
فالشيطان نفسه يتعفف عن مثلها.
حكى حسين خوجلي عن أمدرماني حريف كنكان 14. كان إذا غلب خصمه قال: “قوم لف انت هاوي ساكت”. فصارت مثلاً عمن لا يحسن ما انتدب نفسه لعمله.
وما نرى من عبارة النور أعلاه إلا أنها مما لا يصدر إلا من هواة سياسية ثورية. وكانت قحت كذلك. وحلت الندامة.
أدمنا الفشل.
