النور حمد.. شاهد زور في خدمة المليشيا!
![](https://i0.wp.com/alahdaathnews.com/wp-content/uploads/2024/11/%D8%B6%D9%8A%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86-%D8%A8%D9%84%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A.jpg?fit=613%2C633&ssl=1)
ضياء الدين بلال
عندما يتحدث النور حمد عن الحرب في السودان، فإنه لا يتحدث بلسان المثقف صاحب الضمير الوطني، بل بلسان شاهد زور متطوع في خدمة مليشيا متوحشة، يراوغ، ويضلِّل، ويجمِّل القبح بأدوات اللغة والتلاعب بالمفاهيم.
لم نسمع منه كلمة إدانة واضحة لجرائم الدعم السريع، رغم أن العالم كله شاهد على مجازرهم.
لم يتحدث عن مذابح غرب دارفور، وود النورة، والهلالية، ولا عن المدن والقرى الآمنة التي اجتاحتها المليشيا نهبًا وقتلًا واغتصابًا.
ولكنه، ببجاحة مثيرة للغثيان، لا يتوانى عن إلقاء اللوم على الجيش، وكأن الضحايا في سوق صابرين، والمستشفى السعودي، ومعسكر زمزم، سقطوا بقصف قوة خفية، لا بفعل المليشيا التي يدافع عنها!
هذا ليس قولًا لوجه الحقيقة، بل تواطؤٌ مع الجناة وداعميهم.
وليست هذه مجرد وجهة نظر، بل انحيازٌ آثمٌ إلى القتلة، وانعدامٌ كاملٌ للضمير الوطني والنخوة السودانية.
المثقف الحقيقي لا يكون بوقًا لمجرمي الحرب، ولا يمارس الانتقاء الانتهازي الجبان في إدانة العنف.
النور حمد اختار أن يكون شاهد زور، يكتب بمداد ملوث بدم الأبرياء، ويبيع الوهم لجمهورٍ لا يشتري منه شيئًا، ليس لأنه يعرف الحقيقةفقط، بل لأنه يعيشها.
وكأن الرجل ينتمي إلى بلد آخر، ليس له في السودان قريب أو صديق مسَّه عنف المليشيا!
النور لا يخون نفسه فحسب، بل يخون وطنه وأهله الذين أصابهم ما أصابهم من سوء وعذاب وتنكيل .
الخيانة ليست فقط أن تحمل السلاح ضد وطنك، بل أن تحمل القلم لتبرير الجرائم، وأن تصمت حين يكون الكلام مسؤولية أخلاقية وواجبًا لا مهرب منه.
والتاريخ لن ينسى… ولن يرحم المتواطئين بالصمت أمام جرائم المليشيا والخائنين لأوطانهم ومجتمعاتهم بشهادات الزور لتزيف الحقائق وتحريف الوقائع!