المليشيا تنهب طائرة…WFP

ما وراء الخبر

محمد وداعة

المليشيا تنهب طائرة…WFP

نهب الطائرة يمثل عدواناً على إحدى وكالات الأمم المتحدة الأكثر أهمية، وانتهاكاً لحصانة المنظمة الدولية

قبل الحرب حاولت المليشيات الحصول على طائرات مقاتلة ودربت طيارين في أثيوبيا

المليشيا حصلت على مسيرات ودرونات، وتحاول الحصول على مسيرات أكثر تطوراً

الإمارات وفرت مسيرات وقنوات مشفرة للسيطرة والقيادة

الجيش عينه على محاولات المليشيا لتطوير إمكانياتها في استخدام المسيرات

مقطع فيديو متداول لشاحنة تحمل طائرة عمودية تابعة لبرنامج الغذاء العالمي وذلك حسب الشعار المكتوب عليها، وهي وكالة تابعة للأمم المتحدة، كانت ولا زالت تقوم بدور مهم في توفير الغذاء لمناطق النزاعات في العالم، ولها دور مشهود في السودان منذ عقود، وقد تعرضت مستودعاتها للنهب بعد احتلال المليشيا للجزيرة، وأصدر البرنامج بياناً أشار فيه إلى أن المستودع كان يحتوي على مخزون يكفي لإطعام ما يقرب من 1.5 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد لمدة شهر واحد في الولاية، حيث أجبر الهجوم الجديد أكثر من 300 ألف شخص على الفرار، وشمل ذلك أغذية متخصصة تهدف إلى الوقاية ودعم علاج سوء التغذية لأكثر من 20 ألف طفل وامرأة حامل ومرضعة، وقال برنامج الأغذية العالمي إنه اضطر إلى وقف عمليات التوزيع مؤقتاً في ولاية الجزيرة في أعقاب الحادث، وأنه يعيد تشكيل استجابته الإنسانية حيث بدأ بعض عمليات التوزيع في الولايات الواقعة إلى الشرق، والتي لجأ إليها الأشخاص الفارون من الجزيرة.

الطائرة المنهوبة، طائرة مخصصة للاستخدام المدني، ولا يمكن أن تستخم عسكرياً، ويبدو أنها غير قادررة على الطيران وهذا يفسره حملها على شاحنة لمسافات طويلة، إن هذا الفعل يمثل عدواناً على إحدى وكالات الأمم المتحدة الأكثر أهمية، وانتهاكاً لحصانة المنظمة الدولية، هذا التصرف يعكس ولع وهلع المليشيا من الطائرات، حاولت المليشيا قبيل اندلاع الحرب الحصول على طائرات مقاتلة، ودربت طيارين في أثيوبيا، فضلاً عن حصولها على المسيرات.

منذ بداية الحرب في 15 أبريل سعت المليشيا للحصول على مسيرات أكثر تطوراً من الإمارات ومن فاغنر الروسية ووسطاء بيع الأسلحة الدوليين، وتشير المعلومات إلى قيامها مؤخراً بإعداد تجهيزات لاستخدام مسيرات هجومية. وبالرغم من أن هذه التجهيزات تعرضت للقصف والتدمير عدة مرات بواسطة سلاح الجو السوداني، إلا أن هذه المساعي لم تتوقف خاصة بعد توفير الإمارات قنوات مشفرة للسيطرة والقيادة، مع استمرار اتصالات المليشيا للحصول على طائرات مقاتلة.

يشير خبراء عسكريون إلى أن المسيرات التي حصل عليها الدعم السريع مؤخراً، تطير بسرعة 100 كلم / ساعة وتحمل متفجرات أقصاها 5 كيلوغرام ومدى الطيران 40 كلم، وهي سهلة القنص بواسطة وسائل الدفاع الجوي، أو بالتشويش عليها أو اختراقها وإنزالها، بينما يمتلك الجيش السوداني مسيرات متطورة قادرة على ضرب عدة أهداف فى المرة الواحدة مع قدرة على الاستطلاع والعمل ليلاً، وتقوم بمهام على مسافات تتجاوز 250 كلم.

بدون شك فإن الجيش عينه على محاولات المليشيا لتطوير إمكانياتها في استخدام المسيرات، وإجهاض هذه المحاولات بتدميرها فور دخولها للأراضي السودانية، والاستعداد الفني والتقني للتعامل مع أي شحنات فلتت من القصف الجوي، وبالفعل تم إبطال العديد من المحاولات.

8 أبريل 2024م

 

Exit mobile version