المليشيا تحرق مصفاة الجيلي و(7) مليارات دولار تقديرات تكلفتها الحالية

 

الأحداث – متابعات 

أقدمت مليشيا الدعم السريع المتمردة، صباح الخميس، على إحراق مصفاة الخرطوم بالجيلي وتدميرها في خطوة تضاف لسلسلة جرائمها الممنهجة لتدمير المرافق الحيوية في السودان، في وقت قدر مختصون تقييم تكلفة المصفاة في الوقت الحالي بنحو (7) مليارات دولار.

بيان الجيش :

وقال الجيش السوداني إن مليشيا الدعم السريع ومواصلة لسلوكها الإجرامي الحاقد على البلاد وشعبها وبعد أن ضيقت عليها القوات المسلحة الخناق بكل محاور القتال عمدت، صباح الخميس، على إحراق مصفاة الخرطوم بالجيلي في محاولة يائسة لتدمير بنيات السودان، بعد أن يئست من تحقيق أوهامها بالاستيلاء على مقدراته وأرضه.

وأضاف الجيش في بيان “يكشف هذا التصرف الحاقد مدى إجرام وانحطاط هذه المليشيا قيادةً وأفراداً ومساندين، ويوضح بجلاء مدى ضلوعها في إرتكاب كل أنواع الجرائم والانتهاكات غير المسبوقة في تاريخ الحروب بحق المواطن السوداني وممتلكاته، الأمر الذي يزيدنا عزماً على ملاحقتها في كل مكان حتى نطهر كل شبر من رجسهم ودناءتهم، ولنتفرغ بعدها بعون الله لإعادة أعمار كل ما دمرته أياديهم الآثمة بهذا البلد وشعبه”.

الحكومة ترد :

قال وزير الثقافة والإعلام الناطق الرسمي بإسم الحكومة خالد الإعيسر إن حرق مليشٓيا الدعم السريع المتمردة لمصفاة الخرطوم بالجيلي وغيره من استهداف المنشآت الحيوية ومنازل المواطنين لن يثني الحكومة عن مواصلة جهودها لاستئصال هذه الفئة الباغية من السودان.

وقال الإعيسر في بيان “تؤكد الحكومة أن ارتكاب المليشيا لهذا النوع من الجرائم، يمثل خرقاً فاضحاً للقانون الدولي الإنساني، واتفاقيات جنيف الخاصة بالمنشآت الحيوية.

وأضاف الوزير أن هذه العملية تأتي مواصلة لسلسلة الممارسات الإجرامية الممنهجة في تدمير المرافق الحيوية في السودان، وسبق أن دمرت محطات المياه والكهرباء والسدود والمستشفيات ومنازل المواطنين والمؤسسات الحكومية والمتاحف والمدارس والجامعات، وغيرها من المنشآت الحيوية.

الخارجية.. جريمة نكراء :

ودعت وزارة الخارجية السودانية المجتمع الدولي لإدانة إحراق المليشيا لمصفاة الجيلي.

وقالت الوزارة في بيان “تتمادى مليشيا الجنجويد في حرب العدوان التي تشنها على السودان شعبا، ودولة ومؤسسات وطنية وبني تحتية، مستغلة تساهل القوى الغربية والأمم المتحدة تجاهها وتجاه رعاتها الإقليميين، في هذا السياق تأتي الجريمة الشنيعة التي ارتكبتها المليشيا هذا الصباح بإحراق مصفاة الخرطوم بقري، بعد أن أيقنت أنها لن تقوى على البقاء فيها في ظل إحكام القوات المسلحة والقوات المساندة الحصار عليها، بعد أن تجاوزت حقول الألغام الهائلة التي زرعتها المليشيا حول المصفاة” .

وتابعت الوزارة :”نجدد الدعوة لكل أطراف المجتمع الدولي باتخاذ الموقف الأخلاقي الصحيح بإدانة هذه الجريمة البشعة ومعاقبة المليشيا الإرهابية ورعاتها”.

وأكدت الخارجية أن هذه الجريمة النكراء هي مسمار آخر في نعش المليشيا الإجرامية بعد سلسلة هزائمها الماحقة عسكريا وسياسيا وأخلاقيا. وأن الشعب السوداني الذي قدم نموذجا مبهرا في الصمود والجسارة قادر على تعويض كل ما فقده في الحرب التي فرضت عليه.

وأشارت الخارجية إلى أن هذه الجريمة الرعناء إضافة لكونها تعبير عن حالة اليأس والهزيمة التي تسيطر على المليشيا، لهي جريمة حرب واضحة المعالم وأحد أسوأ ضروب الإرهاب، كما أنها تأكيد على أن المليشيا تستهدف بشكل منهجي مقصود ركائز التنمية والخدمات الأساسية والحياة العصرية في البلاد، إذ سبقها استهداف محطات الكهرباء في مروي والشواك وسنار وسنجة ودنقلا وأم دباكر، وعدد لا يحصى من محطات المياه، والآليات وقنوات الري في مشروع الجزيرة ومصانع السكر في الجنيد وسنار والجسور، والجامعات والبنوك والمراكز التجارية والإقتصادية بالعاصمة وودمدني وسنجة ونيالا والفاشر والجنينة. وأضافت :”كل ذلك يرمي لإخلاء البلاد من أهلها، ضمن استراتيجية الإبادة الجماعية التي تنتهجها المليشيا”.

 

تفاصيل المصفاة :

وتقع مصفاة الخرطوم بمنطقة الجيلي نحو 70 كيلومتراً شمال الخرطوم بحري، وأنشئت المصفاة في العام 1997م، وبدأت عملياتها في العام 2000م.

وتعتبر المصفاة واحدة من أهم المنشآت النفطية وأكبر مصفاة لتكرير البترول بالبلاد،. ويتم تصدير الفائض منها عبر ميناء بشائر على ساحل البحر الأحمر بطول 1610 كيلومترات. كما ترتبط بآبار النفط في ولايات غرب وجنوب كردفان.

وكان إنتاج المصفاة يغطي 60‎% من احتياجات السودان من البنزين، و48‎% من احتياجات الجازولين “الديزل”، و50‎% من احتياجات غاز الطهي. فيما تنتج المصفاة في الظروف الطبيعية نحو 10 آلاف طن من الجازولين و4500 طن بنزين و800 ألف طن من غاز الطهي.

كانت تعمل بأقل من طاقتها القصوى والبالغة 100 ألف برميل في اليوم. وتوفر 45% من احتياجات البلاد من المنتجات النفطية التي تُعد الوقود الحيوي والمحرك الأساسي لقطاعات الزراعة، الصناعة، توليد الكهرباء، النقل والمخابز إضافةً لتغذية المصفاة لمصنع البتروكيماويات الملحق بالمصفاة بالغازات البترولية لإنتاج حبيبات البلاستيك التي ترفد الصناعات البلاستيكية بالبلاد بالمادة الخام وترتبط بآبار النفط في ولايات غرب وجنوب كردفان.

وأشارت مصادر إلى أن تقييم المصفاة بتكلفة اليوم لا تقل عن 7 مليارات دولار وتكلفتها عند توقيع عقدها في حدود المليار دولار وكانت المرحلة الأولى 100 الف برميل في اليوم وتكلفتها 650 مليون دولار . أما المرحلة الثانية فبلغت تكلفتها 50 الف برميل في اليوم وتكلفتها 350 مليون دولار.

Exit mobile version