الأحداث – وكالات
المتتبع لسرديات وروايات مليشيا الدعم السريع منذ اليوم الأول للحرب عبر الإعلام ووسائله المختلفة يجد أن استراتيجية ميليشيا الدعم السريع الإعلامية تعتمد على الإنكار وتزييف الحقائق بإتباع عدة تكتيكات مدروسة تهدف أول ما تهدف إلى تشتيت الانتباه عن الانتهاكات بإعادة صياغة الروايات لصالحها, هذه الاستراتيجية ليست جديدة، بل تستخدمها العديد من الجماعات المسلحة والمنظومة التي تسعى إلى التحكم في السرد الإعلامي وإتجاهاته ، في الايام الاخيرة ومع توالي الانتصارات على المليشيا ووصولها الى حافة الانهيار الكامل تصر المليشيا عبر وسائل الإعلام وتصريحات المتحدثين باسمها والمتعاونين معها على مواصلة الكذب والانكار.
إنكار الجرائم والفظائع:
رغم السيل المتواصل من الصور والفيديوهات و شهادات الناجين الموثقة تصر الميليشيا وبشكل مستمر على إنكار تورطها في المجازر والانتهاكات رغم الأدلة القاطعة, وقد لعب المتحدثون بإسم المليشيا دورا مهما في تثبيت الإنكار عبر فضائيات عالية المشاهدة خصوصا قناتي الجزيرة والعربية فضلا عن مجموعات من ناشطي المليشيا على وسائل التواصل الاجتماعي الذين يخدمون هذا الإتجاه, في بعض الحالات تحاول تحميل المسؤولية لأطراف أخرى، مثل القوات المسلحة السودانية والقوات المساندة لها وفي كثير من الأحوال يكون الاتهام مركز على كتائب الاسلاميين وفي هذا ضرب لأكثر من عصفور بحجر واحد.
مشروع المهمشين:
كما نجد أن واحدة من أهم سرديات المليشيا الإعلامية هي الترويج للدوافع المطلبية لخوض هذه الحرب بما يحول المليشيا من مجموعة انتهاكية ومنقلبة على السلطة بقوة السلاح ذات ارتباط بمشاريع خارجية إلى تصوير نفسها إلى ممثل للمهمشين لتعطي نفسها مشروعية المناضلين من أحل الحقوق وتستقطب مجموعات بالخداع يمكن ان يكونوا داعمين مرحليين لها في هذا العدوان.
وسائل التواصل الاجتماعي:
في اتجاه أهداف استراتيجية الإنكار والخداع لمليشيا نشر معلومات مضللة عبر حسابات موالية على فيسبوك وتويتر ومنصات أخرى عن طريق المشاهير والمؤثرين ثم منسوبي المليشيا من الجنود الخبيرين وكذلك الاستعانة بهواة أجانب عبر المال ، وفي جانب أخر وعبر ذات الأوعية الاجتماعية نجد منهج تضخيم الأخبار أو تحريفها لخلق تشويش حول الأحداث الحقيقية وجعل المتلقي إن كان معها او ضدها في حالة تشتت وعدم يقينية ، ويجي في هذا الإطار الاعتماد على فيديوهات قديمة أو معدلة لإعادة صياغة الحقائق وهذا يبدو في السجيلات الخاصة بزعيم المليشيا حيث يبدو ظاهرا للرائي الخبير بكمية التوليفات والقطع واللصق في المحتوى المنشور
وتر الصراعات الإثنية:
اللعب على وتر الصراعات العرقية والقبلية وهذا يتضح من خلال الطرق الإعلامي المتواصل بذات وسائل المليشيا على قضية الكنابي في ولاية الجزيرة برغم إن عدد القتلى في هذه الكنابي من المشتبهين بالتعاون معها اقل بكثير من ضحاياها في استهداف سوق صابرين في محلية ام درمان ، كما نجد ان تركيز زعيم المليشيا على ما قيل انهم ضحايا من جنوب السودان على الاعتذار لدولة جنوب السودان يدخل في اطار هذا الخداع الذي تكذبه الروح الاستعلائية لجنود المليشيا من عرب الصحراء ضد الزنوج.
الخداع الدولي:
ذات الاستراتيجية الاعلامية للمليشيا القائمة على الانكار والخداع تسعى لتقديم نفسها كطرف يسعى للسلام في المفاوضات، رغم استمرارها في ارتكاب الجرائم ، بل انها كثيرا من تستثمر إعلاميا باستغلال الأزمات الإنسانية لإظهارها كجهة مساعدة للمدنيين، بينما هي المتسبب الرئيسي في معاناتهم ، لكن هذه الأساليب، رغم فعاليتها المحدودة على المدى القصير، لا تصمد أمام التحقيقات المستقلة والأدلة الموثقة التي تكشف الحقيقة وان امكانيات المجتمع الدولي كفيلة بفضح هذا السلوك, لكن العقبة دوما في أن توازنات المجتمع الدولي ولهثه في تقديم مصالحه تجعل هذه الحقائق غير متاحة ولا تظهر في العلن إلا عندما تخدم تلك المصالح.
ترياق سموم الدعاية:
تدرك قوات الشعب المسلحة وكل الجبهات التي تقاتل هذ المليشيا إلى جانبها أن المعركة ليست فقط عسكرية، بل إعلامية ودبلوماسية أيضًا, لذلك يعتمد على استراتيجيات متوازنة تجمع بين الحسم العسكري وكشف الأكاذيب والتواصل مع الداخل والخارج، لضمان دحض مزاعم مليشيا الدعم السريع وفضح جرائمه أمام الرأي العام المحلي والدولي.
والطريق إلى محاربة سيل دعاية المليشيا يكون عبر تكثيف العمليات الميدانية وفرض الجيش سيطرته على المناطق الاستراتيجية التي تسيطر عليها الميليشيا، مما يقلل من قدرتها على نشر الدعاية الكاذبة, كما أن ضرب مراكز القيادة والتواصل يشل قدرتها على تنسيق المعلومات المضللة ويكشف التزييف الإعلامي بإصدار بيانات رسمية مضادة, يقوم الجيش السوداني بنشر تصريحات رسمية تفند ادعاءات الميليشيا وتوضح الحقائق بالمستندات والأدلة مع نشر فيديوهات وتقارير ميدانية, وإبراز الأدلة التي تثبت جرائم الميليشيا او تثبت الحاق الهزائم بها مع تسهيل التواصل مع القنوات العالمية والمؤسسات الحقوقية لنقل الصورة الحقيقية. بالإضافة إلى تفعيل منصات الجيش السوداني في نشر أخبار دقيقة عن سير المعارك والانتصارات، مع التركيز على فضح الدعاية الكاذبة.
نقلا عن “أصداء سودانية”