حوارات

المشروع القطري السوداني للآثار .. زيارة واجب

وكالات – هيثم صديق

رمى بي النزوح في بجراوية نهر النيل ولان المستقبل كان قاتما فلقد وددت أن أزور مراقد أجدادنا حيث بقيت اثارهم لقرون تطل على النهر والصحراء تشرب وتتحمل العطش في مزاوجة فريدة.
زرت اهرامات البجراوية فحزنت لحالها واهمالها…ابار وجداول لعمل مصدات خضراء من الرمال…لكن الرمل يطمرها، ثم هبت نسمة من جوارها فإذا حديقة مزهرة ومبان جميلة ومكان نظيف ..  هل سحرني ساحر من الاهرامات.
قالوا لي إن هذا المكان توأم لاخر في الشمالية بجبل البركل  (معسكر دوحة البركل) انشئا لايواء البعثات العاملة بالمشروع ويديرهما شخص يقال له طلال، عند أسوار المكان وقفت… ومن عسكره استأذنت وإلى دوحته دخلت وبمديره إلتقيت
…..
طلال عبد الله عباس النعمة خريج فندقة وسياحة من كلية الطيران هو الذي جعل هذا الجمال محلقا فوق القحل وفقر المعينات.
عند مكتبه جلست وكان الشاب مثل حديقة المكان يضوع بالادب والدراية والاتيكيت
….
*ماهذا المكان؟
هذا نتاج مبادرة قطرية لدعم التراث السوداني من مجلس أمناء هيئة متاحف قطر برعاية مباشرة من رئيسته الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني التي زارت السودان في سنوات سابقة.
وكان المشروع برئاسة الشيخ حسن بن محمد بن على آل ثاني نائب رئيس مجلس أمناء هيئة متاحف قطر ومن الجانب السوداني د.مصطفى عثمان إسماعيل مستشار الرئيس السابق عمر البشير في ذلك الوقت
وتم تعيين عبد الله النجار رئيسا تنفيذيا للمشروع.
وشمل البرنامج  في اوله تنفيذ عدد 40 بعثة اثرية مقسمة على نهر النيل والشمالية
تشمل اعمالها البحث والتنقيب والترميم والصيانة والحماية وتزويد المواقع بالخدمات الاساسية لتغطي كامل فترات التاريخ السوداني الممتدة لما قبل التاريخ بنحو 300 الف سنة وحتى القرن التاسع عشر الميلادي
*هذا مشروع ضخم جدا؟
نعم كان مفترض تكوين فريق عمل لدراسة الكتابات والنصوص المروية القديمة وهي واحدة من اللغات القديمة القليلة التي لم تفك شفرتها حتى الان
*وبالنسبة للمتاحف؟
خصص لها مشروعان يتم تمويلهما
اولهما إعادة تاهيل متحف السودان القومي والذي يعد من أقدم المتاحف في افريقيا  ويعود اول عرض له لبدايات القرن العشرين وموقعه الحالي في مقرن الخرطوم افتتح في العام 1971، وقد (كان) يحتوي على مائة ألف قطعة اثرية.

المشروع المخطط له ثانيا كان بناء متحف جديد في موقع النقعة وهو موقع من أكثر مواقع الحضارة المروية تميزا إمتد من القرن الرابع قبل الميلاد إلى القرن الرابع بعد الميلاد، وهل ضاع كل ذلك؟
نعشم ان لا يضيع وان يعود الدعم القطري وان يجد التراث السوداني ما يستحقه من إهتمام عالمي وداخلي فللاسف التسويق لاثارنا ضعيف جدا وإهتمام دولة قطر  كان يمكن ان يسلط الضوء ويعيد الالق لاقدم حضارة في التاريخ
*ماهي أسباب توقف المشروع؟
هي اسباب سياسية اولا بدات منذ القطيعة مابين الامارات والسعودية مع قطر فاختارت الانقاذ الوقوف مع الجانب غير القطري
*…
المنحة كانت في البدء لمصر وتحولت للسودان لكنها تعثرت
*من نفذ، هذا المكان الجميل
نفذته شركة مقاولات سودانية إسمها سفريان
*ومتى افتتح رسميا؟
كان ذلك في العام 2015 وكان افتتاح مبدئي وليس رسمي
*
كيف توقف ؟
جمد المشروع وقللت البعثات
*ما الجهة التي تشرف عليه؟
تحت إشراف متاحف السودان وكانت مدة المشروع مقترحة بخمس سنوات قابلة للتجديد يتم فيها تنفيذ المطلوب
ولكن وقع اختلاف فبينما كان من المفترض ان يكون الاشراف من وزارة السياحة  تم  من القصر الرئاسي مباشرة عوضا عن الاثار والسياحة
.. .
في العام 2019 جاء المدير التنفيذي لمتاحف قطر أحمد النملة ومدير المشروع القطري السوداني للاثار الباشمهندس عبد اللطيف الجسمي والمنسق السوداني صلاح محمد أحمد وحلوا بالديار القطرية في الخرطوم بحري وقرروا زيارة الموقع (معسكر دوحة مروي)
*إتصلوا بك كمدير؟
لا لم اكن مديرا  بل كنت مديرا للاغذية والمشروبات بمدينة مروي السياحية
انا في الاصل خريح فندقة وسياحة وقد زاروا مروي  واعجبوا بالتقديم والضيافة فاستعانوا بي في مبنى الشمالية كمساعد مدير
*ومن كان المدير؟
في الموقعين كانت الادارة لضباط شرطة بالمعاش والخدمات، كانت شركة خاصة فازت بعطاء والحراسة كانت لشركة اسوار
*عمل مكتمل؟
نعم كان عملا مبشرا لكن في 15 نوفمير 2016 توقف السكن وقللت البعثات
وحلت شرطة السياحة مكان الشركة الامنية
*ثم…
قبل الكرونا في ديسمبر 2019 جاء السفير القطري والملحق الثقافي  لزيارة المكان تزامنا مع رئاسة المستشار  الالماني للخرطوم  في اليوم العالمي للاثار رفقة رئيس الوزراء انذاك عبد الله حمدوك ووزير الثقافة فيصل محمد صالح
ولقد استعجب السفير والقنصل من وجود المكان بذات البهاء وقد توقف الدعم  وكنت قد قمت بحلول إسعافية لضمان المحافظة على المكان لشراء الكهرباء ووقود العربة ورواتب العاملات الاربع والبستاني الوحيد
*هل تقصد أن هذا العمل لبستاني واحد؟
نعم هو محمد إلتقيت به من سكان المنطقة واربع سيدات من الجوار يقمن بالنظافة(رايت المدير يساعدهن بالتنظيف )

كيف أصبحت مديرا للمكان؟

* كان يدير هذا المكان اللواء معاش شرطة محمد احمد السيد ويعاونه المقدم صلاح السر وكنت انا في المبني الاخر في جبل البركل وكان مخضرا عكس هذا الذي أصبح قاحلا واجردا فطلب مني عند زيارة الشيخة موزة 2017 أن أكون في هذا المكان  وقد اشترطت أن اكون المسؤول الاول فتم الامر  لاني كنت مقيم بالموقع وكان المديرين السابقين يزورونه بين الفينة والاخرى وذلك بتوصية المنسق العام

* تم الاجتماع بنا في وزارة الثقافة والاعلام والسياحة بحضور الوزير انذاك  فيصل ووكيل الوزارة رشيد سعيد والمدير التنفيذي لمتاحف قطر ومدير المشروع القطري السوداني اشترطت الحكومة ان يكون المشروع تحت إشراف وزارة الثقافة ورفض الطلب من قبل القطريين

والموقع الاخر؟

* تدهور حال المعسكر بصورة كبيرة وصل خبر ذلك للدوحة التي إتصلت بالسفير الذي طلب مني الذهاب للوقوف على الاوضاع فطالبت بتفويض اعطي لي وتم تحقيق ثم اعطيت إدارة الموقعين

إلى من تتبع الان

* لادارة متاحف قطر مباشرة  ولكن بدون تمويل مالي فهو مجمد لحال الحرب ولتوقف البعثات

ومن اين تصرف لادارة هذين المكانين بكل هذا الجمال والتشغيل؟

* أهم عند نهاية كل شهر واخترع حلولا بالتنسيق مع الدوحة لكنها تبقى مقدرة منهم في ظل هذا وينفحونا بنثرية رمزية في ظل الوضع الراهن وهذا اعده منطقيا  اليت على نفسي أن أحافظ على هذا المكان وبي تفاؤل أن الامر سيعود كما كان وان آثارنا تستحق أن تخرج للناس وتاريخنا يستحق ان يقرأ

* والوضع اليوم قاسي على الجميع وهذه مساهمتي في حرب الكرامة بان أحافظ على هذه الامانة وان اسلمها كما هي الان

اراك متفائلا

* جدا واظن ان المستقبل يحتاج ان نستلهم من الماضي …

* احب ان اشكر المدير الحالي للمشروع القطري السوداني للاثار  المهندس فهد المانع على دعمه المعنوي بالمراسلات بيننا  فهذه الامكنة اليوم تتبع لقطر الدولية مباشرة مع امنية ان تعود الحكومة للشراكة والمشروع للعمل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button