المستوطنون الجدد.. مجموعات سكانية من غرب إفريقيا تغزو السودان

تقرير – الأحداث
يقول شهود عيان في المناطق التي تحتلها مليشيا الدعم السريع انهم يشاهدون يومياً أفواج بشرية تدخل البلاد وتتجه إلى عمقها وهم ليسوا مقاتلين مرتزقة فقط بل اسر بنسائها وأطفالها تتجه إلى العمق تحت حراسة بنادق المليشيا.. هل هناك فعلاً عمل يتم في الخفاء لتوطين جماعات قادمة من غرب افريقيا تنتمي اثنياً لمجموعات الجنجويد كما يقال أم ان الامر مبالغ فيه.. يقول خبير الاستراتيجية واقتصاد المعرفة خالد مصطفي الصديق الفزازي إن ما يجري في السودان اليوم يتجاوز تعريف التمرد المسلح إلى مسميات كـ(حرب النفوذ) وتقاطع المصالح الاقليمية، وأضاف (نحن أمام مشروع مركب متعدد الطبقات يستند إلى ادوات عسكرية وامنية واقتصادية وديمغرافية يستغل تفكك الدولة وانهيار مؤسساتها وانشغال المجتمع الدولي بخلافات أكبر لتمرير مخططه اذ تحول السودان إلى باب خلفي لمشروع اعادة تشكيل الحدود السكانية في غرب البلاد ولهذا تم دعم التمرد في البداية بالمقاتلين من تشاد والنيجر وافريقيا الوسطي ومالي ثم بالمرتزقة وكان الهدف في المرحلة الاولى هنا الانخراط المؤقت في القتال مقابل المال وهو أمر ليس جديدا في المنطقة)، وأضاف (في المرحلة التالية انفتحت دول على ترحيل العتاد فدخلت الطائرات المسيرة بتقنيات حديثة وشيدت مخازن سلاح في مناطق حدودية ووفرت ممرات آمنة لنقل السلاح والمقاتلين وكانت هذه مرحلة الاستثمار في الحرب قبل ان تنتقل الى مرحلة التاثير في نتائجها وهنا تاتي مرحلة ارسال شعوب كاملة للاستيطان في السودان)، وتابع (لاحظ انهم انتقلوا من ارسال المرتزقة والعتاد وتامين مسارات عبورها إلى ارسال مواطنين وتوطينهم في السودان)، وقال (هذا يعني ان الصراع لم يعد تنافس على سلطة بل محاولة لفرض واقع ديمغرافي جديد في مناطق تتعرض لفراغ سكاني بسبب الحرب والانتهاكات الواسعة عبر القتل الجماعي وحرق القرى واغتصاب النساء والتهجير القسري ونهب الممتلكات ومطاردة الفارين وقتلهم او ارعابهم حتى لا يفكروا في العودة)، وتابع (هذه ليست احداثا متفرقة بل نمط ممنهج)، وقال ( الان تم ادخال مجموعات من تشاد وافريقيا الوسطي والنيجر ومالي وتم توزيعهم على غرب دارفور وشمال دارفور ولدينا شهادات موثقة تثبت منح هؤلاء اراض زراعية ومواشي منهوبة وتثبت انخراط شبابهم في القتال إلى جانب المليشيا في محاور الخوي والنهود وهما منطقتان من المرجح ان تشهدا المعركة الكبرى القادمة وهم سيقاتلون بقوة في منطقة كردفان لانها المنطقة التي تفصلهم عن العدو المفترض اذ يشكل التهديد المباشر والاول لوجودهم هنا لذا ستكون هذه المعارك فاصلة وقوية).
ويرى خالد ان دخول عشرات الالاف من المجموعات التي دخلت الان سيغير شكل المجتمعات المحلية وميزان القوى القبلي ونمط الانتاج الزراعي وتوزيع الموارد ونسب السكان وسيشكل خطرا وجوديا ومع الوقت سيروج هؤلاء إلى انهم سكان اصليين ومواطنين بحكم الواقع واصحاب اراض وستتحول منطقة دارفور وكردفان إلى مناطق نفوذ عابرة للحدود كما ان اخراجهم سيصبح مستحيلاً).
ويرى عبدالنبي موسي الباحث في تاريخ الصراعات في السودان أن المعلومات التي ترد من مناطق في دارفور مزعجة لان استقدام مجموعات سكانية من تشاد وافريقيا الوسطي والنيجر ومالي ودمجها مع المجموعات الموجودة عمل سيجعل من الصعوبة اعادتهم لانهم من نفس الاثنيات هذا عمل خطير جداً وهؤلاء للاسف يتم توزيعهم بصورة ممنهجة وليست عشوائية بحيث يتم الكشف عن الامر بسهولة، هناك عمل ممنهج لادماجهم في نسيج سكان حواضن الجنجويد) واضاف (هناك مشكلة في تعامل الحكومات السودانية عموماً مع هذا الملف اذ ظلت على الدوام تمشي على خط رمادي فيما يتعلق بالمجموعات السكانية القادمة من غرب افريقيا وظلت للاسف هذه المجموعات تحصل على الجنسية السودانية بسهولة وتقيم في السودان بدون اشكالات وقد انتقلت في السابق مجموعات كبيرة جداً وعاشت في السودان وأسست نظارات لها صدقت لها الحكومة )، وتابع (على الحكومة والاعلام على وجه الخصوص ايلاء الامر الاهمية التي يستحقها وفضح هذه المخططات وأن لا تواصل الحكومة صمتها ازاء نقل مجموعات سكانية كاملة إلى البلاد من تشاد وافريقيا الوسطي والنيجر ومالي وغيرها يجب فضح هذه الانتقالات ووضعها تحت الضوء لان الصمت عليها في الماضي هو ما قادنا للحرب اليوم).



