أخبار عالميةالأخبار

المرتزقة الكولومبيين.. الرواية الكاملة

 

الأحداث – وكالات 

منتصف نوفمبر الماضي كان العالم موعود بقصة جديدة تضاف للسجل الكبير من قصة تورط الإمارات في حرب السودان ودعم مليشيا الدعم السريع ،ففي كمين ناجح نجح الجيش السوداني والقوات المشتركة في ضبط كميات من الأسلحة القادمة من الامارات لتشوين المليشيا في المثلث الحدودي بين ليبيا وتشاد والسودان ،الكميات الكبيرة من الأسلحة لم تكن هي الملفت للنظر هذه المرة على غير العادة ،فخلال الكمين تم قتل عدد من المرتزقة من الأجانب وهذا ايضا ليس بجديد خلال ما سبق وتم خلال هذه الحرب ،ولكن الجديد كان ضبط وثائق (جوازات ،بطاقات) للمرتزقة تثبت انهم قادمين هذه المرة من وراء المحيط وتحديدا من كولمبيا عبر الإمارا ت،ويبدو ان عمليات الجيش القوية برفقة القوات المساندة له قد اهلكت غالبية المرتزقة القادمين من أفريقيا (النيجر،تشاد،إثيوبيا ،مالي ،وغيرها من الدول الأفريقية) ،فاضطرت الإمارات للبحث عن منبع آخر للمرتزقة من ما وراء البحار وتحديدا من المنبع الارخص للمرتزقة وهي كولمبيا .فما هي قصة المرتزقة الكولمبيين في السودان وهل هناك جنسيات أخري استعانت بها الامارات في حربها القذرة ضد الشعب السوداني ،واين استعانت الإمارات من قبل بمرتزقة كولمبيين ى ،وما هي قصة السودانيين الذين خدعتهم الإمارات من قبل في 2020 أيام عهد حكومة حمدوك في السودان واحتالت عليهم بزعم حوجتها لحراسات أمنية في الإمارات ثم وجد الشباب أنفسهم في اتون حرب ليبيا ،والعديد من الروايات سنتناولها خلال التقرير القادم.

مسيرة انتحارية:

خبر جديد كشفت فيه قيادة الفرقة بالفاشر، عن مقتل (4) إماراتيين وأكثر من (20) مرتزقا كولومبيّاً في انفـجار مُسيّرة انتحـارية بشمال دارفور، بجانبإسقاط وتدمير (16) مُسيّرة انتـحارية حاولت استهداف بعض الارتكازات والمواقع العسكـرية وأماكن حيوية لتجمُّع المواطنيين.

قصة الكولومبيون:

وكشف تقرير لصحيفة كولمبية (لا سيلا) عن مشاركة سريتين من الجنود الكولمبيين السابقين في الحرب السودانية برفقة المليشيا .وقال التقرير الذي أعده الصحفي الكولمبي (سانتياغو رودريغيز ألفاريز) أن هناك أكثر من 300 جندي كولمبي يبحث عن الثروة يشارك في الحرب داخل السودان او في طريقهم للسودان . وقالت الصحيفة ان الجنود يتم التعاقد معهم بـ2600 دولار ،اما الرقباء 3400 دولار.

وكشف التقرير الذي استند على شهادات جنود كولمبيين سابقين مشاركين في الحرب أنه تم اجبارهم على المشاركة في المعارك ضد ارادتهم ،وكشف الجنود انه يتم توظيفهم لشي ثم يأخذونهم لمكان آخر ووظيفة أخري. وان عملية وصولهم لدارفور بدأت منذ أكثر من ثلاثة أشهر.

وذكر ضابط كولومبي متقاعد آخر في السودان، تم إطلاع الصحيفة على شهادته من خلال تسجيلات صوتية، إن وحدته كانت على بعد نصف ساعة تقريبا من الفاشر وأنها تعرضت لهجوم هناك من قبل الجيش السوداني في نهاية أكتوبر. وفي ذلك الهجوم، قتل ثلاثة كولومبيين وجرح آخرون.وأقر بانه تم تجنيدهم عن طريق الخداع وضد ارادتنا

الشركة الكولمبية الامارتية:

وكشف ان عملية تجنيدهم تم عن طريق شركة كولمبية تسمي وكالة الخدمات الدولية للتعليم الأمني (أيه 4 أي آي) ،وقال إن عرض العمل الذي عرض عليهم هو توفير خدمات أمنية للبني التحتية النفطية في الإمارات.وتاسست الشركة في كولمبيا في 2017 على يد ضابط سابق في الجيش الكولمبي.

وذكر التقرير مستندا على شهادات الجنود ان من يقود العملية هو العقيد المتقاعد في الجيش الكولمبي( ألفارو كويجانو )والذي فصل من الجيش الكولمبي لتورطه في العمل مع كارتلات المخدرات في كولمبيا.واكد الجنود بانهم لم يستلموا صورة من عقود العمل التي وقعوها كما اجبروا على التوقيع على بنود سرية العقد.

وقال الجنود إنهم غادروا من كولمبيا إلى الإمارات في عدة دفعات إلى أبوظبي ودبي ومنها إلى ليبيا ، ووفقا لمصدرين أدليا بشهادتهما إلى (لاسيلا)، غادرا من الإمارات بالطائرة إلى بنغازي، وقالوا هناك أخرجونا من الجزء الخلفي من المطار ثم وضعونا في ملاجئ قيل لنا إن القذافي بناها بناها . كانت مرافق رسمية للسلطات الليبية.

وقال أحد الضباط العسكريين ان الخطة هي وصول ثلاث كتائب من المرتزقة الكولومبيين إلى السودان: ما بين 1500 و1800

تجنيد مستمر:

من جهته تبرأ الضابط المتقاعد أنطونيو رودريغيز شريك العقيد (ألفارو كويجانو) في شركة (أيه 4 أي آي) من اتهام ارسال المرتزقة إلى السودان بحسب ما قال في الصحافة الكولمبية ،وذكر انه باع الشركة للعقيد وزوجته منذ عامين بـ(120) مليون بيزو كولمبي ،والذين قاما بخداع الجنود الكولمبيين السابقين لنقلهم للسودان بمساعدة شركة الخدمات الامنية العالمية الإماراتية .وأكد أنطونيو أن عملية التجنيد لاتزال مستمرة على الرغم من ورود أخبار عن مقتل عدد كبير من الكولمبيين في السودان ،وقال ان الشركة اذا تمكنت من جلب 1500 مرتزق ستربح نحو 32 مليار بيزو في عام واحد.

وكشف أنطونيو عن استعانة الإمارات بهم من قبل كضباط كولمبيين لتشكيل كتيبة تتبع للواء السابع للقوات الخاصة بالجيش الاماراتي وهو لواء يضم في صفوفه 2500 كولمبي. ويتم جلب الكولمبيين إليه عبر شركة كولمبية وشركة إماراتية (المسار) ليكونوا جزء من لواء خاص من الأجانب في الإمارات اغلبهم من كولمبيا وبينهم بنميون وتشيليون وسلفادوريون.

وأكد رودريغو لصحيفة( لاسيلا) انه أسس شركة خدمات أمنية واستعان بزوجة العقيد ألفارو (كولديا فيفيانا) للحصول على عقود أمنية في الإمارات والتي تمتلك علاقات جيدة بنافذين إمارتيين.

واوضح ان العقيد اشتري الشركة والتي حولت أسهمها بالكامل لأسم كولديا ،والتي بدأت منذ منتصف العام الجاري في تقديم عروض عقود جديدة للجنود السابقين الكولمبيين للعمل في الإمارات ومن ثم يتم خداعهم لارسالهم للسودان.

الرئيس على الخط:

بعد تسرب مقتل المرزقة الكولمبيين إلى الصحف الكولمبية اضطر الرئيس الكولمبي غوستافو بيترو للتعليق وشدد على ضرورة حظر الارتزاق .وقال في منشور في منصة (اكس) : يجب أن يتمتع العسكريون الكولومبيون بمستوى معيشي أفضل، لكن المسؤولين عن استغلال دماء الشباب المسفوكة مقابل المال في بلدان أجنبية يجب أن يُعاقبوا جنائيًا ، وطلب بيترو من وزارة الخارجية الكولومبية البحث عن طرق في إفريقيا لإعادة الكولومبيين إلى بلاده، واصفًا إياهم بـ(الشباب الذين تعرضوا للخداع)

منجم المرتزقة:

وتوجهت أنظار العالم في السابق إلى ما يعرف بسوق المرتزقة، خاصة بعد عملية اغتيال رئيس هايتي في يوليو2021 بيد 26 مرتزقا كولومبيا . وأوضح الباحثون في الظواهر الإجرامية أن قلة كلفة المرتزقة الكولومبيين جعلت منهم منجما لا ينضب من الجنود التي يمكنها القتال في أي مكان في العالم وذاع صيتهم في سوق المرتزقة في العالم، وذلك لقدرتهم على توظيف خبرتهم التي اكتسبوها على مدى عقود من القتال ضد مهربي المخدرات والمتمردين، لخوض معارك في اليمن وأفغانستان ومراقبة خطوط أنابيب نفط في الشرق الأوسط، وصولا إلى تدبير عملية اغتيال رئيس هايتي.

ويغادر آلاف الجنود صفوف الجيش كل سنة سواء لتعذر الحصول على ترقية أو زيادة في الراتب، أو لاستبعادهم بسبب سوء سلوكهم أو لإتمامهم عامهم العشرين في الخدمة.

مرتزقة الامارات:

في مايو 2011، كشفت صحيفة (نيويورك تايمز) أن طائرة تقل عشرات العسكريين السابقين الكولومبيين حطت في أبو ظبي للانضمام إلى قوات من المرتزقة يعملون لحساب الشركة الأمنية الخاصة الأمريكية (بلاك ووتر) لمراقبة البنى التحتية في الإمارات العربية المتحدة.وبعد أربع سنوات، أوردت الصحيفة أن مئات الكولومبيين يقاتلون الحوثيين في اليمن لحساب الإمارات.

وسبق وان ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية، أن الإمارات أرسلت سرا نحو 300 من المرتزقة الكولومبيين للقتال نيابة عن جيشها في اليمن، ودفعت مبالغ كبيرة لتجنيد جيش خاص من الجنود الجنوب أمريكيين المدربين والمتمرسين على القتال

خدعة (بلاك شيلد):

في 2019 أحضرت الشركة الإمارتية (بلاك شيلد) شبابا سودانيين إلى دبي ، ثم أدخلتهم إلى معسكر للتدريب العسكري لمدة ثلاثة أشهر على وعود بنشرهم في منشآت نفطية داخل الإمارات حراسا أمنيين، لكن الشركة أرغمتهم قسرا على الذهاب للقتال في ليبيا واليمن..

ويبدو أن تاريخ الامارات في تجنيد المرتزقة لم ولن يتوقف في ظل الموقف الخجول والصامت من المجتمع الدولي الذي قد يشترى بالمال الإماراتي .ولكن ستكون المعارك التي قتل فيها العشرات من المرتزقة الكولمبيين في دارفور بداية لشي جديد وقد تكون بداية النهاية لدويلة الشر.

نقلا عن موقع “أصداء سودانية”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى