المخرج ناصر يوسف يوثّق للمبدعين..
مصطفى أحمد الخليفة: الفنانون صناع الوعي والتغيير
الأصدقاء تفرقت بهم السبل قبل الحرب
لدينا محتوى وفشلنا في الإنتاج لهذه الأسباب
الأحداث – ماجدة حسن
ينشط المخرج ناصر يوسف، في مجموعة زيارات للمبدعين المقيمين حالياً بمدينة أم درمان، وشملت زياراته، الممثلة القديرة فائزة عمسيب والكاتب المسرحي مصطفى أحمد الخليفة، وعضو فرقة الأصدقاء محمد المهدي الفادني، والممثلة القديرة ناهد حسن. وتهدف الزيارات إلى تفقد أحوال هؤلاء المبدعين في مناطق الحرب.
صيام فني
ويعتبر المخرج ناصر يوسف صاحب أطول رحلة عمل داخل السودان خلال الحرب برفقة د.صالح عبد القادر وبالعون الذاتي أسموها رحلة (ترياق ضد الحرب) تضم ورشة عمل عرض فيلم (إبرة وخيط) ومناقشته، الفيلم ضد تزويج الطفلات القاصرات والعمل على تطوير سيناريو فيلم (نزوح الروح) وهو فيلم يتناول فظاعة الحرب في السودان.
وقال ناصر إن الرحلة ستستمر لما بعد الحرب كرد دين للشعب السوداني والوطن كمحاولة منهم في مشروع بناء الوطن غير أن ناصر أعلن قبل شهرين عن (صيامه) عن الفنون حتى في اليوم العالمي للمسرح، وقال إنه يلتزم الصمت.
استنطاق مبدعين
غادر ناصر في رحلته الطويلة حتى وصل مصر وبقي فيها لعدة أشهر ثم عاد إلى مدينة أم درمان وأعلن عن تفقده للمبدعين فيها، واستنطاقهم فنياً واجتماعياً وعكس حالهم، ولعل أبرز الزيارات كانت للكاتب والمؤلف المسرحي والممثل عضو فرقة الأصدقاء وأحد مؤسسيها مصطفى أحمد الخليفة بمنزله بالثورة الحارة (13)، حيث أبدى الخليفة سعادته بالزيارة، مشيراً إلى ترابط الدراميين وتفقدهم بعضهم البعض والسعي لمعرفة أخبار بعضهم والتداعي في حالة الفرح والكره.
مرحلة الفنون
وكشفت زيارة المخرج ناصر يوسف إلى الخليفة عن إلمامه بكل مايدور، موضحاً أن الدراما والمسرح تحديداً فعل جماعي لا يستقيم إلا بوجود كل الناس، وقال “الجميع يعملون في مهاجرهم ومنافيهم نعلم جميع أخبارهم أتمنى أن يعود الجميع”، وأكد أن المرحلة المقبلة تحتاج الفنون بكل أنواعها مثل حوجة الصناعة والزراعة والثروة الحيوانية لأنهم هم صناع الوعي والتغيير ومنوط بهم الجلوس ومعرفة الأخطاء تاريخياً وتصحيحها للمستقبل.
محتوى وغياب
الزيارة كذلك لم تغفل حاضر ومستقبل فرقة الأصدقاء المسرحية، التي تفرق مبدعوها بين الدول حيث غادر جمال عبدالرحمن إلى كندا، ومحمد نعيم سعد إلى الإمارات وعبدالمنعم عثمان إلى فرنسا والبعض الآخر بالولايات، غير أن الخليفة أكد أن الفرقة واجهت مشاكل قبل الحرب، تتعلق بمقدرتهم على الإنتاج، وأضاف “الفرقة لديها مشاكل من قبل الثورة لأن معظم أعمالها إنتاج ذاتي (دين وسلفه) ونعتمد على الشباك وجيب المشاهد وما قصر لكن المسألة أصبحت أصعب ثم جاءت الحرب وجعلت كل شخص في مكان شبه جمدنا عملنا وانضم كل عضو إلى اقرب عمل لديه”، وأكد الخليفة أن العلاقة بين (الأصدقاء) لن تنتهي لأنها علاقات أسرية وخالية من أي مشاكل شخصية، وأردف “غلبنا الشغل رغم أن المحتوى موجود والمادة موجودة ونحن قادرين ننتج رغم إننا (عجزنا) لكن الفنون ليس لها عمر يمكن أن تنتج حتى تدخل القبر”.