المخابرات في الموعد

راشد عبد الرحيم
في مخاطبة لواحدة من الحشود الضخمة التي خرجت لدعم الحيش ارسلت المتحدثة تحية للاستخبارات السودانية واضعة بذلك اصبعا علي تغير مهم في العقلية السودانية .
طوال تاريخنا كان الإنتساب للمخابرات أمرا مخجلا يتنكر له الناس و يشكل سبابا لهم .
في كل تاريخنا ظل اليسار السوداني و توابعه من الأحزاب التي تسمت مؤخرا بصمود تدعو لحل كل أجهزة الحماية و التماسك الوطني من جهاز أمن نميري و إلي عهدنا الحالي .
إن كانت هذه الأجهزة من الأمن و القوات المسلحة تحمي الأنطمة فإنها بعد الحرب ظهرت بوجهها الحالي النضر و هو حماية الشعب السوداني و أمنه .
أكبر مسبب للحرب الحالية هو تفكيك أجهزة الحماية في عهد الحرية و التغيير و التي أضافت لهذا الموقف المخزي مساندتها للتمرد في إبقاء التمرد بقوته و الدعوة لتظل بهذا التمدد لعشرة سنوات و ذلك مع تواطؤ حكومتهم بدعم الدعم السريع و التمكين له ليسيطر أو يحيط بكل أجهزة الحكم .
كان التمرد يتوسع و هو في مأمن و تعمل أجهزة تجسسه بحرية و تنتشر في الأحياء و المؤسسات بل داخل القوات المسلحة .
دعوة اليسار لتفكيك الاجهزة الحاكمة مكنت التمرد من التوسع و الإستعداد للمعركة و هو يتمتع بحرية حركة في مقابل قيود علي الأجهزة الوطنية .
دعوة اليسار للتفكيك أتاحت للتمرد أن يستجلب المرتزقة و الأجانب من الجوار الأفريقي لتوطينهم في بلادنا .
الأخطر أن فضاء السودان المفتوح أتاح لعدد من الدول العمل بحرية لدعم هذه القوي المجرمة .
لا تزال حصوننا مهددة من داخلها بعد أن ذرع التمرد و اليسار المعارض كوادره في المؤسسات الحكومية التي تقدم المعلومات للعدو و تعمل لتعطيل كل الأعمال التي تهدف لتقوية مؤسسات الدولة و تعطلت مشروعات و أعمال قانونية و إنتاجية و في الخدمة المدنية .
صمود و توابعها يعملون بنهج مزدوج لدعم العدو و تفتيت الدولة و هم بذلك يشكلون أكبر خطر علي البلاد .
حشود اليوم لها رسائل و معاني متعددة و كبيرة و علي رأسها أن السودان تحرر من الذي ظل يزرعه اليسار ثم التمرد فينا .
الرسالة الأهم من جماهير اليوم أن الشعب السودان قد أدرك و فهم كل طرائق و وسائل العدوان عليه و أن الوسائل و الدعاوي الخبيثة لإبعاد الناس عن مؤسساتهم الوطنية قد إنكشفت و لم تعد مجدية .
جماهير الشعب السوداني باتت تدعم كل من يحقق أمنها و تطورها من الفرق الرياضية و من رجال الفن و الطرب و من كافة المؤسسات الشعبية .
لم يعد دعم الفئات السودانية منتقصا فقد تأكد التلاحم بين الشعب و الجيش و الإستخبارات و الشرطة ،
حشود اليوم تأكيد علي أن التضامن الوطني هو الذي سيحقق الإنتصار علي التمرد العسكري المتمثل في الدعم السريع و السياسي و الإعلامي المتمثل في صمود و لافتاتها جميعا .



