حوارات

المحلل السياسي د. إريك أشيل أوما نكوو في حوار: الجيش السوداني يتمتع بمهنية عالية ويمتلك حاليا اليد العليا على المليشيا

قام الفريق أول البرهان مؤخرا بجهود دبلوماسية من خلال زيارة جنوب السودان. كمحلل سياسي، ما هو تفسيرك لهذه الزيارة؟

تعد هذه الزيارة الثانية للفريق أول عبد الفتاح البرهان منذ اندلاع الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل. الزيارة ذات رمزية كبيرة وتعتبر دليلًا على التزام قائد الجيش السوداني، البرهان، بإعادة السلام إلى السودان. بالإضافة إلى ذلك، فإن تعزيز التعاون مع دولة جنوب السودان المجاورة يمكن أن يسهم في تبادل الخبرات والجهود المشتركة حول قضايا ذات اهتمام مشترك، مما يعزز السلام والاستقرار في المنطقة. على سبيل المثال، تضمنت المناقشات تنفيذ اتفاقية السلام والتحديات المتعلقة بخط الأنابيب الرئيسي الذي ينقل النفط من جنوب السودان عبر السودان للتصدير، والذي واجه اضطرابات منذ اندلاع الصراع.

الجدير بالذكر أيضًا أن جنوب السودان حافظت على اتصالات منتظمة مع كلا الطرفين منذ بداية الأزمة السودانية في محاولة للتوسط بين القوات الحكومية السودانية بقيادة الفريق أول البرهان ومحمد حمدان دقلو، قائد الدعم السريع. في هذا السياق، يمكن أن يكون سلفا كير حليفًا قيمًا لقائد الجيش السوداني.

هل تعتقد أن هذه الزيارة ستسفر عن نتائج إيجابية؟

نعم، أعتقد أن زيارة البرهان ستكون مثمرة. يمكن للحوار الصادق والتعاون بين البلدين أن يساعدا في تقويض الجماعات المتمردة المختلفة التي تعمل على طول الحدود بين البلدين.

مرت أكثر من ثلاث سنوات على بداية الصراع الحالي. هل فشلت القيادة الحالية في ضمان عودة السلام والاستقرار؟

بصراحة، يتمتع الجيش السوداني بمهنية عالية ويمتلك حاليًا اليد العليا على قوات الدعم السريع. تشير التطورات الأخيرة إلى أن الجيش نجح في تقويض القوات شبه العسكرية واستعادة السيطرة على بعض المناطق التي كانت تحت سيطرة المتمردين. لقد حققت القوات المسلحة السودانية انتصارات متتالية وتسيطر الآن على المعابر والجسور الرئيسية في العاصمة الوطنية. لقد أسسوا سيطرة على الأرض وعززوا الدفاعات استعدادًا للتقدم إلى مناطق يسيطر عليها الدعم السريع. تعكس هذه العملية قدرة القوات المسلحة السودانية على تنفيذ هجوم بري واسع النطاق تحت قيادة موحدة. لقد استولت القوات المسلحة على زمام المبادرة، وفرضت توقيت ومكان العمليات، وتحولت إلى وضع هجومي بعد إنهاك العدو.

بناءً على هذه الظروف، من المعقول القول إنه بغض النظر عن الوقت الذي قد يستغرقه، فإن القوات المسلحة السودانية ستنتصر في النهاية على قوات الدعم السريع. ومع ذلك، من الضروري تنظيم حوار شامل لدمج جميع الجماعات المتصارعة في عملية بناء السلام.

ما هي الجهود التي بُذلت حتى الآن؟

منذ بداية الصراع، فقد أكثر من 14,000 شخص حياتهم وأصيب عشرات الآلاف الآخرين. مثل هذه الأزمة تستدعي انتباه المجتمع الدولي. يجب على جميع الدول أن تتحد لمساعدة الشعب السوداني في سعيه لتحقيق السلام. إلى جانب الاستجابات العسكرية، تعكس زيارة البرهان الأخيرة إلى جنوب السودان رغبة حقيقية في إنهاء هذا الصراع الدموي الذي دمر حياة العديد من الأبرياء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى