اقتصاد

المجاعة في السودان.. خبراء يدحضون التحذيرات الدولية

تقرير – رحاب عبدالله

دحض خبراء اقتصاد ما يثأر من تحذيرات بشأن تعرض السودان لمجاعة بسبب اندلاع الحرب ، وبرروا ذلك لجهة ما تمتلكه البلاد من موارد وخبرات، ودللوا على عدم حدوث المجاعة لأن الحرب استمرت أكثر من عام ولا زال الاقتصاد السوداني صامدا.
وأمن الخبير الاقتصادي والمهتم بالأمن الغذائي د.مهدي عثمان الركابي على أن السودان لن يجوع، وارجع حديث بعض المنظمات والجهات الخارجية بتوقعات تعرض السودان للجوع، واعتبره حديث للاستهلاك الاعلامي.

صمود الاقتصاد
وقال إنهم كاقتصاديين وخبراء يؤكدون أن السودان لن يجوع، ودلل على ذلك باشارته للوضع الراهن، حيث أن الحرب استمرت أكثر من عام ولا زال الاقتصاد السوداني صامدا صمودا كبيرا، وقال في منتدى الغذاء والتنمية في حلقة نقاش حول(هل يجوع السودان؟) إن هذه الحرب حرب كبيرة وليست صغيرة ولولا قوة الاقتصاد السوداني لانهار الاقتصاد ووصل مرحلة الصفر وحدث الجوع”، ودلل ايضا على أن السودان لن يجوع بأن أغلب محليات السودان منتجة للانتاج الزراعي والحيواني سواءا في ولايات الشرق أو الشمالية او نهر النيل ،الدمازين وسنار ، والتي أغلبها تنتج خضروات وثروة حيوانية، واستهجن أن يكون هنالك حديث عن الجوع والسودان يمتلك أكثر من 130 ألف رأس لم تتأثر بالحرب بنسبة كبيرة، مبينا أن هنالك ولايات آمنة انتجت خلال الموسم السابق والحرب مستمرة وظهر انتاجها خلال هذا العام ، كما ان أغلب انتاج القمح في الشمالية وحاليا هي من الولايات الآمنة.
وطمأن بترتيبات الحكومة للانتاج الزراعي الموسم الحالي حيث هناك ترتيب فيما يتعلق بالتمويل وتوفير كل احتياجات الموسم الزراعي وهو ما يعني استمرار الانتاج الزراعي، وزاد “ولن يتوقف الموسم”.

تدني السلع
لكن الركابي أقر بأنه إن كانت هنالك إشكالية ستكون متعلقة بتدني المنتجات الصناعية ، وعزا ذلك لأن أغلب المصانع متواجدة في الخرطوم وأهم سلعتين الزيوت والسكر ، مشيرا إلى أن وزير التجارة في آخر مؤتمر صحفي أوضح أنها حاولت تأمين استيراد السلع الصناعية الأساسية، وأكد أنه لن تكون هنالك مشكلة حتى في هذه السلع ، مؤكدا استمرار الصادر والوارد أثناء فترة الحرب حيث صدر السودان ذهب حقق إيرادات كبيرة أثناء الحرب فاقت التي كانت في فترة ما قبل الحرب ، منوها إلى أن ذلك يؤكد أن البلاد تمتلك موارد من النقد الاجنبي تمكنها من استيراد السلع الصناعية التي يحدث فيها نقص.
وتابع “نظرية حدوث مجاعة في السودان تتم في حالتين ،وهي مستحيلة منها توقف الإنتاج في كل الولايات والان عمليا الإنتاج مستمر ،ثانيا حال توقف عمليات الصادر والوارد ويغلق ميناء بورتسودان وهذه ان حدثت أثرها لا يكون وقتي لان هنالك مخزون من السلعة المعنية تكفي لزمن محدد ، لذلك أرى ان هذه النظرية غير صحيحة”.

استحالة المجاعة
ودعا الركابي للاستفادة من العلاقات الخارجية وأصدقاء السودان في استيراد السلع التي يمكن ان يحدث فيها نقص، وطمأن باستحالة حدوث مجاعة.
ونصح الحكومات في الولايات بتشجيع انتاج السلع الصناعية كمطاحن الدقيق ومعاصر الزيوت وهذه تمتص نقص فيها، ورأى ضرورة حدوث تحول في السلوك الاستهلاكي والعودة للذرة والخبز المخلوط.
من جانبه أمن وكيل ديوان الحسابات الأسبق بركات حسن أحمد على حديث الركابي، وأكد أن السودان لن يجوع ولن تجوع الدول المجاورة لأنه بوابة لها للمنتجات الغذائية .

صناعات تحويلية
وأكد بركات أن السودان فيه أيادٍ عاملة تتميز بالخبرة والكفاءة، وشدد على امكانية الاستفادة منها في الصناعات التحويلية بعد خضوعها لصقل مهاراتها، ودعا الدولة لتبني سياسة إدخال الأسر في برامج إنتاجية من داخل منازلهم للاكتفاء الذاتي ثم المساهمة في تغذية الأسواق.

تسويق المنتجات
ونبه بركات إلى أن مثل هذه البرامج تواجه بمشكلة التسويق ، كما أن كثير من المنتجات الزراعية يحدث لها كساد مع ملاحظة أن هذه المنتجات لديها فترة صلاحية محددة ، منها البصل والفواكه التي تواجه ارتفاع تكلفة ترحيلها خلال موسم الإنتاج، ما يؤدي لتعرضها للتلف وتكبد المنتج خسائر، ماعده أمر يتطلب وجود صناعات صغيرة تجفيف وتعليب هذه المنتجات والمساعدة في تسويقها ، ونوه إلى انها مرغوبة جدا في الدول الخارجية .
وأكد وجود الموانئ في السودان ونحتاج فقط لفتح المعابر وتعزيز مرور المنتجات، وأكد أنها تدر على البلاد إيرادات ضخمة.

سوء توزيع
من ناحيته أكد د.مضوي في مداخلته ان السودان سيجوع في حالة عدم قيام الولاة بدورهم بسد الفجوة من الغذاء من مناطق وفره الإنتاج الى مناطق ندرة الانتاج والمساهمة في النقل من منطقة الوفرة إلى منطقة الندرة، مشيرا إلى أن هنالك ولايات بها كثرة انتاج وسوء توزيع مثلا القضارف تنتج كميات ضخمة من الذرة لكنه يتعثر في الوصول إلى مناطق الندرة في الذرة وغيرها، وشدد على تدخل الولاة بعقد لقاء اسبوعي بينهم لادارة الغذاء والتنسيق من خلال عرض تقريره وموقف السلع الضرورية، ماعده مضوي يتجنب وقوع أي فجوة غذائية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى