حوار – وكالات
في هذا الحوار، قدّم ليفي شهادته الميدانية عن الحرب في السودان، مستندا إلى ما رآه بنفسه وجمعه من شهادات الناجين.
ركز ليفي على واحدة من أبشع الجرائم التي ترتكب في النزاع، وهي استخدام العنف الجنسي كسلاح حرب بشكل منظم. وأوضح أن هذا السلاح يُستخدم حصريا من قبل مليشيات حميدتي، في مشهد يعبّر عن وحشية لا حدود لها، حيث تم اغتصاب الأمهات أمام بناتهن والبنات أمام الأمهات، وارتكبت عمليات اغتصاب جماعي متسلسلة وصلت إلى حد فقدان بعض الضحايا عقولهن تحت التعذيب. وأشار إلى شهادات مروعة عن نساء أُجبرن على ابتلاع الرمل لإسكات صرخاتهن، وعن معاناة أطفال وُلدوا نتيجة هذه الجرائم وما يواجهونه من رفض اجتماعي وصدمات نفسية مدمرة.
طرح عليه المحاور سؤالًا مباشرا حول ما إذا كان استخدام العنف الجنسي كسلاح حرب يتم من كلا الطرفين، الجيش النظامي والمتمردين، أم أنه مقتصر على قوات حميدتي. أجاب ليفي بوضوح وحزم:
“لا، لا أعتقد ذلك. هذا في الحقيقة من ردود الأفعال السهلة أو الكسولة، أن يُقال إن هناك نفس الشيء من كلا الجانبين. لكن عندما تنظر جيدًا، عندما تسأل وتحقق ميدانيا، تكتشف أن الاغتصاب كسلاح حرب يُستخدم من قبل رجال حميدتي، ولا يُستخدم من قبل الجيش النظامي.”
كما تناول الحوار الأبعاد الدولية للحرب، مشيرا إلى الأدوار الخارجية التي تغذي النزاع. ووجّه ليفي اتهامًا مباشرًا للإمارات بتمويل وتسليح مليشيات حميدتي، واصفًا إياها بـ”الميليشيات الإرهابية العبثية” التي تحوّل السودان إلى مسرح دمار شامل. وأكد أن حجم الجرائم في السودان، من تدمير المدارس والمستشفيات إلى انتهاك المقابر ودفن الجثث في الشوارع، “هائل” إلى درجة أنه يفوق ما وثّقه في قضايا إبادة جماعية أخرى مثل الإيغور.
