( القوات المسلحة في وجدان الشعب السوداني العظيم )

 

أبوبكر الشريف التجاني

بسم الله به نبتديء وبنبينا محمد صلى الله عليه وسلم نقتدي.النصيحة أمر عظيم ، لا يتقبلها إلا رجل عظيم. سئل رجل حكيم، لماذا لم تقل النصيحة في هذا الزمان الأغبر؟ فتبسم الرجل الحكيم برهة، ثم قال : ( النصيحة في هذا الزمان الأغبر قرادة في عين دبيب ). تعجب الناس من قوله، ثم شرع يشرح حكمته قائلا: ” القرادة حشرة صغيرة تلتصق بأذن الأبقار أو الحيوان، تظل تمتص من دمه حتى تسبب له الإعياء والحمى. أما الدبيب فهو الثعبان السام. فمن هو الشجاع الذي يستطيع أن يمد يده إلى عين الثعبان لينزع هذه القرادة من عينه، حتى لاتطمس عينه؟ فإن تجرأ وفعل ذلك ،جزاءه الثعبان لدغا وسما، وقد يؤدي بحياته”. ثم ضحك الرجل الحكيم بصوت عال، وهذا ليس من طبع الحكماء والعقلاء، ثم قال:” لم تترك لنا النصيحة صليحا على وجه الأرض، كل من نصحناه ناصبنا العداء ، فتركناهم للدهر، وهو خير مؤدب وخير ناصح “.

*عداء السياسيين للقوات المسلحة:*

هذا هو حال بعض السياسيين الذين لاتجد في قلوبهم وجدانا وودا حقيقيا لقوات الشعب المسلحة، لتوهمهم ولقصور ثقافتهم العمياء ثم ادعاؤهم أمورا هم ليسوا بالغين لها، بسبب عقدتهم التي زرعها فيهم الغرب ، أن العسكر اعداء الديمقراطية والمدنية. ثم يدعون أن العسكر لايفقهون شيئا في الحياة السياسية، انه يجب إبعادهم ، ليعودا إلى سكناتهم وحراسة الحدود، ثم يشتمونهم بقصور الفهم والطلاشة. ثم نسوا أن نابليون واضع علوم العسكرية

في الغرب. كان قائد عسكريا

شديد الذكاء في القيادة العسكرية والسياسة . لا أعلم من أين جاء هؤلاء الناشطين السياسيين أنصاف المثقفين؟ حين تحاورهم بالنصح والرشد، يناصبونك العداء السافر. أصبح حالهم عندي كحال الثعبان الذي ظلت القرادة في عينه حتى أعورته بسوءحمقه وجهله وغبنه السياسي ينتح سما، كسم هذا الثعبان ، يريد أن ينفثه في دم القوات المسلحة الطاهر الذي ينزف بدماء الشهداء لحماية تراب هذا السودان العظيم. في الحقيقة ، هذا العداء السافر من بعض الناشطين السياسيين تجاه العسكر أصبح مرضا وفوبيا أكثر من كونه خلافا في وجهات النظر. من أين جاء هؤلاء بهذا الفكر المعادي ؟ هل هي ” موضة ” السياسة التي يرتديها الناشطين السياسيين وانصاف المثقفين ؟ اذا صح التعبير أن يقلد الصغار الكبار في كثير من الأشياء حتى وإن لم تناسب اعمارهم وعقولهم مثلا ان نحاكي الغرب في الديمقراطية والمدنية إعجابا بهم من غير نرتقي إلى ماوصل إليه الغرب. فنجعلها سببا حقيقيا في تقدمهم وتطورهم ، وأن العسكر هم اعداء الديمقراطية والمدنية ونجعلهم سببا في تخلفنا وتدميرنا. هذا هو التوهم بعينه وهذه عقدت الغرب زرعها في اذهان أنصاف المثقفين والناشطين السياسيين، والشاهد غير ذلك.

*القوات المسلحة وقيمة الدولة* :

الشاهد والمؤيد ان الدولة تقوم على القوة العسكرية الضاربة ، والجيش الجرار هو درعها الحامي. حتى الدول العظمى التي اسست الديمقراطية والمدنية لا تساوي شيئا بدون جيوشها وعساكرها وضباطها وجنودها وسلاحها. الدولة هي السلطة ، والقوة والهيبة والعسكر. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مادحا سيدنا عمر رضي الله عنه قائد ومؤسس الجيوش الإسلامية صاحب الفتوحات الإسلامية في العالم الإسلامي ” ارفق أمتي بأمتي أبي بكر واشدها على دين الله عمر ” ماهي الشدة التي جعلها الله في قلب عمر هي القيادة الراشدة والمنعة وتجهيز الجيوش المتمثلة في شخصية عمر ومقولته المشهورة ” احب الرجل إذا تكلم أسمع واذا مشى اسرع وإذا ضرب أوجع ” أين تجد هذه الصفات في الديمقراطية ام في المدنية ؟ كلا بل تجدها في منعة وشدة سيدنا عمر الذي انتشر الاسلام على يده فتحت بلاد فارس والروم ، سمي امير المؤمنين لأن الإمارة يكون بها زمام الأمر وإحكام الأمور بالشدةوالعزيمة، إذا استدعى الأمر، ضرب وأوجع بالضرب كأنها ايدي من حديد على وجوه الظالمين والمارقين والمتمردين على الدولة والجماعة ، وإحقاق الحق ، وهو مايحتاجه الحاكم ليقيم العدل. قال سيدنا عثمان رضي الله عنه :” إن الله ليزع بالسلطان مالايزع بالقران ” كلا بل هو الحاكم الصارم القوي الشجاع الفارس

الذي يمسك بيديه السيف والقلم ، والعصا لمن عصا. أما

الديمقراطية المجيرة بالنفاق والعمالة على حساب جيشنا وقدرات قواتنا المسلحة لكسر شوكة هيبتها وكرامة عزتها لا موقع لها من الإعراب في السودان العظيم.

*القوات المسلحة في وجدان الشعب السوداني العظيم :

إن بين الشعب السوداني العظيم وقوات شعبه المسلحة الباسلة علاقة وطنية عريقة وحمية رسمتها

قوات الشعب المسلحة في قلوب ووجدان الشعب السوداني الأبي منذ تأسيس قوة دفاع السودان قبل أن ينال السودان استقلاله .وبعدها توثقت عرى العلاقة الوطنية بالتلاحم الوطني عندما رفع علم السودان عاليا خفاقا حرا مستقلا من الاستعمار البغيض ، وبدأ الشعب السوداني بإلحاق أبنائهم

إلى الكلية الحربية إعتزازا وفخارا أن يرسلون فلزة اكبادهم إلى مصنع الرجال

والبطولات في تاريخ الجيش السوداني العظيم . وحينها شاهد الشعب السوداني استعراض المارشات العسكرية وتحيات الضباط العسكرية في المحافل الوطنية ، وسماع رنات الموسيقى العسكرية مع الصيحات العسكرية المدوية

صفاء انتباه ثم الجلالات العسكرية باصوات الجنود المرتفة كالرعد دويا ورجولة

تهز مشاعر كل فارس وطني.

وعندما يشاهد الشعب السوداني رجال الحرس الجمهوري واقفون على بوابات القصر الجمهوري في صمت وهيبة وعلى رؤوسمهم

ريش النعام . وصقر الجديان يعلوا رؤوسهم رمزا للعزة والكرامة وهم حاملون اسلحتهم في تأهب جليل يدخل في وجدانك ونفسك بعظمة الدولة والسلطان. هذا الوجدان العظيم كان في قلب كل سوداني نحو قوات شعبه المسلحة ويشعرون بالهيبة والفخر ،حينما يستمعون ويترقبون اذاعة البيان الأول من قوات الشعب المسلحة الباسلة مع دقات الموسيقى العسكرية المهيبة ، يدركون بوجدانهم ومشاعرهم أن القوات المسلحة هي السلطة وهي الدولة. وحينماا يشاهد الشعب السوداني ضباط القوات المسلحة مع جنودهم البواسل بزيهم العسكري الاخضر وعلى رؤوسهم صقر الجديان الذي يأبى إلا أن ينزل على القمم السامية. وحينما يشاهد الشعب علم السودان عاليا خفاقا محمولا على سواعد الأبطال من قوات الشعب المسلحة في طوابير الشرف العسكرية مع نشيد العلم باصواتهم العالية بالرجولة والوطنية، يترسخ في الوجدان حب الوطن ومعاني الأوطان والفخر بقواته المسلحة الباسلة .

*ختاما*

القوات المسلحة ليست مجرد مؤسسة حكومية، بل هي روح السودان وعزته ، وسنده ودرعه المتين. التحية لقوات شعبنا المسلحة السودانية ، يحيا السودان قويا عاليا فوق الأمم. صفاااء إنتباااء. الله آكبر والعزة للسودان.

*والسلام على من اتبع الهدى.*

Exit mobile version