القمة العربية الصينية.. إرسال رسائل محددة لزعماء الدول
الخرطوم – رحاب عبدالله
شدد المشاركون في ندوة (القمة العربية الصينية .. التحديات الراهنة آفاق المستقبل)، التي تنظمها الامانة العامة لرابطة جمعيات الصداقة العربية الصينية بالتعاون مع السفارة الصينية بالخرطوم بقاعة الصداقة، اليوم (الاربعاء) ، على اهمية انعقاد القمة في الثامن من ديسمبر الحالي بالرياض عاصمة المملكة العربية السعودية ، لجهة انها تأتي في ظروف استثنائية تهدد العالم على رأسها أزمة الغذاء في ظل تغيرات مناخية ، وأكد المشاركون سعيهم لارسال رسالة للقادة العرب تحمل اولويات شؤون البلدان العربية .
واكد السفير الصيني بالسودان ماشينمين عمق وتميز العلاقات بين السودان والدول العربية وتطور مسيرتها ،مشيدا بدور الصين في مكافحة آثار التغيير المناخي ودرء مخاطره على مسار التنمية الاقتصادية ،وقال السفير الصيني لدى مخاطبته الجلسة الافتتاحة لندوة القمة العربية الصينية ، ان جمهورية الصين لها تعاون وتفاهم كبير مع الدول العربية بكل ثقة واحترام ، وانها لها اتفاقيات تعاون اقتصادي وتبادل تجاري مثمر ومفيد مع كل الدول العربية ،مشيرا الى ان هذا الندوة تاتي تمهيدا للقمة بالرياض التى ستنعقد الجمعة .
وقال السفير ان جمهورية الصين تتمتع بعلاقات جيدة مع السودان ،مشيرا لاوجه التعاون المثمر في مختلف المجالات على رأسها التعاون في مجال البترول مع وزارة الطاقة .
من جانبه قال الامين العام لرابطة جمعيات الصداقة العربية الصينية الدكتور السفير علي يوسف ان ندوة القمة العربية الصينية تنعقد في ظروف استثنائية معقدة يمر بها العالم على رأسها الحرب الروسية الاوكرانية وازمة الغذاء العالمي والتغيرات المناخية التى اثرت على البيئة في الكرة الارضية ، ، مشيرا الى ان القمة تمثل اهمية كبرى بالنسبة للدول العربية لماتمثله الصين الشقيقة من دور ريادي في المنطقة العربية والعالم .
وفي السياق قال محمد عبدالله عبد الحميد مدير ادارة الصين بوزارة الخارجية ان العلاقات الصينية العربية تاريخية ترجع الى طريق الحرير القديم القديم ،مشيرا الى انه منذ ذلك التاريخ البعيد تأسست شراكة كبيرة بين الصين والدول العربية وفقا للمصالح ولمشتركة وتبادل المنافع التجارية والاقتصادية ، واضاف ان العلاقات والشراكة بين الصين والسودان والدول العربية حققت تقدما محلوظا وبارزا في تعزيز العلاقات الاستراتيجية مما ضاعف الاستثمار والتبادل التجاري الذي ساهم في استقرار العلاقةمع جمهورية الصين الشعبية، واوضح عبدالحميد ان التحديات والظروف المشابهة بين الصين والدول العربية تحتاج بشكل اكبر لتعميق العمل الاستراتيخي والتخطيطي المشترك وتعزيز وتطوير العلاقات مابين الصين والدول العربية .
الى ذلك قال السفير ماء العينين سفير المغرب بالسودان أن المتغيرات الجوسياسية والاقتصادية غير المسبوقة التي يشهدها العالم تجعل من اولوياتنا ان نقف وقفة تأمل عميقة وصولا لمعالجات وحلول لتطويق الازمة الاقتصادية التى تلوح في الافق ، ودعا لمزيد من التعاون الاقتصادي والاستثمار بين الصين والدول العربية.
وقال ابو العينين نحن في الدول العربية ننظر الى الصين كقطب اقتصادي جاذب وفاعل وداعم خلال العقدين المقبلين ،وتمني ان تشهد العلاقات العربية الصينية مزيدا من المبادرات والتعاون المشترك في مستقبل الايام، واكد ان الصين منذ ان تأسست استطاعت ان تبرم علاقات جيدة ومتوازنة مع العالم العربي دون تدخلات في شؤونه ومساعدة له متي ما طلب منها ذلك ، مشيرا الى ان حجم المبادلات التجارية بين الصين والدول العربية بلغت 320 مليار دولار في 2022 بزيادة قدرها 35% عن العام 2021 وفقا لتقرير حديث صدر في بكين وعزا ذلك للتعافي من تداعيات كوفيد 19 ، وتوقع ماء العينين ارتفاع حجم التبادلات خلال العقدين القادمين.
وناقشت الندوة اربعة اوراق علمية مهمة تتعلق بتطوير العلاقات مع الصين في المجالات كافة .
منها ورقة السفير د.علي الحفني نائب رئيس جمعية الصداقة العربية الصينية (القمة العربية والمتغيرات الدولية)، بالاضافة الى ورقة الدكتور عادل عبدالعزيز الفكي ، الاكاديمي والباحث في الشؤون العربية(القمة العربية وآفاق التعاون الاقتصادي العربي)، والتي قدمها نيابة عنه د.ياسر محمد العبيد مدير مركز المستقبل للدراسات الاقتصادية والاجتماعية والاستشارات، لعدم تواجده بالبلاد حاليا،وقدم د.ياسر ورقة خاصة به عن الامن الغذائي، فيما قدم د.محمد الشنيدي ورقة(دور الاعلام في تطوير العلاقات العربية الصينية)، وورقة د.منى عباس (مبادرة الحزام والطريق ودورها في تطوير العلاقات العربية الصينية).
الجدير بالذكر ان العلاقات العربية الصينية علاقات تاريخية متجذرة تعود بداياتها إلى أكثر من 2000 عام قبل الميلاد، عندما كان طريق الحرير شريان التجارة بين العرب والصين. وفي عام 2004 أسّس “منتدى الحوار الصيني العربي” بين الصين وجامعة الدول العربية. وفي عام 2013، عندما طرحت بكين مبادرة الحزام والطريق كأضخم مشروع إستراتيجي في التاريخ، كانت الدول العربية هدفاً له، إذ انضمت الدول العربية جميعاً إلى هذه المبادرة باستثناء الأردن وفلسطين