القائد المليشي جبلين: آخر قيادات السلامات

د.ابراهيم الصديق علي
ما لم تورده الأخبار والتقارير والنواح عن مقتل القائد المليشى محمد عبدالله جبلين أنه آخر قادة ابناء السلامات (العباسية) فى مليشيا آل دقلو ، وتولى قيادة محور (القضارف) والمجموعة 71.. وهو من خريجي جامعة القران الكريم..
وقد قتل قبله أكثر من قائد من ذات المجموعة القبلية ومنهم أحمد كرسي ، وحنكين وفارسين ، وابو زيق بينما الحبو ما زال مفقودا..
أليس غريباً أن كل المقتولين من قادة المليشيا فى آخر المعارك ليس من بينهم رزيقي أو ماهري (جلحة ، وعبدالله حسين ، وقرن ، والحازمي ودهرين وجبلين ، ولم تتوفر عنهم تقارير مؤكدة ، بل يتم الحديث عن مسيرات..
أن وراء جبلين تفاصيل كثيرة عن طبيعة تكوينات وتحيزات مليشيا آل دقلو الارهابية..
ففى منتصف العام الماضي تم استنفار متحرك من ام دخن جنوب دارفور من أبناء السلامات وتم تعيين عيسي ضيف قائداً له ، واسموه متحرك (نجوم القايلة) وحين وصل إلى أمدرمان تم ارسالهم إلى منطقة بحري ، وكانت مهمتهم فتح طريق الكدرو ، وهنا حدثت أكبر مقبرة لابناء السلامات الذين استقروا فى بيوت الشعبية وشمبات الأراضى بينما الرزيقات الماهرية فى احياء كافوري..
لم يتوفر لهم تسليح كاف ، وحين طلبوا عربات قتالية تم إرسال 20 موتر ، ولم يتبق من ذلك المتحرك سوى قلة بقيت مع جبلين وانسحبت إلى ام درمان ، وكانت قوة كبيرة من أبناء السلامات انسحبت من مدني والكاملين ووقعوا فى كمين قرب قرية كتيرة وقتل من قتل و القلة منهم هربوا دون عتاد..
عمل جبلين مساعد شرطة باحدى دول خليج ، وكان ذلك كافياً ليصبح جنرالاً فى مليشيا الدعم السريع ، وقائداً لمحور كامل ، حيث دفع به إلى الفاو ، وخسر معاركه ثم تراجع إلى امدرمان ، ولقى حتفه فى معسكر طيبة وحرسه الشخصي وابن عمومته عوض السيد جبلين..
جبلين هو جزء من مشهد حزين فى فصول مأساوية ترويها بيوت الثكالى واليتامى فى قرى وأرياف دارفور حيث دفع آل دقلو شعوب كاملة إلى المحرقة.
نقلا عن “أصداء سودانية”