الفنان محمد أحمد الشاعر
السر السيد
ما سيأتي لا يعدو أن يكون سوى ملاحظات عامة حول تجربة تتوهج يوماً بعد يوم منذ العام 1965 وإلى الآن، هي تجربة المسرحي المخضرم الفنان الأستاذ محمد أحمد الشاعر.
من الفرضيات التي رسخها النقد الفني، أن المنتج الفني بل وحتى الفكري لا ينفصل عن الرؤية الكلية لمبدعة على مستوى طرائق صناعته وعلى مستوى المسار العام للرؤى والأفكار، أي ثمة ما يمكن وصفه “بالثيمات” الثابتة أو المتكررة في هذا المنتج أو ذاك، وبعبارة أكثر دقة ما يعني أو يعرف ب”هوية المشروع الإبداعي”، لهذا المبدع أو ذاك، فعلى سبيل المثال سنقف ونحن نقرأ بركة ساكن أو محمود درويش أو مهدي عامل على ثوابت ومتكررات تمثل هوية إبداعهم وشخصيته.
تأسيساً على الفرضية السابقة أدخل إلى عوالم المسرحي محمد احمد الشاعر.
على المستوى الشخصي وربما آخرين مثلي قد تعرفت على تجربة الشاعر وهو المقيم في مدينة ود مدنى منذ الدورة الثالثة 2002م لمهرجان أيام البقعة المسرحية عندما عرضت مسرحيته (حيص بيص) على شرف المهرجان، ليتواصل حضوره بعد ذلك ممثلاً ومؤلفاً ومخرجاً في المهرجان وفى غير المهرجان، ففي المهرجان عرضت له مسرحيات : “سقط لقط”، “نمت حبيتي”، “سقف القاع السابعة”، “الشوارع مليئة بالملائكة” ،”العبد ليس اسودا دائماً” ، “ضل الليل” ، بابكول الايباتور”.
هذا عن تاريخ معرفتي أنا به وربما آخرين أما تاريخه المسرحي، فيقول: إن علاقته بالمسرح بدأت منذ العام 1965م كممثل وفي العام 1970م دخل إلى عالم التأليف عندما كتب مسرحية “المصير”، ومن ثم شق طريقه بشغف والتزام وكتب وأخرج ومثل في العديد من المسرحيات والأعمال الإذاعية والتلفزيونية والتي منها مسرحيات:
-الانسان فى الميزان .
-الواق واق .
-الحد الفاصل بين الثابت والمتحرك .
-هبوط اضطرارى .
-راجل ونص .
-الخروج للداخل .
-البدء الآخر.
-ضوء فى آخر النفق .
-رفض خارج دائرة التاريخ .
-الكمدة بالرمدة .
-شنه ورنة .
-الحمٌام
-اهل الكهف .
-الطرف الآخر للمسألة .
-المطمورة .
-معانى ذاك اليوم .
-ثلاثة معانى ووطن .
-الواطة راحت.
أما للراديو فقد كتب مسلسلي “الحلٌ بلٌة” و”معازيم من التاريخ” وللتلفزيون كتب عددا من الافلام، منها:
-ذاكرة النيل .
-الاصبع الخامس .
-البن.
طبعا لا يفتوني أن أشير إلى تجاربه المميزة كممثل مع المخرجين المبدعين المثابرين وليد الألفى وربيع يوسف.
عروض الشاعر:
وفقاً لما شاهدته له من عروض له فى مهرجان البقعة فاننى استطيع القول إن عروضه كثيراً ما تخترق المسكوت عنه والممنوع عن طريق الحركة أو عن طريق الكلام، كما انها وباستمرار تنهل من قاموس الحياة اليومية، لذلك تأتي في الغالب ملامسة لما يمكن أن نسميه المزاج العام للجمهور، بمن فيهم الفاعلين المسرحيين.
كما يمكن القول وبصورة عامة أن اياً من عروضه لا تخلو من نزوعات ولمسات فلسفية تحاول في ما تحاول أن تلامس الإنسان في موقعه الاجتماعي وما يفرضه هذا الموقع من اغتراب وتشظي وفي نفس الوقت ما يفرضه هذا الاغتراب من محاولات لاستعادة التماسك والمقاومة، فمسرحه يحاول العـزف على اوتار النفس بأنامل رقيـقة متنوعـة.
تحية واحتراما فناننا الكبير محمد أحمد الشاعر.