الفاشر أم المعارك
معاوية عثمان خالد
أكثر من مائة وسبعين هجمة هي عدد الهجمات التي نفذتها المليشيا المتمردة الإرهابية وأعوانها في محاولة لغزو الفاشر واجتياحها ، وهذا عدد من الهجمات غير مسبوق في تاريخ الحروب حول العالم ينفذ على هدف واحد كما قال خبراء عسكريون ، ومع ذلك تواصل الفاشر صمود الجبال الراسيات في وجه عواتي الريح ، تواصل الفاشر صموداً أسطورياً سيخلده التاريخ وسيدرس في معاهد العسكرية وكلياتها.
صمدت الفاشر ببسالة أبنائها أبطال المشتركة والقوات المسلحة والمقاتلين معهم ، الذين ما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين ، صمدت الفاشر برجالها ونسائها المحاصرين داخلها ، ما لانت لهم عزيمة ولا انكسرت لهم همة وما ضعف منهم ساعد.
الان وقد دحرت القوات المسلحة الباسلة والشركاء المقاتلون معها المليشيا الإرهابية في الخرطوم ، الجزيرة وسنار ، تبقت دارفور ، ولعل المتابع لجلسات مجلس الأمن ولما ينشر عن السودان في وسائل الإعلام العالمية حالياً ، يجد أن أزمة السودان وحربه مركزة بشكل رئيس فيما يحدث بالفاشر دون سواها ، هذا التوصيف يعني دون شك أن النصر في الفاشر سيكون بمثابة نصر في كل السودان أمام نظر العالم.
لا شك أن قيادة الدولة والقوات المسلحة تدرك يقيناً ما يجب عليها فعله في دارفور وتعلم الوقت المحدد لذلك ، غير أن الشعب من خلفها ينبغي أن يتحول اليوم بأجمعه إلى الفاشر نصرة ونجدة ، فتحرير الفاشر يعني القضاء على المؤامرة الكبرى التي تعرض لها السودان بكسر ظهر المليشيا الأرهابية وكل من قاتل في صفها أو نصرها أو راهن عليها أو اتخذها مطية لتحقيق أطماعه في السودان ، دولاً كانت أو تنظيمات أو أفراد ، تحرير الفاشر سترفرف رآياته عملاقة فوق حصون السودان تحمل سمة مبينة بأن هذا بلد لن ينكسر عوده ولن يهون أهله ولن يخضع لإرادة غير إرادة أهله ، تحرير الفاشر سيمثل ميلاداً جديداً للسودان وبداية نهضة له ، بسواعد اكثر قوة وأشد فتوة وأكبر قدرة على العطاء ، ويومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله.