الفاشر أبو زكريّا لكِ منّا ألف تحية !

قيد  في  الأحوال

 

لم يكن انتصار الفاشر  على المتمردين والمرتزقة  وليد لحظة ومحض  صدفة، إنما تم ذلك لأن جميع أهل الفاشر قد توحّدوا على قلب رجلٍ  واحد، وتعاهدوا ووضعوا أياديهم فوق بعض، ونهضوا بعزيمة إيمان  صادقة، ألّا يتركوا ثغرة  لشيطان أو خائن أو جبان  يكون أو يحوم وسطهم، الكل كان همهم وعزمهم  بألا تُباح أرضهم.

انتصرت الفاشر بصمود جميع مواطنيها، ومساندتهم للقوات المسلحة والمشتركة والمستنفرين. لم يتعلل المواطن البسيط بأنه  ليس لديه سلاح، قال الراوي شهدنا من حمل الكلاش، ومن حمل   فأس ومن حمل “مِرق عنقريب”! ، ومن حمل “سفروق” وقال: (مافي مواطن واحد إنتظر  العدو في بيتو). انتصرت  الفاشر لأن الميرم سارّة  قالت: والله حرام عليهم  يلقوني وحيدة في بيتي، لازم  يلقوني برّا وسط الرجال البيحموني ويملوا عيني) !.

 

والحرب يحتمي وطيسها.. والعدو يأتي  بتاتشراته ودوشكاته  وتكشيراته!. مائتان وثمانون عربة للعدو، على ظهرها مختلف أنواع  الأسلحة “دوشكا، رباعي، ثنائي، بازوكا”، إضافة  لخمسين عربة أتت من مليط، عليها ذات نوعية السلاح، وعدد أربعة مدرعات جلبت من  الخرطوم أو مدني، خصيصاً لدخول الفاشر . القوة المشاركة عددها  خمسة وعشرون ألف متمرد. كل ذلك كان الإعداد له من قَبْل شهرين، تحت إشراف قائدهم “علي يعقوب” الذي كان يشرف على خطة الهجوم من مليط، والذي يوم اللقاء، ترك  عربته وهرب بموتر من  ساحة المعركة. كان وعد من دفعوهم للحرب، أنه  في حالة اجتياحهم الفاشر، واستلامها، سيكون لكلٍّ منهم حافز  عشرة ألف مليار جنيه! . إضافة لهذه القوة الكبيرة والآلة الحربية الهائلة، استخدم التمرد سلاح الحرب النفسية مثل عبارات (تقيفوا مع الجلابة، وتخلّوا ناسكو). ويأتيهم الرد الشافي من  شيخ كبير، من حي  الجوامعة قائلاً:  (الجلابة قاعدين معانا هنا عشرات السنين، مادخلوا بيوتنا إلا لمناسبة، وبعد مانرسل لهم كرت دعوة)!.

ويزداد حِمَي وطيسها، ويعلو دخانها وغبارها عنان السماء، وكل الفاشر  في الميدان، وساعات حاسمة في تاريخ الفاشر أبو زكريا وتلوح بشائر النصر. ويواصل محدثي  الصول المعاشي القديم،  “عم موسى” ويقول: أول مرة في حياته يشعر بأنه  “خفيف” وشباب يتقدّم  صفوف الشباب! وأضاف: إنّ قوة التمرد المُبادة فاقت المائة وستين قتيل، والأسري بلغ عددهم أكثر من ثلاثمائة  أسير، وأعداد كبيرة من الغنائم لم يتم حصرها  حتي الآن، من عربات، وراجمات ومدافع  مسيرات)، وأضاف أنّ جميع أهل الفاشر  شغالين “تمشيط” ونظافة  مع الجيش، ولن يهدأ لهم بال حتى إزاحة كل  مخلّفات للحرب.

لله دركم أهل الفاشر، فو الله بصنيعكم هذا،  صحّيتوا في نفوسنا  الوجود، وأكّدتم لنا أنّ أهل السودان إنْ إتحدوا  سيهزمون المستحيل.

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

 

لواء شرطة م

عثمان صديق البدوي

12 مايو 2024

قيد رقم (181)

Exit mobile version