العقوبات البريطانية علي قادة الجنجويد.. أن تأتي متأخراً

تقرير – الأحداث
فرضت بريطانيا عقوبات على (4) من قادة المليشيا هم عبدالرحيم دقلو قائد ثاني المليشيا والقادة الميدانيين جدو حمدان والفاتح عبدالله وتيجاني ابراهيم ويعتقد على نطاق واسع ان عبدالرحيم دقلو ارتكب عمليات قتل جماعي ضد المدنيين واعدامات ميدانية على أساس عرقي وحالات عنف جنسي ممنهج بما في ذلك الاغتصاب الجماعي وعمليات الاختطاف وطلب الفدية والاعتقالات التعسفية وتدمير المرافق الحيوية والهجوم على العاملين في الحق الانساني فيما وجدت بريطانيا اسبابا موضوعية كما ذكر بيانها لاتهام الفاتح عبدالله ادريس المعروف بـ (أبو لولو) بارتكاب اعمال عنف ضد افراد على أساس عرقي واستهداف المدنيين بصورة متعمدة، واتهمت جدو حمدان احمد ابونشوك قائد المليشيا بشمال دارفور لتورطه في اعمال قتل جماعي وعنف جنسي واختطاف وهجمات ضد لطواقم الطبية والانسانية وادرجت القائد الميداني تيجاني ابراهيم موسي محمد بسبب الاستهداف المتعمد للمدنيين في الفاشر وجاءت الادانة البريطانية بعد سنوات من الصمت على الجرائم و الفظائع التي ارتكبتها ولا زالت ترتكبها مليشيا الدعم السريع وبعد ادانات عديدة صدرت عن دول ومنظمات حقوقية وانسانية ظلت بريطانيا التي تتصدر أي مناقشات لملف السودان في الامم المتحدة صامتة وهي تشاهد التهجير القسري لملايين السودانيين وتستمع لاصوات الثكالي والاسر الملكومة التي فقدت أعزاء لها في حرب أشعلها الجنجويد برعاية اماراتية كاملة بغرض فرض هيمنتهم على البلاد والاستيلاء علي ثرواتها وهو مايصفه د.أسامة حنفي أستاذ العلوم السياسية بجامعة السودان بـ (العدالة الدولية المعطوبة)، ويضيف (بريطانيا تطرح نفسها للعالم كدولة لها ارث ومعرفة بالسودان وفي الوقت نفسه تلجأ للتضليل والتطفيف في كثير من المواقف اذ لا يعقل ان تكون المعلومات غير متوفرة للادارة البريطانية حتى تنتظر كل هذا الوقت كي تصدر هذه العقوبات الرمادية والغامضة)، وتابع (القرار في تقديري جاء نتيجة ضغط المجتمع المدني عليها ونتيجة للتظاهرات العديدة التي قادها السودانيون هناك وطالبوا فيها بايقاف الحرب وفرض عقوبات على مليشيا الدعم السريع وكشفوا جرائمها ضد الشعب السوداني أعتقد هذا ما حرك صانع القرار البريطاني من غفوته وجعله يصدر قرارا بادانة (4) من قيادات المليشيا والغريب أن قيادات ميدانية أخرى ارتكبت فظائع كبيرة لم يصدر ولو حتى قرار ادانة لافعالها ناهيك عن توجيه تهم لهم) لكنه عاد وأكد أن القرار كقرار دون الدخول في التفاصيل جيد ويعني أن العواصم الأوروبية بدأت تستيقظ من سباتها وتعبر عن الجانب الانساني الذي يرفض ما يحدث من فظائع وانتهاكات للمدنيين في السودان لان ماحدث ويحدث متجاوز حتى لمصطلحات مثل جرائم الحرب والقتل خارج نطاق القانون والاستهداف المتعمد للمدنيين والاغتصاب الجماعي هؤلاء تجاوزوا في حربهم ضد المواطن السوداني هذه المصطلحات فهم لايقتلون عشرة أو مائة بل يقتلون الالاف ويغتصبون الالاف ويسحلون بدم بارد وجميعنا شاهدناهم يهرسون جسد أسير وهو حي بدهسه بعربة تاتشر هؤلاء لا يعرفون معنى أن تكون إنساناً وان تحترم الانسانية)، وتابع ( المجتمع الدولي وبريطانيا وفرنسا والمانيا لديهم مصالح في منطقة الساحل ويتعاملون مع هذه المنطقة بما فيها السودان وفقاً لمصالحهم فقط ولا ينظرون إلى مصالح سكان أو مواطنين أو قرار وطني هم أسرى مصالحهم لذا لا تنظر للوقت في قراراتهم لان توقيت اصدارها غير مرتبط بما يحدث على الارض بل بتوقيت مصالحهم)، وقال (هم يسعون الان إلى فرض هدنة ولم يتوقفوا عن هذا الامر دعك من الضجيج الذي يصدر هنا وهناك هم حتى الان يضغطون بكل السبل من أجل هدنة تعيد عبرها المليشيا التقاط انفاسها وترتب صفوفها وتستقبل الدعم الاماراتي بامان).
وقال د.عزالدين الجمري الباحث في القضايا السياسية إن الأمر له جوانب يمكن التوقف عندها والتساؤل بخصوصها لكنني أرى أنه ايجابي بتحرك دولة كبيرة مثل بريطانيا واعتقد أنها خطوة أولى يجب أن نشجعها لتتخذ خطوات أخرى في الاطار نفسه أو في إطار تصنيف المليشيا وحجز أموال شركاتها والمليشيا بالمناسبة لديها شركات في لندن واملاك ويمكن لصانع القرار البريطاني أن يضغط عليها وعلى الامارات ويمكن للقرار البريطاني ان يشجع دولا أخرى لاتخاذ مواقف ضد المليشيا، وأضاف (هناك ضغط كثيف على قيادة الجيش لتوقيع هدنة هذا صحيح وهو ضغط لم يتوقف لكن أعتقد أن بعض الدول بدأت تدخل على خط الأزمة دولياً وتطرح مبادرات مثل روسيا وتركيا هذه دول مهمة بدأت تدخل الان على خط المبادرات وهذا سيخفف الضغط قليلاً على الجيش ويفتح خطوط أخرى للتعاطي مع الأزمة.



