رأي

العشوائيات.. إلى متى ؟

 

د.عبدالعظيم عوض

*تابعنا بتقدير وإعجاب المجهود الكبير الذي ظل يبذله السيد والي ولاية الخرطوم ومعاونوه منذ أن بدأ العدوان المليشي على المواطن السوداني في العاصمة وغيرها من مدن السودان.

*لكن حجم الدمار الهائل الذي رأيناه في الخرطوم بحري أخيرا عقب تحريرها على سبيل المثال ، يتطلب تضافر كل جهود الدولة منذ الآن للشروع في إعادة الأوضاع إلى نصابها خاصة فيما يلي البنيات التحتية الخاصة بالمشروعات القومية الكبرى.

*ففي المنطقة الصناعية بحري وهي المركز الصناعي الاهم على مستوى الدولة وهي تمتد لآلاف الكيلومترات شرقي مدينة بحري ، اظهرت التقارير الواردة من هناك مدى الدمار الذي لحق بكل المنطقة بحيث لم يعد هناك مصنعا مؤهلا للإنتاج خاصة التابعة للمؤسسات الكبيرة والتي لها ارتباطات خارجية وتعتبر افرعا لمؤسسات عالمية تحركها رؤوس أموال ضخمة.

*من واقع مشاهداتي الشخصية مع بداية الحرب ظلت منطقة العزبة المجاورة للمنطقة الصناعية ببحري هي البؤرة التي انطلقت منها عمليات التدمير والخراب ، والنهب الممنهج لممتلكات وآليات المصانع والشركات بواسطة ناقلات الكارو والدفارات الكبيرة وتحت إشراف وحراسة مسلحي المليشيا.

*والحال هكذا اتوقع ان تكون السلطات المختصة بولاية الخرطوم قد وضعت الخطط اللازمة لمعالجة العشوائيات بمنطقة العزبة والتي تمتد من حي كافوري شمالا إلى أحياء نبتة والسامراب ، وتكون تلك بداية حقيقية لوضع معالجات جذرية للعشوائيات التي تحاصر العاصمة من كل الجهات ، وثبت أن قاطنيها كانوا متعاونين مع المليشيا.

*وامامي الآن بيان صادر عن إعلام لجنة مقاومة امتداد شمبات الأراضي ، يدعو فيه السلطات إلى الشروع الفوري في تنظيف منطقة العزبة بعد تحريرها من دنس المليشيا الإرهابية.

*وجاء في البيان (لن تكون منطقة العزبة قبل الحرب هي ذاتها بعد الحرب، وستكون منطقة للشرفاء فقط ، أما المتعاونين ومعتادي الإجرام من قاطني العشوائيات فقد صدَّروا لنا المرارات وغدروا بجيشنا وأهلنا في شمبات والصافية وكافوري والسامراب).

*نتوقع من السيد والي الخرطوم الهمام أن يبدأ على الفور تنسيقا مع السلطات الأمنية والقانونية لوضع الخطط اللازمة التي تعين على حسم مشكلة المناطق العشوائية التي تطوّق العاصمة من كل جانب ، صحيح كانت هناك مساع سابقة في هذا الصدد لكنها توقفت بلا أسباب منطقية ، عليه نتوقع معالجة جذرية لتلك المشكلة القديمة والتي تجددت بعد الحرب بأسوأ مما كانت عليه في السابق.

*على أن يشمل ذلك ما يعرف بستات الشاي والقائمين على حراسة المنازل والعمارات تحت التشييد ، بعد أن ثبت عمليا أثناء الحرب أن هذه الفئات مهدد حقيقي للامن الاجتماعي والوطني ، وأن تكون المعالجات وفقا للقانون والاوامر المحلية الصادرة عن الولاية .. والله ولي التوفيق

نقلا عن “أصداء سودانية”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى