العسكريون رجال دولة ورموز مجتمع

الطيب قسم السيد
على مر تاريخنا الحديث، لا أحد ينكر أو يتجاهل إسهام رجال الجيش السوداني، في مسيرة النضال الوطني في سبيل الحرية ونيل الإستقلال.. بدءاً بالمواقف الخالدة لهم، عبر البطولات المجيدة، التي يحفظها التاريخ ويدونها في ذاكرته، المنصفة المتقدة.
و شعب السودان، يحفظ لجيشه ورجاله مابذلوا من
نضال، وقدموا من أرواح ودماء، ومواقف وجولات وبطولات، على امتداد الملاحم والمواقف الخالدات. وما أثروا به الحياة السودانية في ضروبها الأخرى في مجالات الادارة والاقتصاد ، والهندسة، والإبداع والثقافة والفنون.. فقد شهد التاريخ وأهل السودان بالتميز والتفوق، لرموز مبدعين متميزين سطعت أسماؤهم وبان عطاؤهم في جميع الساحات والضروب..
وهي أمجاد وبطولات واسهامات خالدة، نقشت وخلدت في ذواكر، ووجدان أهل السودان. تضيق مساحتنا هذه للخوض في تفاصيلها.. ومنها ما شهد به الأعداء، وحفظه المؤرخون الأجانب، واعترفوا به وسجلوه في مدوناتهم، عن رجال كالأسود الضارية.. خاضوا اللهيب وشتتوا كتل الغزاة الباغية..لم تهزمهم جيوش (الغزاة) في كرري الخالدة ،ولكن حصدتهم ٱلتهم المتقدمة عليهم صنعاً وحداثة.
أقول قولي هذا، أيها الكرام، وبلادنا – جيشا وشعبا – تخوض أشرس وأقوى معارك العزة والكرامة، في مواجهة مؤامرة دولية مكتملة الأركان، دبرتها دول وتنفذها دويلات وجهات إقليمية ودولية.
ولكن بلادنا رغم كل ما تتعرض له من غدر واستهداف، يتم هذه المرة بإرشاد وعمالة بعض بني الجلدة، وتآمر بعض الجيران و مَن كنا نعدهم في مقام الاشقاء، تواجه هذه الأيام، بصبر وثبات، يباشره على الأرض، بواسل جيشها البطل ، رمز عزتها، وصمام أمان وحدتها، الذي أهدى للعالم من حولنا دروسا بليغة في الثبات والإقدام. منعشاً ذاكرة التاريخ الوطني، بتلكم الأمجاد الخالدة عبر تاريخه الممتد المكتنز بالمواقف والملاحم المشهودة.. وهي سانحة مواتية علينا إستثمارها لتذكير الأجيال الحاضرة بعطاء جيشها الباسل البطل، الذي لم يكن قاصراً فقط على الصعد الميدانية وحدها..بل تعداها الى إسهام وطني أفقي متنوع ، غطى جميع الساحات والضروب.
ويقيني أن رجالا كالفريق عمر النور مدير المتاحف العسكرية، والفريق عمر الخليفة طه، واللواء معاش عبد الرحمن أرباب، المختص في التاريخ العسكري، واللواء م. الشيخ مصطفى، واللواء م. الهادي بشري ،والرائد م. قندور، وأمثالهم، يستطيعون أن يقدموا للأجيال الحاضرة دروساً وطنية قيمة حافلة بالتضحية والإبداع الذي أثرى الحياة السودانية في جميع ضروبها، بعطاء ممتد ومتنوع لرجال جيشنا، في جميع الضروب والساحات العسكرية والمدنية. وهو ما آمل أن تنتبه إليه لجنة توثيق معركة الكرامة وتهتم به قنواتنا وإذاعاتنا الخاصة والموجهة، مستقلة وحكومية من خلال برامج الحوار،، والبرامج الخاصة والتوثيقية.
وأضيف هنا أن فصول معركة العزة والكرامة التي حمى وطيسها هذه الأيام، تشكل سجلا ناصعا يضاف إلى سفر الإنجاز البطولي المتراكم، للجيش السوداني والقوات الأخري التي تسانده مشتركة وخاصة ومقاومة شعبية، وتلك منظومة أمنية واجب تدوين تجربتها ونشرها لإنعاش ذواكر الناس وإعادة نشر وبث ذلكم السجل الحافل لعطاء وصنيع المؤسسة العسكرية، في بلد استثنائي بمقوماته الطبيعية والمكتسبة، وشعب منصف نبيل يسجل الآخر عبر فصول معركة العزة و الكرامة..مجداً ناصعاً في الالتحام مع جيشه صداً لمطامع المتربصين به ودولته وقيمه وحضارته.
نقلا عن موقع “المحقق”